كتب المثقفين العراقيين تفترش أرصفة شارع المتنبي ببغداد

-

undefined

تشهد العاصمة العراقية حاليا معرضا للكتاب يضم حوالي ستة آلاف عنوان بمناسبة انعقاد المؤتمر العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب, إلى جانب معارض فرعية تقام في جميع المحافظات العراقية. وكانت جامعة بغداد شهدت منتصف العام الماضي معرضا للكتاب العلمي بمشاركة أكثر من مائة دار نشر عربية وأجنبية لتأمين احتياجات الطلبة من الكتب العلمية والأدبية.

يشار إلى أن شح الكتب وارتفاع أسعارها وصعوبة الحياة في ظل الحصار الذي تشتد وطأته على العراقيين عاما بعد عام يلجئ المثقفين العراقيين إلى بيع كتبهم القديمة على أرصفة شارع المتنبي الواقع وسط بغداد. كما تقيم مكتبة في نفس الشارع كل أسبوع مزادا علنيا لبيع تلك الكتب. ومن أبرز رواد هذه المزادات هواة جمع القطع النادرة وتجار الحصار وقلة من المثقفين المقتدرين.

وقال نعيم الشطري صاحب المكتبة التي تنظم المزاد كل يوم جمعة إن البيع بالمزاد العلني من اختصاص مكتبته، ويبدأ البيع في العادة صباحا حيث يجتمع المثقفون والهواة الذين يسعون إلى اقتناء النوادر من المؤلفات.

وأكد صاحب مكتبة الشطري أن المشاركين في المزاد هم في العادة قلة من الأدباء والمثقفين وكثرة من حديثي النعمة وتجار الحصار الذين يريدون تزيين مكتباتهم الحديثة العهد بهذه الكتب القيمة.

وأكد الشطري أن المزاد يبدأ بمبلغ ألفي دينار (حوالي 1,5 دولار) بعد التعريف بكل كتاب وبقيمته العلمية إلى أن يصل ثمنه خلال المزايدة إلى خمسين ألف دينار (حوالي 31 دولارا) أو أكثر, موضحا أن الكتب التاريخية والعلمية هي الأكثر رواجا.

ومازال المثقفون العراقيون بعد مرور عشرة أعوام على الحظر الذي فرض على العراق في أغسطس/آب 1990 يعرضون كتبهم للبيع في شارع المتنبي, لكن عرضها أصبح أقل زخما من السنوات السابقة.

وقال أحد باعة الكتب إن الذين يبيعون الكتب الآن هم في معظم الأحيان ورثة مكتبات عامرة بأنواع الكتب التي لا يعرفون قيمتها لأنهم أصحاب اهتمامات أو حرف غير ثقافية من جهة ولحاجتهم إلى المال من جهة ثانية.

وأضاف أن المثقفين العراقيين باتوا منشغلين بسبل توفير الطعام لعائلاتهم أكثر من تخصيص الأوقات للقراءة والاطلاع والمتابعة. وتابع أن الإقبال على الكتب الأدبية قل عن السابق. وأشار إلى إقبال طلاب كليات الطب والعلوم على المراجع المتعلقة بدراساتهم ومناهجهم والتي يصل سعر بعضها إلى ثلاثين ألف دينار (حوالي 18 دولارا) أو أكثر لتعذر الحصول عليها في كلياتهم.


undefinedوأكد الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين عبد المطلب محمود أن المثقفين العراقيين يأتون في مقدمة الشرائح التي تأثرت بالحصار. وقال "لا يمكن لأحد أن يتصور كيف تبقى بغداد التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة وكانت عاصمة الثقافة ومركز الإشعاع الفكري, عقدا كاملا بعيدة عن حركة النشر في كل ما يخص الثقافة والآداب والعلوم في مختلف أنحاء العالم".

لكن محمود نفسه أكد أن "الوضع في تحسن حاليا عن طريق الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين الذي يجري اتصالات بهدف تأمين الحصول على الكتب" إلى جانب إقامة المعارض في بغداد أو طباعة أعمال الأدباء والشعراء العراقيين في الخارج.

وأوضح أن الاتحاد أبرم اتفاقات تقضي "بقيام الاتحادات الشقيقة بطبع عدد من مؤلفات الأدباء العراقيين بعد أن توقف ذلك طوال سنوات الحصار بسبب ارتفاع كلفة الطباعة".

وأشار إلى أن "سوريا والأردن وتونس وفلسطين والإمارات تأتي في مقدمة الدول التي ساهمت في كسر الحصار الثقافي المفروض على العراق.. عن طريق طبع الكتب العراقية أو إرسال مطبوعاتها إلينا".

المصدر : الفرنسية