محمد علي شمس الدين والغيوم التي في الضواحي

جماعة قلق الشعرية
صدرت عن دار النهضة العربية في بيروت مجموعة بعنوان "الغيوم التي في الضواحي" للشاعر محمد علي شمس الدين يتنقل فيها القارئ بين أجواء نابضة موحية وعبر مراوحة تتكرر بين الواقعي والسياسي والصوفي والخرافي والأسطوري ليخرج دائما بنتيجة تكاد تكون واحدة.
 
فالشاعر اللبناني البارز في عالم مجموعته المتنوع، الذي قد يظهر لنا بعضها مختلفا عن الآخر أو متناقضا معه أحيانا، ينسج دائما بهذه الخيوط حكاية تبدو واحدة تتحدث عن أحزان الإنسان وخيباته وآلامه وأحلامه وتساؤلاته السرمدية.
 
بدأت المجموعة بكلام عن الموسيقى مأخوذ من كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، وفعلها الذي لا يضاهيه شيء حتى الفتوح العسكرية العظيمة حيث يقول:
 
بعيدا إلى الشرق
كانت جيوش قتيبة تنأى
وتقرع باب خراسان
فتح مبين
ولكن شيئا على السيف حط
من قراب الأمير
جاء قواده من خراسان
تقرأ سر الطوالع
قالت
سمعت الخليفة في الشام
يصغي لصوت المغني
ويطلق في الريح آه الطرب
فعد
أكمل الفتح دورته
يا أمير العرب.
 
وينتقل إلى زرياب المغني في ختام للقصيدة كما يتحدث في القسم الثالث وعنوانه "باب الجسد" عن أثر الموسيقى والغناء عبر عالم متصور وعبر رموزه الدينية والصوفية يقول:
 
قبة الهند فاتنة وأليمة
فوقها نقطة من دم
فوقها طائر لا يريم
ورجال يدورون في بهو صرح عظيم
عراة ويرمون أبصارهم للأعالي.
 
وفي "زيارة إلى موقع الغراب" يستعمل شمس الدين هذا الطير رمزا لشؤون أكثر دنيوية أي أنها تختلف عن ولعه بالكتابة عن الطيور في أعمال سابقة وفي هذه المجموعة نفسها بما ترمز إليه الطيور من روحانيات عند صوفيين كبار.
 
أما في قصيدة طويلة هي "الحرية أو المرأة التي فرت من لوحة سلفادور دالي" فإن شمس الدين يقول كثيرا عن الواقعي والمتصور وعن الحرية والخلود الذي يصنعه هنا الفنان التشكيلي كما في أسطورة "بيجماليون" مقابل اختيار الفناء لكن مع الحرية، حيث يقول:
 
حين فتحت الألبوم
ونظرت إلى لوحة دالي
سيدة تنظر من نافذة مفتوحة
ألفيت المرأة قد غادرت الصورة.
المصدر : رويترز