السينما الصينية الأولى عالميًا عام 2021.. هل تهزم أسطورة هوليود؟

الفيلم الصيني "معركة في بحيرة تشانغجين" (مواقع التواصل)

يجد عدد كبير من النقاد نفسه في حيرة بشأن مستقبل صناعة السينما الهوليودية، في ظل صعود الصين خلال العام الماضي وتحقيقها إيرادات ضخمة بأفلام من إنتاج محلي، وليس من بينها أفلام أميركية، تطمح بكين لتنافس بذلك أسطورة السينما الأميركية.

يأتي هذا الازدهار بصناعة السينما في ظل جدل حول أهمية السوق الصينية، كسوق كبير يعظم إيرادات شركات إنتاج هوليود المتعطشة للأرباح، بعد عامين لم تسلم فيهما هذه الصناعة من الوباء.

قفزت دور السينما في الولايات المتحدة جيدا بعد عامين لم تتوقف خلالهما موجات فيروس كورونا الذي حرم هذه صناعة الفن السابع من التنفس، فأغلق القاعات ودور السينما وأوقف عمل الأفلام والإنتاجات الفنية، قاطعًا الطريق على الآلاف لكسب قوتهم من هذه الصناعة الإبداعية.

عادت لصالات السينما أنفاسها بعدما حقق مؤخرًا فيلم "سبايدر- مان: لا طريق للبيت" (Spider-Man: No Way Home) أكثر من مليار دولار في جميع أنحاء العالم، ليصبح أول فيلم في وقت جائحة كورونا يحقق مثل هذه الأرقام، معظمها في أميركا، بأكثر من 600 مليون دولار.

كسر "سبايدر- مان: لا عودة للوطن" الأرقام القياسية بإيرادات السينما متجاوزا مليار دولار (مواقع التواصل)

حرب السيطرة على شاشات الفن السابع

عام 2020، تجاوز سوق الأفلام الصينية رسميًا سوق أميركا الشمالية كأكبر شباك تذاكر في العالم. وقدرت أرقام المحللين أن شباك التذاكر لعام 2021 انتهى بنحو 4.5 مليارات دولار، وهو رقم يعد ضعف إجمالي العام الماضي لأميركا، ولكنه أيضًا أقل من عام 2019 الذي انتهى بإيرادات بلغت 11.4 مليارا.

وقالت الناقدة والصحفية السينمائية ريبيكا ديفيس -في مقال لها على موقع فارايتي– إن الصين اتخذت دائمًا إجراءات استثنائية لحماية سوقها الضخم من محتوى هوليود، لكن عام 2021 وضع حدًا لتأثير عاصمة السينما العالمية.

وأوضحت أن الصين حسمت أمرها وقررت قطع الطريق على واشنطن، حيث سمحت بعرض 21 عملًا هوليوديًا فقط عام 2021، وهو عدد أقل بكثير حتى من رقم 34 الذي تم تحديده بموجب اتفاقية لعروض الأفلام بين البلدين وُقعت عام 2012.

وكدلالة على حجم الانتعاش الذي تشهده صناعة السينما الصينية وكذلك دور العرض التي صارت الحصان الرابح في طرح العروض العالمية الجديدة، حقق فيلمان من إنتاج صيني أكثر من مليار دولار بشباك التذاكر بالصين وحدها، وهما فيلم الحرب "معركة في بحيرة تشانغجين" The Battle at Lake) (Changjin وفيلم "مرحبًا يا أمي" (Hi, Mom) واللذان كانا أعلى الأفلام ربحًا عالميا سنة 2021 حتى ظهر فيلم سبايدر- مان.

كما يلفت النقاد إلى أنه من الممكن أن يكون لنجاح الصين عواقب مستمرة على هوليود، حيث إن هيمنتها ستكون غالبًا على حساب هوليود، كما دلل على ذلك عام 2021 حينما احتلت الأفلام الأميركية أقل من 12% من إجمالي شباك التذاكر بالصين وهو أقل عدد في السنوات السبع الماضية.

وبحسب مجلة فارايتي، فإن الصين تريد أن يُنظر إليها على أنها قوة عالمية بقوتها الناعمة الثقافية، في منافسة هوليود. لكن الواقع يقول إنه لا يمكن لها إزاحة أفلام هوليود من الساحة ولا حتى في أي مستقبل قريب، وإذا أرادت التفوق فعليها المنافسة المفتوحة، والسماح للجيد لديها بأن يراه العالم، خاصة وأنهم يبنون أكبر هناك سوق للسينما بالعالم، وكل ما يلزم الصناعة، مع أهداف بإصدار 50 فيلمًا سنويًا، وإن تنال الأفلام المحلية أكثر من 55% من إجمالي شباك التذاكر سنويًا.

المتوقع عام 2022

كما هو الحال مع 2021 وسنوات عديدة سابقة، من المتوقع أن يستمر شباك التذاكر الدولي في احتساب أكثر من 70% من الإجمالي العالمي عام 2022.

ومن الانتاجات الكبيرة المنتظرة، لدى الشركات الأميركية: وارنرز 5 أفلام، منها "ذا بات مان" (The Batman) المنتظر في مارس/آذار، ولدى ديزني 3 أفلام من مارفيل بدءًا في مايو/أيار مع "دكتور سترينغ" (Doctor Strange) وصولًا إلى "سبايدر- مان" (Spider-Man: Across the Spider-Verse) في أكتوبر/تشرين الأول، وأخيرًا فيلم "أفاتار 2" (Avatar 2) في ديسمبر/كانون الأول.

وتقول المحررة الفنية نانسي تارتاليوني إن هذا الإنتاج الضخم الكبير، بمعدل فيلم أو اثنين كل شهر، ربما لن يفسح له جميعه المجال في الصين، مما يجعل عام 2022 غامضًا على السينما الهوليودية بالسوق الصينية.

وانتهى نقاد كثر للقول إنه رغم سيطرة الصين على شباك التذاكر العالمي في عامين، خاصة مع إنتاجها أفلاما محلية، فإنها لن تستطيع التخلي عن هوليود لأنها لن تكون قادرة على مجاراة عدد الشاشات ودور العرض المتزايدة باستمرار والتي تبلغ حاليًا 822 ألفا و48 دار عرض، وستزيد لتصل 100 ألف عام 2025.

المصدر : مواقع إلكترونية