اكتشاف قصر ملكي يعود لحضارة مروي في السودان

undefinedقال عالم آثار كندي في تصريحات نشرت في الخرطوم أمس إنه اكتشف قصرا ملكيا يعود لحضارة مروي التي ازدهرت قبل نحو ألفى عام قبل الميلاد في شمال السودان.

وقال عالم الآثار بجامعة تورنتو كريستوف كريسيزكي إن القصر يبعد نحو مائتي كيلومتر شمال شرقي الخرطوم وإن جزءا كبيرا منه تعرض للحريق في مروي العاصمة الملكية للنوبيين.

وأضاف الآثاري الكندي الذي يعمل ضمن برنامج مشترك بين جامعته وجامعة الخرطوم أن القصر يحتل مساحة تقدر بأربعمائة متر مربع وتم الكشف عن جزء منه ولا يزال الباقي تحت الأرض. وأشار إلى أنه سيعود في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل لمواصلة عمليات الحفر بمروي.

وتابع كريسيزكي "لدينا حضارة تم تجاهلها وهي تمتد إلى أكثر من ألفى ميل على ضفاف النيل… وكانت في ذات الوقت مركزا لإنتاج الحديد ومع ذلك لا تزال غير معروفة للعلماء والعامة".

وكانت مروي العاصمة الثانية لملوك حضارة كوش الذين انتقلوا إليها بعد نبتا في القرن السادس قبل الميلاد. واستمرت المدينة ثلاثة قرون بعد الميلاد، وما زالت آثار الحمم التي كانت تخرج من أفران صهر الحديد موجودة بموقع مروي القديمة.

وعثر في السودان قبل أسبوعين على مومياء كاملة الأجزاء في أهرامات نوري شمال البلاد. والمومياء لأحد ملوك مملكة نبتا التي يعود تاريخها إلى الفترة بين القرنين التاسع والرابع قبل الميلاد.

وشكل الحدث المرة الأولى في تاريخ السودان الأثري التي يعثر فيها على مومياء كاملة الأجزاء بشعرها ولحيتها وأسنانها وأظافرها وكامل أعضائها ومحنطة تحنيطا كاملا. وقد وصف مراقبون ذلك الأثر بأنه يكشف ويدلل على عمق المعرفة الطبية التي كانت سائدة في مملكتي نبتا وكوش السودانيتين.

undefinedوفي السياق ذاته يحاول علماء الآثار بالسودان إنقاذ أكثر من 119 موقعا أثريا قبل أن تغرقها مياه سد مروي المزمع بناؤه في الشمال قريبا بمساهمة صناديق عربية.

و قال نائب المدير العام للهيئة القومية للآثار والمتاحف صلاح محمد أحمد أمس الأول إن الآثار المهددة بالغرق تمثل كل فترات تاريخ السودان من العصور الحجرية حتى الإسلامية.

وقال إن من بين الآثار المهددة مدافن ومساكن من العصر الحجري الوسيط يعود تاريخها لما يتراوح بين 25 و 30 ألف سنة وآثارا لحضارة كرمة التي ازدهرت من عام 2500 إلى عام 1500 قبل الميلاد, وتعتبر نتاج تلاحم بين العنصرين السوداني والمصري, بالإضافة إلى بضع آثار من مملكتي نبتا ومروي وحصون عسكرية مسيحية وآثار إسلامية ورسومات قديمة على الصخور.

وقال أحمد إن تأثيرات إقامة السد لا تقتصر على آثار المنطقة التي سيقام فيها فقط بل تتعداها إلى الصروح التاريخية في نباتا ونوري والبركل والكرو وغيرها. ويعود تاريخ هذه الآثار لملوك عظام مثل بعنخي الذي أسس أسرة حاكمة في مصر عام 725 قبل الميلاد وابنه تهارقا الذي امتدت دولته حتى البحر المتوسط.

ويخشى أن يكون للتغيرات المناخية المتوقعة مثل ازدياد الرطوبة في الجو بعد قيام بحيرة السد أو زيادة منسوب المياه التأثير في الآثار المبنية من الحجر الرملي والأهرامات والغرف الجنائزية ذات الألوان الزاهية. وقد طالب أحمد بدراسة التغيرات المناخية المتوقعة والاستفادة من تجارب السد العالي بمصر في كيفية معالجتها.

المصدر : وكالات