العنف الأسري.. 4 أفلام أميركية طرحت المشكلة وقدمت الحل

حازت هذه الأفلام على إعجاب الجماهير ولكن في الوقت ذاته انتقدها النقاد بشكل أو بآخر أو قللوا من أهمية القضايا التي تقدمها

فيلم "النوم مع العدو" حقق نجاحا جماهيريا كبيرا على الرغم من تعامل النقاد السلبي معه في البداية (مواقع التواصل)

انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الأخبار عن جرائم العنف الأسري، منها قتل زوج لزوجته، وجريمة عكسية قتلت فيها الزوجة الزوج خلال مشاجرة، ليبدأ المتابعون بالتندر على المستوى المتدني التي وصلت إليه العلاقات الإنسانية، ولكن هل هذه الأحداث هي الأولى؟ هل العنف الأسري "أمر شائع" (تريند) ظهر حديثا؟

في الحقيقة الإجابة هي لا، والسينما العالمية أثبتت ذلك بتقديمها العديد من الأفلام التي تناولت هذه الظاهرة السلبية.

النوم مع العدو

فيلم "النوم مع العدو" (Sleeping with the Enemy) من إنتاج 1991، وبطولة جوليا روبرتس وباتريك بيرغن وإخراج جوزيف روبين، وهو مقتبس من رواية بالاسم ذاته نشرت نهاية الثمانينيات من القرن الـ20 حققت نجاحًا كبيرًا.

وتدور الأحداث حول الزوجة "لاورا" التي تعيش حياة زوجية تعيسة بسبب عنف زوجها سواء النفسي أو الجسدي، حيث يتحكم بها وبعلاقاتها، ويؤذيها بشكل مستمر، ولا تستطيع الانفصال عنه بصورة طبيعية بسبب التهديد الذي يمثله على حياتها، وتقرر ادعاء الموت في حادثة غرق لتبدأ حياة جديدة في مدينة بعيدة، ولكن يظل ماضيها يلاحقها كشبح حتى تضطر لمواجهته في النهاية.

حقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا للغاية على الرغم من التعامل النقدي السلبي معه في البداية، وأصبح الفيلم الأعلى إيرادًا من بطولة امرأة، وأسهم في التوعية بالعنف الأسري بصورة واسعة.

كفى

فيلم "كفى" (Enough) إنتاج 2002، من إخراج مايكل آبتيد، ومقتبس عن رواية بعنوان "الأسود والأزرق" نشرت في نهاية التسعينيات وكانت من الأعلى مبيعًا، والفيلم من بطولة جينيفر لوبيز التي قامت بدور "سلم" الزوجة والأم التي يعنفها زوجها لسنوات طويلة، حتى تبدأ في التدرب على القتال وتخطط في الوقت ذاته للهرب مع ابنتها، الأمر الذي تحققه.

ولكن مثل فيلم "النوم مع العدو" الهرب بعيدًا ليس دومًا الحل، فتضطر للمواجهة وهنا تستغل القدرات القتالية التي طورتها بالتمرين الطويل خلال بدئها حياتها الجديدة، وحقق الفيلم إيرادات متواضعة تعدت الميزانية بقليل، وهاجمه النقاد لموضوعه الإشكالي ولكن في الوقت ذاته أثنوا على أداء جينيفر لوبيز، ولكنه استطاع اكتساب شعبية خاصة مع عرضه في نسخة أخرى تحتوي على مشاهد تم قطعها من الفيلم الأصلي.

طماطم خضراء مقلية

"طماطم خضراء مقلية" (Fried Green Tomatoes) فيلم أميركي من إنتاج 1991، ومقتبس عن رواية بالاسم ذاته، وبطولة كاثي بيتس وجسيكا تاندي، تدور الأحداث حول علاقة الصداقة التي تنشأ منذ الطفولة بين فتاتين إحداهما تتزوج وتنتقل بعيدًا، ثم تعود إلى صديقتها مع ابنها معنفة تظهر على وجهها وجسمها الكدمات، ويتضح أنها كانت تعيش حياة زوجية تعيسة مع زوج عنيف وقاس.

وتبدأ حياة جديدة بفتح مطعم مع الصديقة والابن، ولكن الزوج يعود إلى الصورة مرة أخرى مهددًا ثم يختفي للأبد تاركًا وراءه لغزًا كبيرًا، هل قُتل؟ ومن قتله، الزوجة أم الصديقة؟

حقق الفيلم نجاحًا جماهيريا كبيرًا وحصد ثناء من النقاد، حيث حصل على إيرادات تعدت الـ119 مليون دولار، بينما كانت ميزانيته 11 مليونا فقط، وترشح لجائزتين أوسكار: أفضل ممثلة في دور مساعد وأفضل نص مقتبس.

اللون بنفسجي

"اللون بنفسجي" (The Color Purple) فيلم شهير للغاية إنتاج عام 1985 وإخراج ستيفن سبيلبيرغ، ومقتبس من الرواية الحائزة على جائزة "بوليتزر" بالاسم نفسه والتي ترجمت إلى اللغة العربية، وقد كان الفيلم علامة فاصلة في مسيرة سبيلبيرغ الإخراجية، حيث مزج بعدها بين أفلام الفانتازيا والخيال والأفلام الدرامية الأكثر جدية.

وقامت ببطولة الفيلم ووبي غولدبيرغ في الدور الذي أكسبها نجوميتها، مع داني كلوفر وأوبرا وينفري، وتدور أحداثه في بدايات القرن الـ20 حول شخصية "سيلي" الفتاة ذات الأصول الأفريقية التي عاشت في ظل أب مؤذٍ ثم انتقلت بعد ذلك إلى زوج معنف وخائن، استغل ضعفها كفتاة سمراء فقيرة بلا أهل يهتمون لأمرها ليستعبدها في منزله، ولكن على عكس الحالات الأخرى التي شاهدناها في هذا المقال "سيلي" لم تهرب من المنزل للتعرف على ذاتها. بل عن طريق شخصيتين نسائيتين أكثر قوة، بقيت وتغيرت وواجهت زوجها لتسيطر بعد ذلك على حياتها.

حقق الفيلم نجاحا تجاريا كبيرا بإيرادات بلغت 142 مليون دولار مقابل ميزانية 15 مليونا، وحصل على إعجاب النقاد، خاصة الأداء التمثيلي والإخراج والموسيقى التصويرية ولكن انتقدوا الجو العاطفي الذي ساد الفيلم وقضيته، وترشح لـ11 جائزة أوسكار منها أفضل فيلم وأفضل ممثلة، ولكنه لم يحصل على أي منها.

شملت هذه القائمة 4 أفلام، حازت على إعجاب الجماهير ولكن في الوقت ذاته، انتقدها النقاد بشكل أو بآخر أو قللوا من أهمية القضايا التي تقدمها، وذلك لأنها وقت عرضها كانت قضايا غير مألوفة إلى حد بعيد، فالعنف الأسري، والظواهر المنزلية المشابهة كانت لوقت قريب ينظر إليها كأمر طبيعي يحدث في كل عائلة، ولا يوجد داع لتقديمها على الشاشة الكبيرة بهذه الطريقة، ولكن مع مرور السنوات اكتسبت هذه الأفلام شعبيتها الكبيرة التي جعلتها تبقى في ذاكرة المشاهدين حتى الآن.

المصدر : الجزيرة