اتحاد أدباء اليمن بين هواجس المرأة والحزبية والإبداع

اليمن
 
مني تيار اليسار في اليمن بخسارة كبيرة حين أزيح ممثلوه من الهيئة القيادية في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، واعتبر ذلك "انقلابا" على الرموز الأدبية والثقافية في البلاد.
 
وقبل التيار اليساري بنتائج المؤتمر التاسع للاتحاد معترفا بأن الانتخابات التي جرت كانت نزيهة، وإن ساءه فوز قائمة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم.
 
وكان لافتا أيضا صعود المرأة إلى أمانة الاتحاد لأول مرة منذ تأسيسه أوائل سبعينيات القرن الماضي. وفي المقابل شدد الفائزون على ضرورة إبعاد الاتحاد عن الخوض في الشأن السياسي، وحرصه على تفعيل قضايا الثقافة والإبداع والأدب، والدفاع عن الحقوق والحريات.
 
وفي حديث خاص بالجزيرة نت قالت الشاعرة هدى أبلان الأمينة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين إن صعود المرأة إلى الأمانة العامة يعد أمرا طبيعيا في مؤسسة عريقة وتقدمية ووحدوية تؤمن بالمرأة وعملها وثقافتها ومكانتها الثقافية والاجتماعية.
 
واعتبرت أبلان أن توليها مسؤولية أمانة الاتحاد يحمل دلالات هامة، منها أن المرأة لم تعد ذلك الكائن المهمش ثقافيا وإبداعيا واجتماعيا، بل هي قادرة على تبوأ أماكن الصدارة، وهذا يعتبر تغيرا جذريا في عقلية كثير من الذين كانوا يعتقدون أن المناصب في مثل هذه الاتحادات حكر على الرجال.
 
حزب الإبداع
وأكدت الشاعرة اليمنية عدم إيمانها بدخول السياسة في مجالات العمل الإبداعي، برغم أن الأمانة العامة للاتحاد فيها تشكيلة من أطياف العمل السياسي، من المؤتمر الشعبي الحاكم والمستقلين ومن المحسوبين على الحزب الاشتراكي.
 
وقالت "نحن نسعى لإدارة ذات فنية عالية بعيدا عن الاحتكارات السياسية لأي طرف كان سواء في السلطة أو المعارضة، والاتحاد هو حزب – إذا جاز التعبير- للإبداع وللجمال، وليس حزبا للصراعات السياسية".
 
وشددت الشاعرة أبلان على أن الاتحاد سيركز على انتشال المبدعين من وضعهم المعيشي الصعب، وتأمين رعاية اجتماعية لهم، بالإضافة إلى تحريك الواقع الثقافي في البلاد.
 
وأكدت الأديبة اليمنية أن الاتحاد يتجه نحو الاستثمار في صناعة الكتاب وإيجاد مطبعة خاصة، ونشر مجلة "الحكمة" الصادرة عن الاتحاد بانتظام وبشكل جميل وراقٍ، وكذلك توثيق العلاقات الخارجية الثقافية مع الوطن العربي والعالم، والانفتاح على كل ما هو حديث.
 
غياب عربي
وفيما يتعلق بغياب الإبداع اليمني عن الساحة العربية والعالمية قالت أبلان إن "المبدع يتحمل النصيب الأكبر في ذلك إضافة إلى قلة الإمكانيات، فالمبدع اليمني بطبيعته متوارٍ وخجول، ولا يسعى إلى العلاقات الثقافية كغيره من المبدعين في الأقطار الأخرى.
 
وأشارت إلى غياب الوسائل الإعلامية التي تروج للإبداع اليمني وتردم الفجوة ما بين المبدع والمتلقي، وطالبت المبدعين في اليمن بتقديم أنفسهم للآخرين، مؤكدة أن الإبداع الحقيقي يفرض نفسه ويستمر.
 
وردا على سؤال عن وجود عقم في الساحة اليمنية على الصعيد الأدبي والفكري، قالت الأمينة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين إن الإبداع في اليمن واحد من أهم ملامح الثقافة العربية، فاليمن يزخر بمشهد ثقافي كبير سواء على المستوى الشعري أو القصصي، وحتى الرواية والفن التشكيلي.
المصدر : الجزيرة