الفن التشكيلي الفلسطيني يتحدى جدار الفصل الإسرائيلي

REUTERS - An Israeli border policeman stand in front of the concrete wall part of Israel's controversial security barrier at the check

 
يشارك 24 فنانا تشكيليا فلسطينيا في معرض فني يقام بمركز السلام قبالة ساحة المهد بمدينة بيت لحم، محاولين من خلال رسوماتهم تحدي الاحتلال وإبراق رسائل إلى العالم مفادها أن الإنسان الفلسطيني هو الجدار الأبقى والأقوى من جدار الفصل الإسمنتي الإسرائيلي.
 
وتستقبل الزوار في المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة الفلسطيني بعد ظهر أمس ويحمل عنوان "نحن الجدار الأبقى" عشرات اللوحات الفنية التي تعكس في مجملها أشكال معاناة الفلسطينيين نتيجة الجدار الفاصل، لكنها في ذات الوقت تحمل في طياتها آمالا للمستقبل بأن هذا الجدار لا بد أن يزول بصمود الإنسان الفلسطيني وجهوده لإزالته.
 
الجدار زائل
وفي تفسيره لعنوان المعرض "نحن الجدار الأبقى" يوضح الفنان يوسف كتلو الذي يشارك بعدد من اللوحات أن الإنسان الفلسطيني هو الجدار الأبقى، وأن الجدران المادية التي يصنعها الإنسان ويقيمها المحتل هشة، مقابل بقاء الإنسان الذي يرفضها ويزيلها في النهاية لا محالة.
 
ومن خلال لوحته الفنية "طائر النار" يحاول كتلو الدمج بين تجذر وتمسك الإنسان الفلسطيني بالأرض وأشكال المعاناة التي يعيشها نتيجة الجدار، مؤكدا أن إرادة الإنسان الفلسطيني ومحاولاته لإزالة الجدار هي التي تنتصر في النهاية من خلال تصويره لطائر العنقاء الذي يخرج منتصرا من بين النيران، وكأنه يقول إن الشعب الفلسطيني يخرج مجددا من كل مأساة تحل به منتصرا، وهكذا سينتصر على الجدار الفاصل.
 
أما الفنانة هنادي حجازي، فتتناول من خلال لوحتها "عروس خلف الجدار" الأبعاد الإنسانية للجدار الفاصل الذي يمنع العلاقات الإنسانية، ويحرم الإنسان من حقوقه الطبيعية كالزواج والفصل بين العروسين ومنع التقائهما، لكنها ومن خلال ذات اللوحة تشير إلى أنه لا نهاية للحياة وأن المستقبل يحمل الكثير من الآمال.
 
وفي لوحة أخرى بعنوان "ناس يخترقون الجدار" كأن الفنان إسماعيل مضية يجزم بأن الصمود الفلسطيني والعمل الجماعي والإصرار والتحدي سيؤدي حتما إلى زوال الجدار، والوصول بالتالي إلى مدينة القدس المحتلة.
 
وبرسوماته الفنية يوضح الفنان سميح أبو زاكية أن الفنان الفلسطيني يهدف إلى إيصال رسائله إلى العالم من خلال تصويره لمعاناة الإنسان في الأرض المحتلة والآلام التي يعيشها منذ فترة طويلة بواسطة الرسومات. مشير إلى أن الفن التشكيلي أقرب لأن يكون لغة عالمية كونه يتعامل بالأحاسيس والمشاعر.
 
ويعتقد أبو زاكية أنه رغم محاولات قتل الروح المعنوية للشعب الفلسطيني بهذا الجدار وإجراءات الاحتلال الأخرى، إلا أن هذا الشعب يخرج بعد كل ضربة أقوى من ذي قبل وأكثر إصرارا على نيل حقوقه.
 
غياب واضطهاد
وعدا ما تحمله لوحات الفنانين من معاني وأشكال للمعاناة، يحمل غياب معظم الفنانين عن لوحاتهم وعدم قدرتهم على الوصول إلى بيت لحم والتواجد قربها الكثير والرسائل حول معنى الحصار والمعاناة وقساوة الاحتلال.
 
وفي هذا السياق يقول سعيد مضية رئيس جمعية العنقاء الثقافية التي تنظم المعرض بالتعاون مع مركز كاردينال هاوس ومركز السلام إن الكثير من المشاكل والعقبات المادية والمعنوية تواجه الفنانين الفلسطينيين نتيجة الاحتلال والجدار ظهرت نتائجها في غياب 14 فنانا عن المعرض من أصل 24 فنانا شاركوا فيه بلوحاتهم.
 
ويضيف أن الفنان الفلسطيني مضطهد ومحروم من التحرك بحرية بين أجزاء الوطن أو السفر للخارج لنقل معاناة أبناء شعبه بلوحات فنية وإيصال رسالته إلى الآخرين، رغم أنها رسالة إنسانية رمزية.

 
وبشكل عام يؤكد مضية أن المثقف الفلسطيني والمؤسسات الثقافية الفلسطينية فقيرة وتفتقد إلى الدعم والتشجيع من قبل الجهات الرسمية، مضيفا أن ما تقوم به جمعية العنقاء يتم بتمويل ذاتي على حساب الأعضاء.
_______________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة