كاتب مغربي: السياق الراهن ملائم لبلورة فكر فلسفي عربي

كتاب وثقافة
 
يبدو الكاتب المغربي كمال عبد اللطيف في كتابه "التفكير في العلمانية" الذي صدر في القاهرة عن دار رؤية للنشر والتوزيع متفائلا بما يمكن أن تؤدي إليه جهود مفكرين عرب في مجال التنوير وبلورة فكر فلسفي جديد.
 
ويقول إن عددا من الكتاب العرب منهم المغربي محمد عابد الجابري والجزائري محمد أركون في قراءتهم للتراث العربي يسعون للإعلاء من قيمة الإنسان مدافعين عن العقل والعقلانية النقدية والحرية، حيث يرى أن للخطاب العربي المعاصر ملمحا بارزا هو العناية بالنقد الثقافي إضافة إلى الجدل السياسي المؤسس لمفاهيم الديمقراطية والعلمانية وحقوق الإنسان.
 
ويرى الكاتب أن علاقات السياسي بالديني ليست رياضية أو حسابية مجردة لكنها مجال قابل للتفجير بأشكال متعددة، لكنه يضيف أن العامل العقائدي الديني لم يكن العائق الوحيد أمام مغامرة الإبداع النظري الفلسفي عربيا، حيث توجد عوامل أخرى تاريخية منها تغليب آلية التحليل السياسي الظرفي الراهن إضافة إلى عدم إيمان كثير من الكتاب في مطلع القرن العشرين بحق الاختلاف والاعتراف بالتعدد.
 
ويقدم عبد اللطيف تحية لرواد الفكر العربي في مطلع القرن العشرين الذي يقول إن كتاباتهم عكست طموحا علمانيا بارزا مزيلا بعض الالتباس حول مصطلح العلمانية الذي يعني في رأيه العقلانية النقدية، حيث لم يعرف الإسلام النظام السياسي الكنسي والتاريخ الإسلامي لم ينتج صكوك غفران مماثلة لصكوك الكنيسة المسيحية في العصور الوسطى الأوروبية.
 
ويضيف المؤلف أن الفكر العربي في السنوات الأخيرة يستعيد أفكار التنوير بعيدا عن الظروف التي أحاطت بإخفاقات المحاولات المبكرة، حيث انطفأ لهيب المعارك الظرفية التي أشعلها في مصر كتابان صدر أولهما عام 1925 بعنوان "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق وصدر الثاني عام 1926 وهو "في الشعر الجاهلي" لطه حسين.
 
ويعلق عبد اللطيف قائلا إن السياق الآن أصبح ملائما لاستعادة جوانب متعددة من فكر التنوير في إطار دعم العقلانية والحرية والتقدم في الفكر العربي والواقع العربي. 
 
غير أن الاستعادة الجديدة تتسم بمحاولات بارزة في تقليص المحتوى الإيديولوجي الظرفي لمصلحة تتوخى ما أمكن الوقوف على الروح الفلسفية الثاوية خلف البيانات الإيديولوجية للأنوار.

المصدر : رويترز