فواز طوقان: الرابطة القلمية كانت متأثرة بالشيوعية

لبنان
يقدم الأكاديمي الأردني فواز أحمد طوقان في كتاب جديد له أطروحة مخالفة للأفكار السائدة حول أعضاء الرابطة القلمية مفادها أنهم كانوا على علاقة بالفكر الاشتراكي وبالحركة الشيوعية في أميركا.
 
في هذا الكتاب المعنون بـ "أسرار تأسيس الرابطة القلمية وعلاقة أعضائها بالفكر الاشتراكي" يرفض طوقان ما هو محل شبه إجماع عند باحثين سابقين وضعوا أعضاء الرابطة القلمية ونتاجهم تحت عناوين كبرى أبرزها المدرسة الرومانتيكية.
 
شمل كتاب طوقان بالبحث أعضاء الرابطة اللبنانيين والسوريين كجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ونسيب عريضة وندره حداد وإيليا أبو ماضي وأمين الريحاني ورشيد أيوب ووديع باحوط، إلا أنه توقف وركز على اثنين منهم وهما عبد المسيح حداد ووليام كاتسيفليس.
 
ويقول طوقان إن تصنيف نتاج الأدباء المهجريين في خانة الرومانتيكية يتغاضى عن أنهم انتهجوا هذه المدرسة متأخرين عن أفول نجمها بردح طويل من الزمان هذا إذا كانوا انتهجوها أصلا.
 
ورأى المؤلف أن الفترة التي عاش فيها المهجريون المعنيون بهذه الدراسة لم تكن في أي حال من الأحوال فترة انتعاش نزعة التجريدية-الرومانتيكية المثالية لا في الحركة الأدبية وسط المجتمع الأميركي ولا في الحياة السياسية أو الاجتماعية.
 
ويعتبر الأكاديمي الأردني أنه من الأقرب إلى المنطق أن يكون أدباء المهجر الأميركي الشمالي متأثرين بإحدى الحركتين الأميركيتين المتصارعتين ما بين عامي 1890 و 1920 وهما حركة الرأسمالية البراغماتيكية "الذرائعية" وكانت هنالك بالمقابل الحركة الاشتراكية الأميركية.
 
ويعتبر الكاتب أنه من تحصيل الحاصل أن ينحاز أبناء الجاليات المعاصرة ومنهم الجالية الشامية إلى نصرة حركة المعارضة المتمثلة في الحركة الاشتراكية الأميركية، مشيرا إلى أن المهجريين لم يكونوا بعيدين عن هذا الفكر حيث عرفوه في ديارهم الأولى حيث كانت معاني الاشتراكية ومداراتها تتسلل من شقوق كتابات الإصلاحيين.
 
وأضاف أن أعضاء الرابطة حشدوا في أنواع نتاجهم الأدبي نقدا لاذعا لما عليه المجتمع من نقائص ومظالم وتحريضا مكشوفا أو مبطنا لشحذ الهمة ورفض الواقع البائس والمطالبة بما جاء المهاجرون الجدد من أجله وهو الحرية والعدل والمساواة.

المصدر : رويترز