الإيحاءات المسيحية بفيلم "يوميات نارنيا" تثير انتقادات وتساؤلات

the chronicles of narnia
 
تمكن الفيلم الجديد "يوميات نارنيا: الأسد والساحرة والخزانة" (The Chronicles of Narnia: The Lion, the Which and the Wordrobe)  من إزاحة فيلم "هاري بوتر وكأس النار" (Harry Potter and the Goblet of Fire) المعروض حاليا في دور العرض الأميركية والعالمية.
 
وحقق يوميات نارنيا الذي أنتجته شركة ديزني نحو مائة مليون دولار في أميركا الشمالية وحدها حتى الآن, ليأتي في المرتبة الثانية من ناحية الأرباح, بعد فيلم المخرج النيوزيلاندي بيتر جاكسون الجديد كينغ كونغ (King Kong) في نسخته الثالثة. وقالت شركة ديزني إن يوميات نارنيا هو الأول من سلسلة من سبعة أفلام الغرض منها ابتكار سلسلة تنافس هاري بوتر.
 
الفيلم الذي يمزج بين المغامرة والخيال, يمثل فيه كل من تيلدا سوينتون وجيمس ماك أفوي وجورجي هينلي. وهو مقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب الأميركي المثير للجدل سي إس لويس نشرت عام 1950. وإلى جانب الاستحسان الجماهيري الكبير الذي حظي به الفيلم, فإن منتقديه رأوا أنه يبشر للديانة المسيحية حتى وإن لم ينتبه له الأطفال عند أول مشاهدة.
 
undefined
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية, حيث تقوم معظم الأسر المقتدرة بعد تعرض لندن للقصف، بإبعاد أطفالها عن العاصمة البريطانية، هربا من القنابل والصواريخ الألمانية.
 
وتضطر أسرة لإرسال أطفالها الأربعة -بيتر وسوزان وإدموند ولوسي- إلى منزل أستاذ جامعي غريب الأطوار. ويلاحظ الأطفال أن الحياة في دار البروفسور مملة لأنه كان يمنع عنهم كل شيء يحبون عمله كالجري والشجار.
 
فيلجأ الأطفال للعب الاستغماية التي لم يعترض عليها البروفيسور, فيتفرقون في أرجاء المنزل، وتعثر لوسي على خزانة مناسبة للاختباء بداخلها. وبعد أن تدخلها تجد نفسها في عالم غريب وجميل في نفس الوقت اسمه نارنيا, يخيم عليه شتاء دائم وتغطيه الثلوج.
 
وتعيش في هذا العالم كائنات أسطورية غريبة، تتحدث وتتصرف كالبشر وتسيطر عليه الساحرة البيضاء غاديس التي تفرض الشتاء القارس، لكنه شتاء ليس فيه عيد ميلاد. وعلى النقيض من غاديس هنالك الملك الحكيم الأسد أصلان الذي تحيط به مجموعة من المخلصين. يكتشف الأطفال أن هناك نبوءة في نارنيا تقول إن هذه الأرض لن تتحرر إلا عند قدوم ابني آدم وابنتي حواء.
 
الفيلم يعتمد باختصار على كم هائل من المؤثرات الخاصة وصور بطريقة مبهرة لا تكاد تضاهيها سلسلة أفلام "سيد الخواتم" (The Lord of the Rings) أو سلسلة أفلام هاري بوتر. فالحيوانات والكائنات الغريبة تشعر المشاهد بأنها حقيقية لدرجة أن المشاهد يتوهم بأن الأسد أصلان من دم ولحم.
 
undefined
المضامين الدينية
قد تبدو قصة الفيلم بريئة وخالية من أي مضامين دينية، لكنها غير ذلك على الإطلاق، فالأسد أصلان ليس ملكا، بل إلها. ناهيك عن أن لويس كاتب الرواية ما زال يثير الجدل بعد 42 عاما من وفاته، وما زالت كتاباته تستفز قطاعات واسعة في أوروبا والولايات المتحدة.
 
وكانت منظمة علمانية تدعى "أميركيون متحدون للفصل بين الكنيسة والدولة" قد أعربت لحاكم ولاية فلوريدا جيب بوش شقيق الرئيس الأميركي جورج بوش، عن استيائها لاختياره كتاب "الأسد" ككتاب للقراءة خلال حملته الانتخابية لتشجيع طلاب المدارس على المطالعة، لأن الكتاب مليء بالإشارات المسيحية.
 
فالأسد عند لويس يرمز للمسيح، حسب قوله وتأكيد النقاد, إضافة إلى أن رواياته مليئة بمواضيع من العهدين القديم والجديد، وكما قالت جي كي رولينغز مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر، إن "المرء يستمتع بقصص لويس عندما يكون طفلا ولا يفهم معانيها المسيحية إلا عندما يكبر".
 
وكتب لويس سلسلة روايات نارنيا السبعة بين عامي 1950 و1956 وهي فترة عصيبة في حياته حيث كان يرعى أخاه مدمن المخدرات، إضافة إلى والدته التي كان تعاني من مرض عضال.
 
وحققت السلسلة نجاحا مذهلا ودخلت التاريخ كواحدة من أنجح القصص الموجهة للأطفال حيث باعت أكثر 85 مليون نسخة، وهذا أكثر مما باعته كتبه الفلسفية والنقدية مجتمعة، حيث أن للويس مجموعة من الدراسات المسيحية المهمة من أبرزها "معضلة الألم" و"الطلاق العظيم" و"المعجزات" و"مسيحية فحسب".
المصدر : الجزيرة