تراث العراق حاضر في مؤتمر المخطوطات بالإسكندرية

مكتبة الإسكندرية بعد تحديث أبنيتها
اختلط السياسي بالثقافي في ندوة خصصها مؤتمر "المخطوطات الموقعة" بمكتبة الإسكندرية أمس لمناقشة القاعدة الثقافية في العراق التي تعرضت للنهب والسرقة على أيدي القوات الأميركية التي احتلت البلاد  قبل أكثر من عامين.
 
وقدم فيلم تسجيلي عنوانه "من برلين إلى بغداد" شهادة على إتلاف ونهب كل ما له علاقة بالثقافة أو الذاكرة العراقية، حيث يقول أحد مسؤولي المتحف العراقي في الفيلم إن بلاده توقعت حدوث ضربة قبل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة في مارس/ آذار 2003 وأدت إلى احتلال العراق بسقوط بغداد في التاسع من أبريل/ نيسان من العام نفسه.
 
وأضاف المسؤول "حاولنا حماية القاعدة الثقافية العراقية التي تضم أشهر مكتبة مسمارية في العالم، رسمنا علامة التراث العالمي على أسطح المكتبات والمؤسسات الثقافية وفقا للمواثيق الدولية، ولكن كل شيء تعرض للنهب على أيدي محترفين… كانت السرقة ممنهجة".
 
وأشار إلى أن بلاده على الجانب الآخر سلمت يوم 13 سبتمبر/ أيلول 1990 منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) محتويات متحف الكويت كاملة، إضافة إلى السجلات الكاملة التي تخص المتحف أو المكتبات، في توضيح لنفي ما قد يكون لحق بالتراث الكويتي من تدمير على أيدي القوات العراقية التي غزت الكويت في 2 أغسطس/ آب 1990.
 
وقال خبير المخطوطات العراقي أسامة النقشبندي الذي يشارك بمؤتمر المخطوطات الموقعة إنه قد أحرق مجلدات الصحف التي صدرت في عشرينيات القرن الماضي مع معظم مقتنيات المكتبة الوطنية ومركز صدام للمخطوطات الذي كان قائما في بيت أسس في بداية القرن التاسع عشر.
 
وأضاف النقشبندي "تمكنا من نقل 50 ألف مخطوطة إلى مكان آمن بعيدا عن اللصوص، من المسروقات سجادة كانت مهداة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأعادتها إحدى الأسر قبل شهرين، المخطوطات الآن في ملاجئ".
 
وقال مدير الندوة المصري عبد الستار الحلوجي إنها ليست المرة الأولى التي يدمر فيها الغزاة بغداد وإنهم سيخرجون ويبقى العراق قائلا "نحن العرب مدينون للعراق بالكثير من العلوم والفنون منها الخط الكوفي الذي ظهر قبل ظهور مدينة الكوفة نفسها ولكنه نسب إليها".
 
من جانبها قالت خبيرة المخطوطات العراقية ظمياء السامرائي إن 6000 مخطوطة تعرضت للحرق والسرقة، وما نجا محفوظ في أماكن سرية حتى لا يكون مصيره الضياع والنهب، فيما شددت مواطنتها ناهضة مطر مسؤولة المخطوطات بالمجمع العلمي العراقي الذي تأسس عام 1947 على أن الاحتلال الأميركي كان أسوأ على الثقافة من الفترة السابقة.
 
يذكر أن المؤتمر الدولي الثاني لمركز المخطوطات بدأ الثلاثاء ويختتم أنشطته الخميس ويشارك فيه أكثر من 40 باحثا من عشر دول عربية وأجنبية، هي العراق والمغرب وسوريا والإمارات والأردن ولبنان ومصر وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة.
المصدر : رويترز