حرب باردة بين متابعي "نجم الجيل" و"الهضبة" بسبب "الدنيا بترقص"

السلاح الوحيد الذي يمتلكه عمرو دياب وتامر حسني للرد على ما يشغل بال منتقديهما هو تقديم المزيد من الأعمال

المنافسة بين تامر حسني وعمرو دياب مستمرة رغم انتمائهما لجيلين مختلفين (وكالة الأنباء الأوروبية)

طرح النجم المصري عمرو دياب، فيديو كليب جديدا لأولى أغنياته بصيف 2021 التي حملت اسم "الدنيا بترقص"، وشاركته فيه الممثلة هدى المفتي.

وكعادة أعمال "الهضبة" سرعان ما تصدرت الأغنية "الترند" لتصبح الأكثر متابعة في مصر والوطن العربي عبر مواقع تويتر ويوتيوب، إذ اقترب عدد مشاهدات الفيديو من 6 ملايين مشاهدة خلال 3 أيام من نشره.

غير أن رواد منصات التواصل الاجتماعي اهتموا بتفاصيل أخرى بعيدا عن كلمات الأغنية ولحنها، ولاحظوا تشابها بين بعض مشاهد الأغنية المصوّرة ومشاهد من كليب أغنية تامر حسني الأخيرة "افتح قلبك" الذي صدر قبل أسبوعين من طرح الهضبة لأغنيته، والذي حصل على أكثر من 14 مليون مشاهدة حتى ذلك الحين.

تقليد أم إفلاس؟

لم تكن تلك هي تهمة الاقتباس الوحيدة التي أحاطت بأغنية عمرو دياب الجديدة، إذ أثيرت بعض الملاحظات حول تشابه تصوير الكليب ببعض الكادرات والحركات الراقصة وحتى الخلفية في أغنية "بايلاندو" (Bailando) للمطرب الإسباني إنريكي إغليسياس والتي طرحت في 2014، الأمر الذي وضع طارق عريان مخرج كليب "الدنيا بترقص" في موقف لا يحسد عليه، وإن كان من جهته لم يعلق على ما وُجِّه إليه حتى الآن، وهو نفس ما فعله عمرو دياب.

أما على مستوى الإمتاع والبهجة التي اعتدنا عليها بأغاني "الهضبة" الصيفية وحتى على مستوى الجودة الفنية، أعرب المتابعون عن تخوفهم من أن يكون "الهضبة" قد أفلس فبات يقلد هذا وذاك أو يكرر نفسه، خاصة أن الأغنية لم تقترب من النجاح الذي سبق وحققته أغنية "أماكن السهر" التي قدمها عمرو دياب الصيف الماضي وشاركته بالفيديو المصور لها الممثلة دينا الشربيني.

تاريخ طويل من الاتهامات

هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها جمهور تامر حسني، عمرو دياب بتقليد الأول، ففي يونيو/حزيران الماضي أثار جمهور "نجم الجيل" الجدل بمجرد طرح "الهضبة" لكليب أغنيته "يا بلادنا يا حلوة" -الذي أخرجه طارق العريان أيضا- مؤكدين أنه اقتبس الكثير من تفاصيل أغنية "الأصل مصري" التي طرحها تامر حسني في رمضان 2020.

وهو ما سخر منه جمهور عمرو دياب، الذين وجدوا تاريخه أكبر مما يحاولون إلصاقه به، بل إنه هو نفسه قدّم مشاهد مماثلة على مدار سنوات، مما يجعل تامر حسني هو المُقَلّد إذا تحرينا الدقة، مؤكدين ذلك بسجل حافل من الاتهامات يسجلونه هم أيضا كلما خطا "نجم الجيل" خطوة بمشواره، على حد وصف البعض.

ومنها على سبيل المثال، حين أعلن عمرو دياب -عبر منصته الخاصة على فيسبوك- عن عَمَل مسابقة لجمهوره، ومَن سيجيب أسئلتها سيحظى بحضور مجاني لإحدى حفلاته الصيفية، وبمجرد مرور يومين ما كان من تامر حسني إلا أن اتفق مع إحدى الصحف على فكرة طرح أسئلة على جمهوره بخصوص مشواره الفني ومن يعرف الإجابات الصحيحة سيفوز بدعوة مجانية لحفله هو الآخر.

وحين قدّم عمرو دياب برنامج "الحلم" في 2009 والذي رصد خلاله مسيرته الفنية التي كانت قد جاوزت وقتها 25 عاما، قرر تامر تقديم الفكرة نفسها خلال برنامجه "رحلة صعود" الذي خرج إلى النور في 2014، بالرغم من أن رحلته الفنية كانت تبلغ ما يقرب من 10 أعوام فقط وهي فترة زمنية قصيرة نسبيا لا تستحق توثيقا كهذا.

يذكر أن الناقد طارق الشناوي كان أحد ضيوف "رحلة صعود" تامر، وقد صرح خلال التسجيل معه بأنه يراه يحاول تقليد عمرو دياب -وفقا لتصريحات الشناوي نفسه لأحد المواقع الفنية- غير أن تامر حسني اتفق مع إدارة MBC على حذف هذه الفقرة، فلم تُعرَض.

بل إن الاتهامات الموجهة لتامر حسني امتدت لما هو أبعد من ذلك، فشملت إطلاقه "إذاعة تامر حسني FM" وقناته على يوتيوب بعد أيام قليلة من إطلاق عمرو دياب لقناته على يوتيوب وإذاعته "عمرو دياب FM".

حرب باردة

بالرغم من طول الحرب الباردة التي امتدت بين جمهور النجمين منذ أكثر من 10 سنوات، والمقارنة بين المطربين المفضلين لهما مع كل خطوة فنية أو إنسانية أو حتى جوائز وألقاب يحققها أي منهما، إلا أن كلا النجمين يتظاهران كما لو أنهما لا يهتمان كثيرا بمثل تلك المشادات ولا حتى يتكبدان مشقة الرد عليها.

فالسلاح الوحيد الذي يمتلكه كل منهما هو تقديم المزيد من الأعمال، إيمانا بأن لكل منهما جمهورا مختلفا تماما عن الآخر، والأهم أن نجاح أحدهما لا يضر بمنافسه، بل إن مثل تلك الشائعات تُزيد من نسبة الاستماع والمشاهدة لأغانيهم ومن ثمّ تتضاعف شعبيتهما بينما يحتلان الخانة الأولى دوما في الصحف والأخبار.

المصدر : مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي