الحكايات الأفريقية أثرت خيال الأميركيين

Zulu impi -- or warriors -- commemorate

أكد مثقفون مصريون أن الأدب الشعبي الأفريقي أثرى خيال الكتاب في الأميركتين بعد انتقاله إلى هناك مع الزنوج، وأن بعض الكتاب الغربيين استغلوا القصص الشعبية لترسيخ ما اعتبروه نظرة استعلائية استعمارية تجاه الأفارقة.

وقال الكاتب المصري نادر أبو الفتوح إن التراث الشعبي الأفريقي فرض وجودا في الأميركتين حينما انتقل مع الزنوج الأفارقة الذين سيقوا في الأغلال إلى الدنيا الجديدة.

وأضاف خلال كلمة ألقاها في ملتقى أدب الطفل الأفريقي الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة بمصر أن الأدب الشعبي الأفريقي توارثته الأجيال هناك، مشيرا إلى أن الحكايات والأمثال الشعبية في البرازيل على سبيل المثال ما تزال تحكى باللغات الأفريقية إلى جانب البرتغالية.

وأوضح أبو الفتوح أن هذه القصص تدور حول "الحيوانات والشخصيات الأسطورية الأفريقية وجوانب الحياة في أفريقيا كالحسد والغيرة بين الزوجات العديدات لزوج واحد وكلها تمثل جانبا مهما من حياة الزنوج ومنها قصص للأطفال عن مضار الكذب.

صورة مزورة
ويحمل الملتقى الذي يختتم أنشطته غدا الأربعاء عنوان "الحكايات الأفريقية للطفل عبر الحدود والمحيطات".

وذكر نادر أبو الفتوح أن بعض مجلات الأطفال الأميركية تنشر حكايات من التراث الأفريقي على أنها من أدب الأطفال الأميركي، مشيرا إلى وجود محاولات استعمارية لطمس معالم التراث الأفريقي إلى الأبد لم تعرف نجاحا.

"
القصص تدور حول "الحيوانات والشخصيات الأسطورية الأفريقية وجوانب الحياة في أفريقيا كالحسد والغيرة بين الزوجات العديدات
"

وأشارت نادية الخولي الأستاذة بكلية الآداب بجامعة القاهرة في جلسة عقدت مساء أمس إلى مسؤولية بعض الكتاب الغربيين عن ترسيخ الصورة الذهنية التي قالت إنها غير صحيحة عن الأفارقة وكثير من الدول التي استعمرت عموما.

وقالت إن كاتب قصص الأطفال الفرنسي جان برونوف كان أحد الذين أسهموا في توضيح مفهوم الكولونيالية وتأثيرها على وجدان الطفل الأفريقي والفرنسي وكذلك الأطفال الذين عاشوا في عصر الوجود الاستعماري الفرنسي في أفريقيا.

كتب "بابار"
وأضافت الخولي وهي عضو المجلس المصري لكتب الأطفال أن سلسلة كتب "بابار" التي كتبها برونوف توضح كيف تعامل الاستعمار مع الثقافات والحضارات الأخرى ليثبت أن الحضارة الغربية والفرنسية متفوقة على الحضارة الأفريقية.

من جهته قال أحمد مرسي أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب بجامعة القاهرة إن أفريقيا تتميز بتنوع طبيعي وبشري، ولكنها خضعت زمنا طويلا للاستعمار الذي مزق أوصالها واستنزف مواردها المادية والبشرية، مشيرا إلى أن المأثورات الشعبية الأفريقية لقيت اهتماما متزايدا في السنوات الأخيرة من جانب الباحثين الأفارقة والأجانب.

ورأى أن حركات التحرر الوطني بأفريقيا شجعت على الاهتمام بالفولكلور "كمقدمة للبحث عن هوية وطنية وقومية تميزها". 

المصدر : رويترز