"كيف تصبح طاغية؟".. سلسلة وثائقية ساخرة تقدم لك دليل الدكتاتوريين ومدى تشابههم

"كيف تصبح طاغية؟".. سلسلة وثائقية ساخرة من نتفليكس (مواقع التواصل)

في أحدث إنتاجاتها الوثائقية، تأخذك شبكة نتفليكس في رحلة تاريخية سريعة عبر القرنين الـ20 والـ21 للتعرف على أشهر الدكتاتوريين الذين غيروا تاريخ بلادهم وشعوبهم في مسلسل "كيف تصبح طاغية؟" (How To Become Tyrant).

تدور أحداث المسلسل المقسمة على 6 فصول حول الدليل الذي اتبعه أشهر الطغاة، وتركز الحلقات بشكل أساسي على كيفية الحصول على السلطة، والأهم من ذلك، الاحتفاظ بها، وكيف تشابه أشهر طغاة العالم في اتباع الأساليب نفسها، مع اختيار كل منهم لبعض التفاصيل الخاصة التي تعطي قصته المزيد من الظلم والوحشية.

وتتناول كل حلقة قصة دكتاتور مختلف، من خلال لقطات أرشيفية، ومقابلات مع خبراء، وإعادة تمثيل بعض المشاهد برسوم متحركة، ويركز كل فصل على الشيء الذي ميز الدكتاتور بطلها، وهو أحد عناصر تكوين الطغاة.

وحدي أصلح كل شيء

يوضح الخبراء خلال الوثائقي مدى نرجسية هؤلاء الحكام، وكيف يمكن أن تكون قسوتهم مدمرة لشعوبهم وبلادهم "فمن يقول إنهم يعانون من أمراض نفسية فقط، يقلل من مدى تشوههم وخروجهم من إنسانيتهم" على حد وصف المسلسل لهم.

ويقول أندرو سوليفان المؤلف والمعلق السياسي في بداية المسلسل "عندما تنظر إلى التاريخ البشري تجد أن الحرية ليست هي القاعدة، فالبشر يحبون أن يحكموا، وعندما تعيش في وقت عصيب، هناك جاذبية لشخص يظهر ويقول أنا وحدي أستطيع إصلاح كل شيء".

وهو ما طبقه الدكتاتوريون أبطال الوثائقي، حيث تمكن كل منهم من إقناع شعبه بأنه الملاذ الآمن الوحيد لهم، وهو محقق أحلامهم ومن سينقذهم من الأعداء الوهميين الذين صنعهم هو أيضا، حتى أن بعضهم نصب نفسه إلها للشعب.

كتاب الحيل

يبدأ المسلسل بمشاهد لمختلف الدول التي تحكم بها دكتاتوريون خلال القرن الماضي، ويقول الراوي "القوة المطلقة، تعلم أنك تريد ذلك، لكن فقط لا تعرف كيفية الحصول عليها.. أنا أعلم، فهناك كتاب حيل؛ سلسلة من الأساليب التي يستخدمها الطغاة الأكثر شهرة في التاريخ لتحقيق قوة لا يمكن تصورها، كل بطريقته الفريدة".

ويتابع "لكن هناك تعقيد بسيط، وهو أن كتاب حيل الطغاة يتضمن القيام بخيارات غير سارة"، ثم يبدأ بعرض قصص الطغاة، واحدا تلو الآخر، وعرض الانتهاكات التي ارتكبوها في حق شعوبهم من دون رحمة، ويعرف تلك "الخيارات غير السارة" التي قاموا بها من أجل الحفاظ على سلطتهم.

6 طغاة

يقود الدكتاتور الألماني أدولف هتلر أولى حلقات المسلسل، بعنوان "الاستيلاء على السلطة"، التي توثق كيف انتقل هتلر من جندي في الحرب العالمية الأولى "تفوح منه رائحة العرق ورسام فاشل"، إلى القائد الأعلى لألمانيا بحلول عام 1934 وحتى عام 1945، ويوضح المسلسل الخطوات التي اتبعها هتلر لإنجاز هذا التحول التاريخي.

أما شخصية الحلقة الثانية فهو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعنوان "سحق المنافسين"، وتركز على كيفية الحفاظ على السلطة بمجرد الاستيلاء عليها، فبعد 10 سنوات من توليه منصب نائب الرئيس، تولى السلطة النهائية للعراق في عام 1979، وشرع في قتل وتعذيب وتهديد أي شخص يعتقد أنه يمكن أن يطيح به، وشمل ذلك المستشارين المقربين وحتى أفراد الأسرة، بحسب ما ورد في الوثائقي.

ثم يتناول الفصل الثالث قصة رئيس أوغندا الأسبق عيدي أمين دادا بعنوان "الحكم من خلال الإرهاب"، وكيف سيطر على شعبه من خلال العنف، وكان يرى أن "التشدد أمر جيد، لأن الناس يحترمونك"، وهو ما نفذه بالفعل خلال سنوات حكمه (1971-1979) حيث اختفى أو قُتل أكثر من 300 ألف أوغندي خلال رئاسته.

وبعنوان "التحكم في الحقيقة" يحكي الفصل الرابع قصة الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، الذي أدرك أهمية تحريف الحقيقة وتصدير نسخته من الواقع فقط؛ للحفاظ على السيطرة الكاملة على "الاتحاد السوفياتي" الكبير، وقام بذلك من خلال استخدام الدعاية والتضليل وحيل ذكية أخرى، فلم يكن هناك حرية شخصية، فقد سيطر على عقول شعبه.

وفي الفصل الخامس، يأتي ثاني حاكم عربي تضمنه الوثائقي، وهو الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي (1969-2011) في حلقة بعنوان "بناء مجتمع جديد"، وكيف كرس حياته لتحويل بلاده بشكل جذري وبناء واقع جديد مثالي كما تمناه بطرق "جيدة وسيئة وغريبة"، وكيف قمع الحريات المدنية كالتعبير عن الرأي وحق التجمع.

وأخيرا الفصل الأخير في الوثائقي حول مؤسس كوريا الشمالية، الدكتاتور كيم إيل سونغ (1948-1994) بعنوان "الحكم إلى الأبد"، الذي نجح فيما لم ينجح فيه باقي الطغاة، وهو الحفاظ على السلطة، حيث اكتشفت عائلة سونغ سر الحكم مدى الحياة، إذ أعلنوا أنفسهم آلهة.

ويقدم الوثائقي من خلال فصوله الستة كبسولة تاريخية عن بقع مختلفة في الأرض، وأسرارا عن حكام، خفيت حتى على شعوبهم، كما يوضح أن نهج الطغاة لا يختلف كثيرا عادة، ومع ذلك لا ندرك أبدا ما يحدث أثناء حدوثه.

ويروي أحداث الوثائقي الممثل الأميركي بيتر دينكلاج، الذي ترشح لـ9 جوائز إيمي، فاز بـ4 منها، كما فاز بجائزة غولدن غلوب.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية