من فاطمة طارق إلى أبيها

undefined

هذه ليست قصيدة رثاء لأن البطل لم يمت بعد.. ولأن القاتل مات .. بل هي رسالة إلى كل من يريد أن يخفي الحقيقة أو يوئدها وهي مازالت في المخاض ..

ولأن الجذور لا تموت ..ستظل فاطمة بنت الشهيد زميل العمل طارق أيوب حية تشهد على تلك الوجوه التي شاهت ..تسجل للتاريخ ولأبيها فظائع قيم الآخر الآتي للتحرير.

من فاطمة طارق إلى أبيها

أبي.. حدَّثتْنِي عيونُك يوم الرحيلْ
بأن سلاح المغول يفوق سلاحك
ذاك الذي قد شهرتَ ومات معكْ
وأنَّ لدجلةَ تلك الغريقةِ في حزنها
وفي موتها..
دموعا تفيض على وجنتيكْ
وأن قصور الرشيد وما أبدعَ الموصليُ
ينام كما الحزنُ ..كالقدس ِ في ناظريك

***

أبي..حدائقُ بابلَ تلك الرهينةُ في المحبسينْ
ستشهد أن المغول الجددْ
بكل فتاتِ الحضارة ..والاتساخْ
رمَوْنِي إلى الجُبِّ عند الصباحْ
وأن حماة حضارة تلك الدعارة والافتضاحْ
بكل وقاحة من صنعوها
رمَوْنِي إلى الجبِّ..قبل الصباحْ
وقبل افتتاح عيوني على الشمس ..عند غياب القمرْ
أبي.. قتََلَتْكَ قوانينُ بابل والسومريةْ..
قوانينُ غابِ التحرُّرِ
تلك المريضةُ بالتِّيهِ والنفطِ و البربريَّةْ
أبي قتلوك لأنك أنت الحقيقةُ …
مرجلُ طبخٍ لأجسادهمْ
لأنك أنت العبارةُ..تلك التي ستفضحهمْ
أبي يا عدواً بدون سلاح.. ولا يُحْتَمَلْ
سلاحُك مثل اضطرامِ الهشيمِ لذا قتلوكْ
وصوتك أقوى من الموتِ ..لم يقتلوكَ..ولن يقتلوكْ

***

أبي.. لماذا حرقتَ سفينةَ نوحٍ كما طارقٌ
وتعلم أن المياه أمامك والموتَ خلفكْ
أبي ..أَتَذْكُرُ قولَكَ لِي:
أفاطم مهلا أغرَّك يابنةَ عشرِ شهورٍ ونيفْ
بأنِّي أحبكْ
وأنكِ كنهُ وجودي
وحضني لحبك كونٌ جديدْ
أبي.. قد مسحتُ دموعي عليك وأيقنت أنك سوف تعودْ
فهل ستعودْ؟
أبي هل سأبقَى بعيدةْ
كما أنتَ عني بعيدٌ
سأبقى وحيدةْ

سيدي محمد

المصدر : الجزيرة