افتتاح مهرجان الدوحة الثقافي بأوبريت يروي تاريخ قطر

صور من افتتاح مهرجان الدوحة الثقافي (تصوير فارس الخطيب )

تضافر الأشكال يغذي رمزية أوبريت "بر وبحر" بافتتاح مهرجان الدوحة (الجزيرة نت)

المحفوظ الكرطيط/الدوحة

افتتحت فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الدوحة الثقافي بعرض أوبريت غنائي تراثي بعنوان "بر وبحر" يجسد جوانب من تاريخ وعادات وتقاليد قطر من خلال قصة حب تختلط فيها المشاعر بالتحديات.

ويحكي الأوبريت الذي عرض على خشبة مسرح قطر الوطني بمشاركة عدد من الفنانين القطريين والخليجيين علاقة البدو والحضر، وعمق الترابط بين أبناء البلد الواحد في قالب فني يمزج بين عنصري الأصالة والمعاصرة.

وعلى مدى أكثر من ساعة تواصل الأوبريت من خلال سلسلة لوحات مصغرة مشبعة بروح التراث، على خلفية موسيقية مشحونة أيضا بأبعاد رمزية وتراثية تعزز الروح الغنائية للعمل الفني.

وعبر تدخل الآلات الموسيقية الحديثة تكتسب الصورة أبعادا جمالية تحاكي ثنائية البحر والبر التي يقوم عليها الأوبريت في عملية مزج بين البدو والحضر في حقبة من الزمن، والتعبير عن نطاق الحياة بين البدو والحضر إضافة إلى أنه يرمز لبعض العادات والتقاليد في المجتمع ككل.

ويروي الأوبريت قصة حب بين راشد ابن شيخ البر ومعشوقته حصة ابنة شيخ البحر (النوخذة) حيث يعارض ابن عمها زواجهما، ويتحداه ويستفزه بمقارعة أمواج البحر والغوص على اللآلئ.

مشاعر الحب والتحديات تعزز الروح الدرامية لأوبريت
مشاعر الحب والتحديات تعزز الروح الدرامية لأوبريت "بر وبحر" (الجزيرة نت)

شحنة درامية
من هذا التحدي تنطلق الشحنة الدرامية لتجسد سمة التحدي الإيجابي في العمل، وعندما ينجح راشد يضطر غريمه مبارك لمغادرة الوطن والهجرة لأنه لم يستطع تحمل فقد حبيبته حصة لصالح رجل آخر. ولكن عندما تتعرض البلاد للغزو والخطر يعود مبارك ويهب دفاعاً عن أرضه وأهله ناسياً ألمه الشخصي ليعانق غريمه في سبيل محبة الوطن.

وقد قام بتأليف أوبريت "بر وبحر" الشاعر صقر الكعبي ولحنه الفنان محمد المرزوقي وأخرجه الفنان سعد بورشيد.

وقبل العرض ألقى رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث الشيخ مشعل بن جاسم آل ثاني كلمة أعلن فيها انطلاق فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الدوحة.

وأشار الشيخ مشعل إلى أن هذه الدورة تتميز بتنوع الأنشطة والفعاليات "سواء أكانت محلية أم عالمية لتعكس قيما مشتركة تؤكد على مفاهيم التسامح والمحبة والسلام".

ويشكل بر وبحر أحد الأعمال المسرحية القطرية التي ستقدم خلال المهجران إضافة لمسرحية "عنبر و11 سبتمبر" ومسرحية "أبو حيان التوحيدي" وكذا أعمال فنية مسرحية خاصة بالطفل وغيرها. وسيكون البعد العربي حاضرا في الشق المسرحي للمهرجان من خلال مسرحيات غنائية فلسطينية.

إلى جانب ذلك يتضمن المهرجان فقرات يتم فيها التركيز على الموروث الشعبي من خلال تراث البادية والقرية التراثية والتي تعتبر بحد ذاتها فعاليات متجددة طوال المهرجان، وذلك من خلال مشاركات العديد من الفرق الشعبية والأمسيات الشعرية والفنية والعروض المختلفة بالإضافة للحرف والمهن من قطر وخارجها.

وتستمر فعاليات المهرجان حتى الخامس إلى أبريل/نيسان موزعة بين المعارض والمقهى الثقافي الذي تحول إلى تقليد راسخ، وندوات ومحاضرات تجمع بين الفكر والأدب والسياسة.

المصدر : الجزيرة