كريم فهمي يتهم الغرب بسرقة أفلامه.. والجمهور العربي يسخر منه

كريم فهمي يتهم السينما الأوروبية والهندية بسرقة أفكار أفلامه (الصحافة المصرية)

فاجأ الممثل والكاتب المصري كريم فهمي جمهوره عبر صفحته الشخصية على موقع "إنستغرام" بمنشور أعلن فيه عن أن بعض أفلامه التي ألّفها سرقت من قِبل السينما الفرنسية وسينما بوليود بعد عرضها في دور العرض السينمائي.

وعبّر عن اندهاشه من اعتياد الجمهور إدانة الفنان المصري بمجرد أن يلمح فيلما مصريا يشبه فيلما أجنبيا واتهام صانعيه بالسرقة بدون منحه حق الرد أو فائدة الشك واحتمالية أن يكون الأمر مجرد توارد خواطر.

وندد كريم فهمي بعدم تطبيق المعيار نفسه على الفيلم الأجنبي الذي يكون مقتبسا من فيلم مصري، مشيرا إلى أنه لا أحد ينطق في هذه الحالة.

هل يقتبس الغرب من السينما المصرية؟

وأشار كريم فهمي على إلى فيلمين اعتبرهما نموذجين واضحين للسرقة وهما "هاتولي راجل" الذي صدر في 2013، و"علي بابا" إنتاج 2018.

وقال إن الفيلم الأول سُرقت فكرته من قِبل صُنّاع الفيلم الفرنسي "أنا لست رجلا سهلا" (Je ne suis pas un homme facile) إنتاج 2018 للمخرجة "إليانور بوريا"، أما الثاني فتحول إلى فيلم هندي في عام 2020 بعنوان "جواني جانيمان" (Jawaani Jaaneman) للمخرج نيتين ككار.

وأوضح الممثل المصري أنه لا يقصد بهذا المنشور التباهي بـمجده الشخصي كمؤلف وإنما فقط يُطالب الجمهور ببعض التقدير وإدراك أن الغرب يقتبس من العرب كثيرا وهو نفسه اقتبس فكرة فيلمه الأخير "ديدو" من رواية "عقلة الأصبع" (Le petit Poucet) للكاتب الفرنسي شارل بيرو والتي ألهمت الكثيرين بأفكار لأعمال درامية أخرى وأشار إلى هذا الأمر في بداية فيلمه، لكن المؤسف أن البعض قد يشاهد الفيلم الفرنسي والهندي فيظنون أنه سرق الفكرتين منهما إذا لم يراجع تواريخ الإنتاج.

 

العرب وعقدة الخواجة

وجاءت ردود أفعال الجمهور تجاه ما طرحه كريم فهمي متنوعة، ففي حين سانده زملاؤه من الفنانين مؤكدين قوة موهبته؛ أرجع آخرون اتهامات الجمهور المسبقة والمُعلَّبة تجاه النجوم إلى "عقدة الخواجة" والاعتقاد دوما بأن الغرب يعرف أكثر.

أما التيار المضاد، فاختلفت ردود أفعاله بداية من السخرية مما يقول ومن أفلام كريم فهمي، مرورا بنفي آخرين وجود أي تشابه بين أفلامه والأعمال التي خصّها بالذكر. وأكد آخرون أن كل ما يزعمه عار من الصحة والدليل حبكات الأفلام.

وإذ دار فيلم "هاتولي راجل" في إطار كوميدي فانتازي ترتّب على فرضية ماذا لو انقلب العالم وصارت النساء هن المسيطرات وذوات الكلمة العليا في حين يعكف الرجال على الترفيه عن النساء والاهتمام بالمنزل والأبناء؟!

أما فيلم "أنا لست رجلا سهلا" والتي أنتجته نتفليكس وذات المردود الإيجابي وثاني فيلم ناطق بالفرنسية للمنصة، فهو عمل كوميدي يدور حول رجل طالما كان يتعامل مع النساء بـ "تبجّح وفوقية".

ويتعرّض البطل لصدمة بالرأس وحين يستيقظ يجد نفسه يعيش في عالم مواز انعكست به الأحوال، حيث صارت النساء هن صاحبات السلطة فيشعر بالارتباك ويكتشف حجم المعاناة من التمييز الجنسي. وهنا يضطر للسعي ومحاولة البحث عن مكانه في العالم الجديد وفي الوقت نفسه يلتقي بامرأة تُعامله بالطريقة نفسها التي اعتادها مع النساء بحياته الأولى.

وبمقارنة فيلم "علي بابا" بالآخر الهندي، سنجد العمل المصري تمحور حول شاب مستهتر وانتهازي لا يهمه سحق الآخرين في طريقه لتحقيق أهدافه، وفجأة تنقلب حياته حين يكتشف أن له ابنة في الـ20 من عمرها، وهو ما يترتب عليه الكثير من المواقف الطريفة.

لكن الفيلم الهندي "جواني جانيمان" يحكي عن وسيط عقارات في الـ40 من عمره، يُعرف بكونه زير نساء يلتقي بامرأة ليلة واحدة ثم ينهي علاقته بها، وفي إحدى المرات يلتقي بشابة ترافقه إلى منزله وهناك تعثر على صورة له برفقة والدتها فتخبره أنه قد يكون والدها.

أمام الصدمة، يُصر على إجراء تحليل الحمض النووي الذي لا يثبت فقط أن الشابة ابنته بالفعل، بل وحامل أيضا مما يعني أن البطل عليه بين ليلة وضحاها أن يصبح أبا وبالقريب العاجل جَدا أيضا، وهو ما يجد البطل صعوبة في تقبّله أو التعاطي معه وتتوالى الأحداث.

سرقة مزدوجة

أما رد الفعل الأكثر إثارة للاهتمام والذي لم يتوقعه كريم فهمي، فكان اتهامه هو نفسه بسرقة فكرة الفيلمين "هاتولي راجل" و"علي بابا" وفقا للفرضية التي وضعها بالرجوع إلى تواريخ الإنتاج.

ذلك لأن الفيلم الفرنسي مبني على فيلم قصير للمخرجة إليانور بوريا صدر في 2010 باسم "الأغلبية المظلومة" (Oppressed Majority)، ويستعرض يوما في حياة رجل يعاني من التمييز الجنسي اليومي في عالم تحكمه النساء.

بينما الفيلم الهندي إعادة إنتاج للفيلم الأرجنتيني "إيغوليتا مي" (Igualita a mí) للمخرج دييغو كابلان الذي صدر في 2010 والمقتبس عن فيلم آخر كوري إنتاج 2008 بعنوان "سكاندل ميكرز" (Scandal Makers) للمخرج هيونغ تشيول كانغ.

وينتظر كريم فهمي عرض مسلسله الأخير "أزمة منتصف العمر" قريبا على منصة شاهد. وهو دراما اجتماعية كان من المفترض عرضها في رمضان الماضي ولكن تم تأجيلها إلى نهاية العام الحالي، ويشاركه بطولتها ريهام عبد الغفور ورنا رئيس ورشدي الشامي وركين سعد وإخراج كريم العدل.

المصدر : الجزيرة