الصيني الحاصل على نوبل للآداب يعيد كتابة تجربته تشكيليا

الكاتب الصيني جاو
 
بدا المؤلف الصيني جاو شينغيان الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2000 رساما مبدعا وهذا ما بدا جليا من خلال معرض جديد في سنغافورة يظهر نفس الكفاح من أجل التعبير والمعنى الموجود في كتابته ويضم المعرض 60 لوحة من بينها 10 تعرض لأول مرة.
 
ولكل من الرسومات والكتابة أسلوبها المميز وهو أمر لا يدعو إلى الدهشة من فنان يرفض أن يوصف بأنه جزء من أي مدرسة أو مذهب، كما يرفض أي صلة بين الفن والسياسة حيث يقول "اعتقد أن أهم شيء بالنسبة للفنان هو أن يبقى بعيدا عن الآخرين بقدر الإمكان كي يتجنب حدوث تشوش لديه".
 
وهذا الموقف يحمل جانبا سيئا وآخر جيدا فقد تم حظر نشر أعمال جاو في الصين عقب إصداره مسرحية "الهاربون" التي كتبت على خلفية مذبحة ميدان تيانانمين التي وقعت في عام 1989 لكن جاو رفض أيضا إدخال تعديلات سعى إليها بعض المؤيدين للديمقراطية.
 
وفي عمله كرسام يستخدم جاو فقط الحبر الأسود التقليدي الصيني ويرسم على ورق الأرز لكنه تأثر باساليب التصوير الفوتوغرافي وبأفكار العمق والمنظور في الفن الغربي إذ يهيمن على الزائر انطباع أولي بالتعاسة والشعور بالوحدة.
 
وربما يعكس ذلك حياة المعاناة الخاصة بجاو نفسه الذي ولد في عام 1940 خلال الغزو الياباني وأرسل إلى معسكر لإعادة التأهيل في الفترة من عام 1970 وحتى عام 1975 خلال الثورة الثقافية، وإحراق حقيبته المليئة بالمخطوطات الأدبية وتعرضه لانتقادات رسمية بسبب كتاباته بالإضافة إلى تشخيص خطأ حول إصابته بالسرطان ثم بعد ذلك كلاجئ سياسي يحظر نشر أعماله في وطنه.
 
وكان نتاج ذلك اللجوء الذي سبقته رحلة طولها 15 ألف كيلومتر سيرا على الأقدام في الجبال النائية وغابات سيشوان القديمة بجنوب غرب الصين رواية "جبل الروح" وهي رائعة معقدة تغوص في التاريخ والفن الشعبي والمناظر الطبيعية بالصين ممزوجة ببحث عن المعنى.
 
وتطوف القصة الهزلية في جزء منها والمليئة بالإحباط في جزء آخر بين ذكريات الطفولة ثم حكايات داخل حكايات وصولا إلى حوار رقيق حول العلاقة بين الجنسين حيث يظهر الراوي في صورة "أنا" أو "أنت" في تجربة بشكل يستدعي إلى الذاكرة الطريقة التي يستخدمها في الرسم.
المصدر : رويترز