أيقونات الغناء المستقل.. مطربات الأندر غراوند يكسرن رتابة الأغاني العاطفية

تحاول فيروز كراوية أن تصل إلى شريحة أكبر من الجمهور (مواقع التواصل الاجتماعي)

على غرار السينما المستقلة، ظهرت العديد من الأصوات النسائية التي اختارت أن تقدم ألوانا غنائية مختلفة وبعيدة عن اللون التجاري السائد، وهو ما عرف بالموسيقى البديلة أو أغاني "الأندرغرواند".

واستطاعت كل منهن أن تنشئ لنفسها مشروعا غنائيا خاصا ومستقلا وهو ما أسهم في انتشارهن والوصول إلى مكانة خاصة.

موسيقى حية

ظهرت فيروز كراوية في عام 2001 من خلال أغنية "قبل الأوان" ضمن فيلم "أسرار البنات" للمخرج مجدي أحمد علي، وأظهرت أسلوبا مختلفا عن المطربات اللاتي برزن في ذلك الوقت وحققن نجاحا كبيرا في اللون التجاري مثل روبي ونانسي عجرم وشيرين عبد الوهاب وأخريات.

وقررت فيروز كراوية أن تعبر عن ثقافة موسيقية مختلفة اكتسبتها منذ صغرها، وهي لا تزال في مرحلة الدراسة، فاستخدمت في أغنياتها مفردات تستخدم في حياتنا اليومية لكنها تبتعد عن التقليدية في الأغاني المطروحة، والعلاقات المثالية التي تخالف في كثير من الأحيان الواقع.

ولامست ببساطة كلماتها الجمهور فغنت "أنت بطلي المثالي لأنك مش مثالي"، و"قلبك زحام"، و"قلة المزاج"، و"بره مني"، و"حاجة غريبة".

وحرصت كراوية على أن تقدم ألبوم "جنينة الإنساني" الصوفي ضمن مشروعها "مزاجنج" الذي قدمت من خلاله الموسيقى الإلكترونية التي تعتمد على أصوات الآلات الحية التي تعطي تأثيرا موسيقيا مختلفا.

والمميز في مشوار فيروز كراوية هو حرصها أن تكسر التوجه إلى نوعية من الجمهور أو نخبة بعينها، فحاولت أن تصل إلى شريحة أكبر من الجمهور، ويعدّ إنتاجها الغنائي غزيرا في ظل اعتمادها على الإنتاج لنفسها لحرصها على عدم تدخل شركات الإنتاج في المحتوى الغنائي الذي تقدمه.

إحياء الأغنية السياسية

أخذت المطربة مريم صالح على عاتقها إعادة التراث من خلال الأغنيات ذات الموضوعات السياسية والفلسفية والأفكار المختلفة، وهو ما جعلها أيقونة لجيل من المثقفين والمهتمين بالفن المستقل.

قدمت مريم "رباعيات شجرة التوت: الدنيا والعمر"، و"حصر مصر"، و"وطن العك"، و"ليه تنربط"، و"أنا مش بغني"، من خلال الفرق الغنائية التي شاركت فيها مثل "بركة"، و"الطمى"، و"مشروع كورال".

وأسهمت في بدايتها في تأسيس فرقة "جواز سفر" عام 2002، وأعادت من خلال الفرقة أغنيات "سيد درويش"، بجانب أغنيات الشيخ إمام الذي عرفته عن قرب لصداقته بوالدها المسرحي صالح سعد الذي تشربت منه حب الفن، ومن خلال فرقة "بركة باند" قدمت أغنيات الشيخ إمام إلى جانب أغان للشعراء أحمد فؤاد نجم وعبد الرحيم منصور ونجيب سرور، وهو ما جعل صوتها حاضرا في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 .

وفي عام 2012 كان أول ألبوم غنائي أصدرته "أنا مش بغني"، وكان بعيدا عن اللون الغنائي المعتاد، وأثبتت به مساحتها الغنائية المتفردة بطريقة في الغناء غير مألوفة لكثيرين.

اعتمدت مريم في مشروعها الغنائي على خبرتها في مجال التأليف الموسيقي إلى جانب صوتها المميز وغير المألوف، واستثمرت تأثرها بموسيقى الروك الممزوجة بالإيقاعات الشرقية، ومزجت بين العروض الحية والتسجيل في الأستوديو.

وقدمت مريم حفلاتها في مصر والأردن ولبنان وفلسطين وكثير من الدول العربية والأوروبية، فأكسبها ذلك شهرة واسعة.

"مشروع النيل" والموسيقى الشعبية المصرية

ومن خلال المزج بين الموسيقى المصرية الشعبية الكلاسيكية والمعاصرة ولد مشروع دينا الوديدي الغنائي، وأهّلها لذلك تعلمها غناء الفلكلور فكانت تؤدي الأغنيات الصعبة التي تمرنت بها على المقامات المختلفة، وهو ما جعلها حريصة عقب تكوين فرقتها الخاصة في 2011 أن تخلط بين أغاني التراث وموسيقى الجاز والروك، ما جعلها محط الأنظار عالميا، فقدمت السيرة الهلالية، وأغاني "الحرام"، و"العرس".

وقد وصفتها مجلة "تايم" (Time) الأميركية بأنها صوت الأمل ضمن قائمة "قادة الجيل القادم" مع 10 شخصيات مختلفة.

شاركت دينا أيضا في المبادرة الموسيقية "مشروع النيل" التي جمعت موسيقيين ومفكرين من دول وادي النيل، وأطلقت ألبوم "منام" الذي قالت عنه في أحد لقاءاتها الصحفية "أنام كثيرا في القطارات وأجد أن صوت الهواء المار بالشبابيك المكسورة، وصوت الكراسي المكسرة يحدثان تناغما وإيقاعا موسيقيا فريدا".

ومن التراث أيضا مشروع دنيا مسعود التي قدمت أغنيات الصعيد، مثل "أيوب المصري"، و"بتناديني تاني ليه"، وكانت قد أصدرت ألبوم "محطة مصر" وجمعت فيه التراث من المحافظات المصرية المختلفة.

في حين اختارت التونسية غالية بن علي أن تغني التراث العربي وهو ما جعلها تلقب بسفيرة الغناء العربي وقد مزجت الأنماط الموسيقية المختلفة، فأحيت أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم من خلال مشروع "غالية تغني لأم كلثوم"، فضلا عن إعادتها لأغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب ولطفي بوشناق ولكن بطريقتها الخاصة.

محاربة الاكتئاب بالبهجة

بدأت يسرا الهواري رحلتها بأغان مثل "ببتسم"، و"أنا كنت ناوية أحبك"، و"كله يهون"، ولكن تعثرها في إنتاج ألبومها الغنائي ومواجهة المشكلات الإنتاجية دفعها لإطلاق مبادرة "أنت المنتج" التي تعتمد من خلاله على مساهمة الجمهور في إنتاج الأغنيات.

يسرا كانت حريصة في مشروعها على التعبير عن الحالة النفسية ومحاربة الاكتئاب بكلمات أغنياتها، بجانب اعتمادها على الأكورديون الذي يعطي مساحة من البهجة.

المصدر : الجزيرة