عودة خجولة للسينما الكويتية.. الفن السابع في انتظار انفراجة لتعويض خسائر الجائحة

شجعت العودة الخجولة كثيرا من المنتجين على عرض أعمالهم أملا في إيقاف نزيف الخسائر.

عودة خجولة للسينما الكويتية..والفن السابع في انتظار انفراجه
جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على صناعة السينما في الكويت والعالم (الجزيرة)

.بعد إغلاق دام نحو 15 شهرا، عادت دور السينما في الكويت لتفتح أبوابها مجددا أمام الجمهور، الأمر الذي شجّع كثيرا من المنتجين المحليين على عرض أعمالهم خلال الموسم الحالي، في محاولة جادة لوقف نزيف الخسائر التي تعرضت لها تلك الصناعة جراء جائحة كورونا.

وفرضت السلطات الصحية في الكويت ضوابط مشددة على عمل دور السينما خلال المرحلة الحالية، إذ لا تتجاوز نسبة الإشغال 50% من طاقتها الاستيعابية، فضلا عن تحديد فترة العمل من العاشرة صباحا وحتى الثامنة مساء.

وبموازاة عودة دور العرض شهدت الكويت يوم 25 مايو/أيار الماضي افتتاح أعمال الدورة الأولى لمهرجان الكويت للسينما الجديدة والذي نظمه قطاع السينما في نقابة الفنانين والإعلاميين عبر "الاتصال المرئي" وشارك فيه نحو 50 عملا تنافس أصحابها على جوائز المهرجان المختلفة.

ويعمل في السوق الكويتي 5 شركات تمتلك كافة دور العرض في البلاد، وتراوحت خسائر القطاع خلال فترة التوقف -بحسب الخبراء العاملين في المجال- بين 12 و15 مليون دينار (40 و50 مليون دولار أميركي).

ويراهن صناع السينما في الكويت على الوعي المجتمعي وإقبال الجمهور على تلقي لقاح كورونا حتى يتم السماح لأكبر شريحة بحضور الحفلات، خاصة وأن الضوابط حاليا تحرم فئات كثيرة من التطعيم، وهم الحوامل ومن هم دون الـ16 عاما ومن يقضون فترة التعافي بعد إصابتهم.

وتسيطر شركة السينما الكويتية الوطنية "سينسكيب" على 91% من السوق، إذ تملك 11 دار عرض يتبعها 63 صالة، وقدرت خسائر الشركة خلال التوقف بنحو 22 مليون دولار أميركي.

فيلم خلني ساكت أحدث المنضمين لدور العرض
تعرض دور السينما حاليا 12 عملا ما بين كويتي وعربي وأجنبي (الجزيرة)

عودة خجولة

وشجعت العودة الخجولة كثيرا من المنتجين على عرض أعمالهم أملا في إيقاف نزيف الخسائر لا سيما في ظل وجود أعمال جرى الانتهاء منها قبل الجائحة وأخرى تم تصويرها مع العودة التدريجية للحياة.

وتعرض دور العرض حاليا نحو 12 عملا كويتيا وعربيا وأجنبيا، ومن بين أبرز الأعمال الكويتية فيلم "كويت مراكش كويت" بطولة أحمد العونان بمشاركة كل من سلطان الفرج ومحمد عاشور والمغربية فرح، وكذلك فيلم "مينون والمنخوليا" للفنان خالد العقروقة الشهير بـ"ولد الديرة"، وكذلك أول فيلم رسوم متحركة (أنيميشن) كويتي وهو "المحط" من إنتاج وتأليف وإخراج أحمد سيد الهاشمي.

وكان آخر المنضمين إلى ركب العروض في العاشر من الشهر الجاري فيلم "خلني ساكت" من إخراج صادق بهبهاني، وسبق انطلاقته تنظيم أول عرض خاص خلال جائحة كورونا بحضور أبطال العمل وعدد من الفنانين الآخرين.

وبحسب المخرج صادق بهبهاني، كان المفترض تصوير العمل قبل جائحة كورونا، إلا أن الإغلاق حال دون ذلك، ليتم التصوير مع العودة الجزئية للحياة وبالتحديد منذ سبتمبر/أيلول الماضي، ويضم الفيلم العديد من المشاهد الخارجية في المطاعم والشاليهات والبحر والجمعيات الاستهلاكية.

 

مشهد من فيلم خلني ساكت
مشهد من فيلم "خلني ساكت" (الجزيرة)

بث التفاؤل

وأرجع المخرج صادق بهبهاني، في حديث للجزيرة نت، قرار عرض الفيلم حاليا في ظل نسبة حضور محدودة إلى الرغبة في بث التفاؤل وتشجيع الآخرين على ذلك، خاصة وأن تراجع العوائد يمكن تعويضه من خلال إعادة البيع عبر المنصات الرقمية لاحقا.

وعن قصة الفيلم، قال بهبهاني إنها تدور حول شخص يدعى "عيد" يستيقظ صباحا ليتفاجأ بأن البلد تعمها حالة من الإيجابية في السلوكيات والتصرفات، وأنها خلت من المشاكل ما يشعره بالملل من كثرة السعادة ليبدأ في استغلال الأمر بشكل سلبي ومن ذلك السرقة وغيرها من الأمور، ورغم ذلك يستمر تشجيع الناس له بفعل الحالة الإيجابية التي يعيشها الجميع.

أما نقيب الفنانين الكويتيين نبيل الفيلكاوي فأكد في حديثه للجزيرة نت أن الإغلاق أثر كثيرا على صناعة السينما بشكل انعكس على جودة الأعمال المنتجة خلال فترة الحظر بالنظر لاعتماد تلك الصناعة على المردود المتوقع لها، مما جعلنا أمام عدد محدود من الأفلام غير المكلفة في إنتاجها.

ويؤكد نائب هشام الغانم رئيس شركة "سينسكيب" أن أكبر تحد يواجه صناعة السينما حاليا ليس عدد الأعمال المعروضة الذي يراه قريبا من معدله الطبيعي، وإنما توقيت إغلاق دور العرض عند الثامنة مساء بالنظر لأهمية الحفلات الليلية وتعود الجمهور عليها.

 

على هامش العرض الخاص لفيلم خلني ساكت
صناع السينما يأملون تعويض خسائر كورونا (الجزيرة)

ويضيف الغانم للجزيرة نت أن عدد الحفلات كان يصل في الأوقات الطبيعية إلى 7 حفلات يوميا، في حين أن أقصى عدد حاليا هو 3 حفلات يوميا بنسبة حضور فعلية تتراوح بين 42% و44%، وهو صافي المقاعد بعد مراعاة الاشتراطات الصحية لتطبيق نسبة 50%.

وفي ظل تراجع الإيرادات وهو أمر متوقع، يأمل الغانم أن تزيد السلطات في الفترة المقبلة من ساعات العمل حتى الثانية عشرة عند منتصف الليل أو الواحدة صباحا.

ويرى الناقد الفني عبد الستار ناجي أن صناعة الإنتاج السينمائي في الكويت لا تزال غير مكتملة الأضلاع في ظل غياب التشريعات المنظمة لها، وكذلك افتقادها الدعم، وغياب العناصر المتخصصة من كتاب ومخرجين.

ويضيف ناجي للجزيرة نت أن ما نراه هو اجتهادات طموحة، عين أصحابها على الشباك والعوائد، أكثر من تفكيرهم في الفن والترفيه والحرفة، لذا فإن جل ما ينتج محليا يتحرك في إطار الكوميديا التي تشكل استنساخا للدراما التلفزيونية، وهو ما يجعلنا نقف على مسافة بعيدة من وجود صناعة سينما حقيقية تركز على القضايا المجتمعية والإبداع الفني.

المصدر : الجزيرة