الأفلام الهندية تنخر عظام الأيديولوجية الباكستانية

دعاية لفلم هندي في مدينة روال بندي القربة من العاصمة.jpg


مهيوب خضر– إسلام آباد


تمكنت باكستان من إيقاف جحافل الجيش الهندي عند خط الهدنة الفاصل بين البلدين في كشمير, ولكن لم تستطع في المقابل السيطرة على غزو الأفلام الهندية لساحتها الفنية. فقد وصلت هذه الأفلام إلى كل بيت في مدن وقرى باكستان بطرق رسمية وأخرى غير رسمية بعيدا عن مقص الرقابة والجمارك, حتى إن كبار المسؤولين الذين أصدروا قرارات تمنع ظهور هذه الأفلام على شاشة التلفاز الباكستاني هم من أكثر محبي مشاهدتها.

وتعزى ظاهرة انتشار الأفلام الهندية في باكستان إلى أسباب عدة من أهمها عامل اللغة، إذ تمثل معظم الأفلام الهندية باللغة الأوردية وهي اللغة الرسمية في باكستان, واحتواؤها على عنصر الإثارة الجنسية وتركيزها على العاطفة, كما يلعب تقارب المزاج والرقص الذي هو جزء من الطقوس الدينية لدى الهندوس دورا مهما في جذب الكثيرين.

المحلل الاجتماعي مظهر يوسف رأى في حديث مع الجزيرة نت أن الهند -كدولة خاضت ثلاث حروب مع باكستان- تستخدم اليوم سلاح الغزو الفكري عبر الأفلام الهندية كوسيلة مواجهة غير مباشرة ضد باكستان, وما انتشار أسماء بعض أبطال الأفلام الهندية في المجتمع الباكستاني مثل بوجا وراجيت, ولبس المرأة للبنطال, ورقص الشباب في الأماكن العامة وإضاعة وقت الأجيال الناشئة إلا شيء من مظاهر تلك الحرب, أما الترويج للديانة الهندوسية فهي تقع على رأس أولويات من يقفون خلف إنتاج هذه الأفلام، حتى غدا مشهد استخدام النار في المناسبات المختلفة أمرا مألوفا.

واللافت أن استخدام الهنود لوسائل التسلية ابتداء من مسارح الشوارع ووصولا إلى الأفلام من أجل خلق نوع من الوعي السياسي بين الجماهير، هو ظاهرة قديمة ابتدعوها في حقبة مقارعة الاستعمار, ومازالوا يستخدمونها لتحقيق ما تعجز عنه حتى الجيوش بكامل أسلحتها.

انتشار الأفلام الهندية في باكستان بشكل مهول وضع صناعة السينما المحلية في وضع لا تحسد عليه, في حين يرى منتجون أن الحكومة فشلت في الحد من انتشار هذه الأفلام رغم الوسائل المتعددة التي نهجتها في هذا الإطار.

فعندما منعت الحكومة استيراد الأفلام السينمائية الهندية أصبحت تصل على شكل أفلام فيديو, وعند قيامها بحملات على محلات الفيديو لمصادرة هذه الأفلام راح أصحاب المحلات يخفونها ولا يبيعونها إلا للزبائن الموثوق بهم, ومع منع عرض الأفلام الهندية على جميع القنوات المسجلة رسميا لدى وزارة الإعلام ظهرت في المقابل قنوات مسجلة في دبي تبث المئات منها, هذا علاوة على شركات الكيبل التي تحوي ما لا يقل عن 60 قناة هندية.

في المقابل رأى المنتج السينمائي الباكستاني جمشيد نقوي في حديث مع الجزيرة نت أن الأفلام الهندية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر على ثقافة الشعب الباكستاني، متسائلا "كيف يمكن لهذا أن يحدث وعدد الآلهة عند الهنود 365 وعندنا إله واحد هو الله؟".

وأضاف جمشيد أن حل القضية الكشميرية هو عنوان التطبيع بين البلدين، ولا علاقة للأفلام الهندية بالأمر قلت أم كثرت.
ــــــــــــ
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة