موسوعة لناقد مصري عن السينما الأوروبية

الفن الاعلامي والسينمائي
صدرت في الآونة الأخيرة عن المفوضية الأوروبية في القاهرة موسوعة عن "السينما في دول الاتحاد الأوروبي" تقع في أربعة أجزاء، هي "أعلام الإخراج السينمائي" و"التاريخ والتيارات والأنواع" و"الأسواق والشركات والأستوديوهات" و"المؤسسات السينمائية".
 
ويشير الناقد السينمائي المصري البارز سمير فريد  في مقدمة الموسوعة التي أنجزها إلى مقولة تنبأ فيها الشاعر الفرنسي فيكتور هوغو قبل أكثر من 150 عاما بالوحدة الأوروبية، مؤكدا أن السياسيين الأوروبيين ناضلوا طوال نصف قرن نضالا ساميا من أجل تحقيق الاتحاد الأوروبي عبر مفاوضات شاقة ومركبة ومعاهدات كثيرة
 
ووصف تجربة الاتحاد بأنها من أعظم التجارب في تاريخ الإنسانية لأنه أول اتحاد لمجموعة دول كبيرة متعددة الثقافات لا يقوم بقوة السلاح وإنما عبر السعي لتحقيق مبادئ الحرية والعدل والسلام ولا يحتل دولا أخرى لنشر هذه المبادئ وإنما يقدم للشعوب المختلفة نموذجا للتعاون الإقليمي والأسلوب الأمثل لمواجهة العولمة.
 
وقال إنه اقترح على المفوضية الأوروبية في القاهرة إصدار هذه الموسوعة المختصرة عن السينما في 25 دولة يجمعها هذا الاتحاد انطلاقا من الإيمان بالشراكة الأورومتوسطية ونظرا لحاجة العالم العربي إلى الانفتاح على الثقافات الأوروبية.
 
وأضاف فريد أنها "الخطوة الأولى لفتح أسواق السينما في مصر والعالم العربي للأفلام الأوروبية، فلم يكن من المقبول أن نطالب بذلك ويطالب الاتحاد الأوروبي وليس هناك مرجع بالعربية عن السينما في دول الاتحاد الأوروبي على الأقل".
 
وتشير الموسوعة إلى غياب السينما العربية عن جوائز المهرجانات الكبرى مثل برلين بألمانيا وكان بفرنسا، حيث يعتبر غياب الجوائز مؤشرا على ضعف وتراجع المشاركة العربية في هذه المهرجانات إلى درجة الغياب في كثير من الدورات.
 
وتثير المقارنة بين موقع السينما كصناعة وثقافة في العالم العربي والدول المتقدمة كثيرا من الأسى، إذ يشير مؤلف الموسوعة إلى الحفاوة التي تحظى بها السينما في هذه الدول من حيث إصدار الكتب والدراسات والمجلات والنشرات وتوثيقها إضافة إلى إنقاذ الأفلام القديمة من الفناء بطبع نسخ جديدة منها وعرضها في إطار برامج خاصة.
 

"
يعتبر غياب الجوائز مؤشرا على ضعف وتراجع المشاركة العربية في المهرجانات
"

وأشار الى أن العالم العربي أنتج ما يزيد على 5000 فيلم روائي ووثائقي وتسجيلي وأكثر من 80% من هذه الأفلام من الإنتاج المصري، ولكن الكثير من الأفلام العربية التي أنتجت في النصف الأول من القرن لم تنقل على شرائط غير قابلة للاحتراق، أما أفلام النصف الثاني من القرن فتعاني آثار الزمن وسوء التخزين على نحو لا مثيل له في أي من دول العالم سواء النيغاتيف أم البوزتيف, حسب قوله.

 
يذكر أن للمؤلف نحو 50 كتابا منها "السينما الفلسطينية في الأرض المحتلة 1980–1996″ و"الصراع العربي الصهيوني في السينما" و"مخرجون واتجاهات في السينما المصرية" و"الواقعية الجديدة في السينما المصرية" و"مدخل إلى تاريخ السينما العربية" و"أدباء مصر والسينما" و"أضواء على سينما يوسف شاهين" و"سينما القهر وسينما التحرير".
المصدر : رويترز