فيلم سينمائي يثير غضب المسيحيين فى مصر

ممثلة مصرية

محمود جمعة – القاهرة

شن متشددون مسيحيون في مصر حملة ضد فيلم "بحب السيما" الذي يعرض حاليا في دور السينما وطالبوا بوقف عرضه بحجة أنه يتعرض بالإساءة إلى الكنيسة الأرثوذكسية ولقضايا دينية من شأنها التحريض على التطرف دون الرجوع إلى الكنيسة لمراجعتها دينيا.

وينظر المسيحيون في مصر للفيلم الذي أخرجه أسامة فوزي وهو مسيحي أرثوذكسي على أنه يمثل إساءة للكنيسة والمسيحية, إذ يصور حياة زوج أرثوذكسي متزمت يمنع زوجته من حقوقها الشرعية بزعم أنه صائم ويصلي يوميا في حجرته خوفا من دخول النار، ويرفض أن يذهب ابنه الصغير إلى السينما أو مشاهدة التلفاز لأن ذلك يعد حراما وكفرا ومعصية.

ومع الوقت يفاجأ بأن أسرته وأقاربه لا يسمعون إلى نصائحه ويفعلون "المحرمات" فيبدأ فى مراجعة نفسه وينبذ حياة التطرف ويتجه للاعتدال وينتهي الفيلم بدخول البطل السينما مع ابنه الصغير.

وأثيرت المشكلة عندما أقام أحد رجال القضاء المسيحيين دعوة طالب فيها بوقف عرض الفيلم وتمت إحالة البلاغ إلى المستشار ماهر عبد الواحد النائب العام الذي أمر بالتحقيق في القضية والاستماع إلى أقوال مقدمي البلاغ خلال الأيام القليلة المقبلة.

الجزيرة نت استطلعت آراء أطراف المشكلة حيث قال رئيس الرقابة على المصنفات الفنية مدكور ثابت للجزيرة نت "إن المستوى الفني للفيلم لم يتخط الحياد والموضوعية وهو من أفضل الأفلام المصرية خلال ربع قرن"، مضيفا أنه تم إجازة الفيلم رقابيا بعد عرضه على لجنة تتكون من 12 عضوا مسيحيا برئاسة الدكتور يونان لبيب رزق ولفيف من المثقفين المصريين.

وأشار إلى أن الفيلم لا يحمل أي ازدراء للدين أو الكنيسة، بل يناقش قضية في إطار اجتماعي لا يسيء إلى أحد.

وشدد ثابت على أنه لم يستطع أي عمل فني مصري أن يدخل إلى حياة الأقباط الاجتماعية ويتناولها في قالب درامي مثلما حدث في هذا الفيلم.

ويقول مؤلف الفيلم هاني فوزي -وهو مسيحي أيضا- للجزيرة نت لماذا كل هذا الهجوم على الفيلم الذي لا ينتقد أحدا وتمت إجازته رقابيا من قبل العديد من الشخصيات المسيحية المثقفة, مشيرا إلى أنه يناقش قضية اجتماعية جديدة دون أن يمس الدين أو الكنيسة بأي أذى.

وأشار العديد من النقاد المصريين إلى أن الفيلم يثير قضية تعرض الدراما لأقباط مصر وهو ما يثير مخاوف المسؤولين من رد فعل الناس على أي عمل يمس الدين كما أنه أظهر المدى الذي يمكن أن يقبل الناس فيه سينما مختلفة تمس حياتهم بشكل أكثر صدقا ولا تقدم القشور فقط.

وكشف الفيلم برأي هؤلاء النقاد أن المجتمع المصري بحاجة إلى مزيد من الديمقراطية والجرأة وليس إلى مزيد من الرقابة والكبت.

يشار إلى أن الأقباط في مصر غالبا ما يظهرون بدور الصديق الوفي والجار الحميم ولم يتعرض عمل فني لحياة الأقباط الخاصة.

وأكد المخرج داود عبد السيد للجزيرة نت أن فيلم "بحب السيما" فيلم حقيقي يعيد للسينما المصرية بعض الثقة في أدواتها بداية من المخرج الذي ظهرت بصماته واضحة في الفيلم ولم يكن مجرد منفذ لقفشات ونكات كما يحدث في موجة الأفلام المصرية في الفترة الحالية.

وأشار إلى أن الفيلم ينطوي على إسقاطات سياسية من خلال التوازي الفني بين تسلط الأب المتزمت دينيا وحكم الرئيس جمال عبد الناصر في هذه الفترة وكذلك موت الأب في نفس يوم وفاة جمال عبد الناصر في ربط درامي بارع.

وأكد أن هذا الفيلم هو الوحيد الذي أفلت من الشعارات الرنانة التي لا هدف لها غير الترويج لما يسمى بالوحدة الوطنية.
ــــــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة