مسرحي مغربي: رهان المسرح العربي في كينونته

undefinedيرى المسرحي المغربي عبد الحق الزروالي أن القضية الأساسية للمسرح العربي عموما تتمثل في انتزاع الاعتراف به كحق وممارسة وكمهنة وواجهة أساسية بعيدا عن الانخراط في القضايا الظرفية.

ويؤكد الزروالي الذي يعتبر أحد رواد مسرح الممثل الواحد في المغرب أن المسرح العربي لن يدخل التاريخ والخلود إذا عمل على خدمة بعض القضايا والهموم الظرفية.

ويقول الزروالي إن شكسبير وموليير لو حاولا خدمة قضايا جيليهما على حساب قضية المسرح الأساسية والتي هي العمل على تطويره وإقرار الاعتراف به لما خلد اسماهما ولاضمحلا بانتهاء مشاكل ذلك العصر.

وفي نفس الوقت يحمل الزروالي "مسؤولية عدم تقدم المسرح العربي إلى الأنظمة العربية التي خافت من هذا المسرح الذي نشأ كواجهة نضالية لتحرير الشعوب العربية من الاستعمار أن يمارس هذا الدور بعد الاستقلال.

وأشار المسرحي المغربي إلى أن الأنظمة العربية ضيقت الخناق على فن الخشبة فأصبحت اختصاصاته تقتصر أساسا على فنون السيرك والأنشطة الاستعراضية وأنشطة الملاهي الليلية.

ويضيف الزروالي أنه يعيش خوفا دائما من "السقوط في فخ تبعية الإبداع للسياسة" بالرغم من أنه قدم العديد من المسرحيات التي تطرقت إلى مواضيع سياسية كالقضية الفلسطينية وحرية التعبير والرأي في الوطن العربي.

وعن أزمة النص المسرحي قال الزروالي معاهد المسرح في الوطن العربي لم تكون كتابا مسرحيين في حين تخرج منها ممثلون ومهندسو ديكور وكوادر في السينوغرافيا. وعن مشاركته الأخيرة في أيام مهرجان قرطاج المسرحية انتقد إلغاء جائزة النص المسرحي بعد أن تم حجبها في الدورات السابقة لعدم وجود نص عالي المستوى.

وقد اعتبر الزروالي هذا الإجراء مؤشرا على موت النص المسرحي في الوطن العربي، قائلا إنه في ظل هذا الوضع "لم ينقص سوى رفع دعوى على يوسف إدريس والفريد فرج وعز الدين المدني وعبد الكريم برشيد لأنهم غذوا النص المسرحي العربي وساهموا في تطويره".

ويشبه الزروالي المسرح المغربي بطفل صغير "يحبو ويتعثر في لحيته لأن تجربة أكثر من 80 سنة لم تخرجه من بوتقة الارتجالية والتعثر باعتبار أن إشراقاته كانت محكومة بالتلاشي لكونها نابعة من مبادرات فردية تضمحل برحيل هؤلاء".

وقد عانق الزروالي فن المسرح في سن مبكرة حيث قدم أول عرض مسرحي وهو ابن 15 ربيعا ليستمر في البحث عن هويته الفنية حتى تقديم أول عرض مسرحي يعتبره انطلاقته الحقيقية "الوجه والمرأة" سنة 1967 أعقبها ما يزيد على 24 مسرحية كتابة وإخراجا وتشخيصا قدمها في أكثر من 100عرض في عدد من الدول العربية والأوربية.

المصدر : رويترز