الأحداث حقيقية والخوف مضاعف.. "عواقب ما جرى" فيلم الرعب والتشويق على نتفليكس

قال نائب المدعي العام لمقاطعة سان دييغو "إن قضية جيري وروتر واحدة من أكثر القضايا إثارة للقلق التي تعاملت معها. وإن ما فعلته رو أرهب هذين الزوجين الشابين حقا"

آخر أفلام الرعب من إنتاج شبكة نتفليكس "عواقب ما جرى" يستند إلى وقائع حقيقية (نتفليكس)

إذا كنت ممن يخشون مشاهدة أفلام الرعب، قد يقنعك البعض بأنها من وحي خيال المؤلف وأنها لا تمت للواقع بصلة ولا عليك أن تخاف، ولكن ما الحال إذا كنت تشاهد فيلما مليئا بالأحداث المرعبة واكتشفت أنه مستوحى من الواقع وهناك من عاشوا حقا هذه المشاهد؟!

عليك أن تحذر قبل مشاهدة آخر أفلام الرعب من إنتاج شبكة نتفليكس "عواقب ما جرى" (Aftermath).

بداية جديدة أم النهاية؟

تبدأ أحداث الفيلم بمكالمة هاتفية غامضة لسيدة تستغيث بالشرطة، ولكن قبل أن تفصح عن مكانها يعثر عليها القاتل ويطلق عليها النار قبل أن يقتل نفسه أيضا، ثم تنتقل الأحداث لزوجين يبدوان سعيدين، لكن يكشف لاحقا أنهما ليسا سعيدين على الإطلاق بعد أن خانت الزوجة زوجها مع رجل آخر.

وفي محاولة لإنقاذ زواجهما يذهب كيفن وناتالي إلى مستشارة للعلاقات الزوجية، وهي من تخبرهما أن زواجهما الأول قد انتهى، وللمضي قدما عليهما اعتبار أنهما في علاقة جديدة، وتنصحهما بالانتقال إلى منزل جديد لتجديد زواجهما.

وخلال رحلة كيفن، الذي يعمل كمنظف لمسارح الجريمة، للبحث عن منزل جديد، يتمكن من الحصول على عرض متميز لشراء أحد المنازل التي قام بتنظيفها، والذي تبين أنه المنزل التي وقعت به جريمة القتل الغامضة أول الفيلم، وبسبب ذلك وافق مالكا المنزل على بيعه بثمن زهيد.

الثمن أغلى من المال

هنا تبدأ الأحداث في اتخاذ منحدر آخر، فلم يكن سعر البيت زهيدا دون عقبات وراء ذلك، وبدلا من إنقاذ زواج كيفن وناتالي، تتفاقم الأمور أكثر فأكثر بعد أن بدأت ناتالي في ملاحظة أشياء غريبة ومرعبة في المنزل، ولا يمكن تصديقها، ولذلك يتهمها كيفن بأنها تعاني من الهلوسة.

وبعد إبلاغ الشرطة عن عدة حوادث، آخرها كان اعتداء شاب على ناتالي داخل منزلها، وجدت الشرطة أن صاحب المنزل القديم يريد استعادته لبيعه بثمن أكبر، ولذلك قام بتدبير بعض المكائد لكيفن وناتالي حتى يرغمهما على بيع المنزل مجددا، وبالفعل تم إلقاء القبض عليه، واعترف بما فعل.

الحقيقة المروعة

في عام 2015، أجرى الزوجان الحقيقيان جيري رايس وجانيس روتر مقابلة حصرية مع مجلة "بيبول" (People) حول قصة الرعب التي أعقبت شراء منزل في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا.

وقال جيري (40 عاما) إنه انتقل إلى المنزل الجديد في خريف عام 2011 رفقة زوجته روتر (37 عاما) التي كانت حاملا في شهرها التاسع، وأيضا مع طفلهما برودي.

وبعد فترة وجيزة من انتقال الزوجين، تم إدراج منزلهما للبيع في العديد من المواقع العقارية، وهو ما كان غريبا وغير مفهوم لهما، ثم بدأ الزوجان بتلقي العديد من الطرود والمجلات التي لم يطلباها أو يشتركا بها، وهو ما دفعهما لوقف بريدهما، لكن جيرانهما بدؤوا في تلقي رسائل باسم جيري وروتر والتي لم يرسلاها أيضا.

وتزداد الأمور سوءا عندما أنجبت روتر طفلها ووجدت أن اسمها وصورتها وعنوانها قد تم نشرها عبر الإنترنت لممارسة الجنس معها بينما كان زوجها خارج المنزل.

وفي النهاية اتضح أن كاثي رو، البالغة من العمر 53 عاما، والتي كانت تريد شراء المنزل لكن المالك اختار جيري وروتر بدلا منها، كانت وراء هذه المكائد، وأقرت بأنها مذنبة بارتكاب هذه الجرائم، وادعت أن الحرمان من النوم بسبب رعايتها لابنتها المعاقة وزوجها المريض أدى إلى سلوكها.

ويمكنكم مشاهدة لقاء رو مع الإعلامي الأميركي الشهير دكتور فيل (Dr. Phil).

وقالت رو إنها آسفة الآن لما فعلته في ذلك الوقت، وأضافت "هذه أشياء مروعة لفعلها بشخص ما، ولا أحاول تهوين ما قمت به".

وفي النهاية، تم إلقاء القبض على رو، ووجهت إليها تهمة التحريض على الاغتصاب وسرقة الهوية والتحرش، وفي عام 2014، أقرت بأنها مذنبة، وحكم عليها بالسجن لمدة عام واحد تحت المراقبة المنزلية، ثم 5 سنوات تحت المراقبة، كما أمرت بالابتعاد عن ضحاياها لمدة 10 سنوات.

وقال نائب المدعي العام لمقاطعة سان دييغو، بريندان ماكهيو، لمجلة "بيبول" إن قضية جيري وروتر "هي واحدة من أكثر القضايا إثارة للقلق التي تعاملت معها. وإن ما فعلته رو أرهب هذين الزوجين الشابين حقا".

الفيلم من بطولة آشلي جرين، وشون أشمور، وجايسون لايلز، وبريت بارون، وشريف اتكينز، ومن إخراج بيتر وينثر.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية