الأبنودي بين قمر يافا وحكايات الصعيد في أمسية بالدوحة

عبد الرحمن الأبنودي - الجزيرة

أحيا الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي مساء الاثنين أمسية شعرية عامية بقاعة المجلس بفندق شيراتون الدوحة بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون بدولة قطر.

وبدا الشاعر الأبنودي أكثر حيوية وشبابا عندما رفض أن يلقي شعره جالسا تاركا منصة الجلوس فارغة وأصر على الإلقاء واقفا موضحا أن "الشعر كلما قعدت له جلس وإذا وقفت له وقف".

وألقى الأبنودي عدة قصائد تناول فيها القضايا العربية الراهنة ابتداء من القضية الأم فلسطين إلى العراق في قصيدته "عبد الحليم حافظ" بشيء من الإسقاط الوجداني ومحاولة ملأ الفراغ الذي أحسه الشاعر بعدما أصبح وحيدا في عالم الكلمة الذي يحتاج إلى من يغنيه بعد أن رحل عبد الحليم حافظ, على حد قوله.

ووسط الحضور الكبير الذي غصت به القاعة فتح الشاعر جرح قصائده بقصيدة "الدرويش" التي لامس فيها تجليات البعد والاقتراب من حقيقة الواقع السياسي العربي الذي عاصره، ابتداء من الاحتلال الإسرائيلي والنزوح وأزمة اللاجئين مرورا بنكسة 1967 وحرب أكتوبر 1973 والمعاهدات الأخيرة التي اعتبرتها كلماته نوعا من الانحسار والوقوف التاريخي لأحداث الزمن العربي رغم مروره.

وجاءت قصيدته الثانية "قمر يافا" استكمالا غنائيا لا ينطوي إلا على حسرة ما قبله وما بعده، إذ مثلت صراعا بين الصبح والليل ومللا من التعاقب بينهما سواء في فلسطين أو مصر أو العراق أحس الأبنودي وكأنه نوع من النهاية الذي قتله انتظاره.

ثم ألقى بعد ذلك قصيدة "العنكبوت" التي تتميز بحبكتها الموضوعية الساخرة المؤلمة في آن واحد بحيث تصور الوجود الإسرائيلي بالطبيعي في زمن الخيانات وعدم المصارحة والمصالحة مع الذات الهاربة من نفسها لتنسج العنكبوت حينئذ دولتها وحدود مضاربها بمعونة الآخر وعلى حساب أرضه وحدوده.

وختم الأبنودي الأمسية بقصيدة "يامنة" التي جسد فيها روح الأصالة من خلال حوار مع عمته الصعيدية الريفية التي بقيت وحيدة في زمن انعدم فيه الوفاء حتى من أقرب الأقارب, كما سجل الشاعر خلالها مسيرته الزمنية وبداية انتقاله من جيل إلى آخر باستخدامه لمفردات الشيب في القصيدة كرمز لكل تلك الإرهاصات والتحولات.

وبعد أن أنهى الأبنودي قراءاته الشعرية قام بالتوقيع على مجموعة من دواوينه التي شهدت إقبالا كبيرا من قبل المهتمين والحضور.

يذكر أن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي من الشعراء المصريين العاميين الذين كان لهم دور كبير في صناعة الكلمة لبعض كبار المطربين خاصة المطرب الراحل عبد الحليم حافظ.

المصدر : الجزيرة