7 أفلام جسدت النضال الفلسطيني في السينما

في هذه القائمة نستعرض مجموعة من الأعمال السينمائية التي نقلت الوجع الفلسطيني من زوايا متعددة ورؤى مختلفة.

"إن شاء الله" (Inch'Allah) فيلم درامي كندي إنتاج 2012 (مواقع التواصل الاجتماعي)

واقع مرير ومأساوي يعيشه الفلسطينيون هذه الأيام بعد تعرُّض قطاع غزة للقصف من قبل الاحتلال الإسرائيلي؛ وهو ما أسفر عن حصيلة ضخمة من الشهداء والمصابين وترتب عليه رد من المقاومة الفلسطينية، تزامن مع ذلك تضامن الكثير من نجوم الوطن العربي وهوليود مع أهالي حي الشيخ جراح ورفضهم تهجيرهم من منازلهم.

وأغلب الظن، أننا سنشهد هذه الأحداث على شاشة السينما قريبا، فالقضية الفلسطينية طالما كانت واحدة من أكثر القصص الثرية -إنسانيا ودراميا- التي شغف بها المخرجون باختلاف جنسياتهم، وهذه بعض أهم الأفلام التي وثقت ذلك.

الجنة الآن (Paradise Now)

فيلم فلسطيني للمخرج هاني أسعد صدر في 2005، جمع بين الدراما والإثارة والجريمة، إذ دارت أحداثه حول الليلتين الأخيرتين بحياة شابين فلسطينيين يقرران القيام بعملية استشهادية بهدف لفت انتباه العالم للقضية الفلسطينية والمحاولات المستمرة للعدو لاستئصال جذور الهوية والوعي الوطني.

وبالرغم من أن العمل حقق نجاحا فنيا قويا -فمن جهة فاز بجوائز "غولدن غلوب" ومهرجان برلين للسينما العالمية وجائزة الفيلم الأوروبي، بالإضافة إلى ترشحه لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي- فإن ذلك لم يمنعه من التعرض للهجوم، إذ اتهم المخرج بالاعتراف بالعمليات التي توصف لدى الغرب بالانتحارية ومنحها طابعا إنسانيا لتمريرها وقبولها مجتمعيا.

ولكم في الأمل حياة

اللاجئون الفلسطينيون هم المحور الذي دار حوله الفيلم الدرامي "لمَّا شفتك" (When I Saw You) الذي صدر في 2012، ونجح باقتناص جائزة أفضل فيلم عربي بـمهرجان أبوظبي السينمائي.

وسلط العمل الضوء على لاجئي فلسطين الذين نزحوا إلى الأردن في 1967، حين يضطر الصبي ذو الـ11 الرحيل مع أمه إلى معسكر اللاجئين، وهناك نشهد التحديات التي تواجه الأبطال خاصة الأطفال، وكيف يحاول الكثير منهم التمسك بالأمل مهما بدا واهيا قبل أن يكبروا وينضموا إلى معسكر الفدائيين لاسترجاع حقوقهم.

الوجه الآخر للعملة

"إن شاء الله" (Inch’Allah) فيلم درامي كندي إنتاج 2012، يحكي عن طبيبة كندية تتبع لجمعية الهلال الأحمر وتعمل في إحدى العيادات الموجودة بمخيم للاجئين بالضفة الغربية. وهناك تتعرف إلى امرأتين؛ الأولى فلسطينية سُجن زوجها قهرا في السجون الإسرائيلية، والأخرى صديقتها اليهودية المُجنّدة في الجيش الإسرائيلي.

وبين هذه وتلك، وفي ظل ما تشهده من عنف وتصرفات عدوانية وهمجية شبه يومية من الاحتلال الإسرائيلي تجاه المدنيين العزّل؛ تتغير مع الوقت نظرتها التي طالما تبنتها بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي.

أهل الشاطئ الآخر

البطاقة الخضراء هى السبيل للنجاة، هكذا كانت تظن بطلة فيلم "أمريكا" (Amreeka) التي تستشعر قسوة الحياة في رام الله، فتبحث عن فرصة أفضل لطفلها، لتجنب المصير الذي كتب عليها هي وأجدادها.

وما إن تهاجر بالفعل -تاركة خلفها كل أحلامها القديمة وتنوي فتح صفحة جديدة بطموحات وتوقعات عالية- تفاجأ بأن الحلم الأميركي وهمٌ لمن هم مثلها، أبناء العالم الآخر، وهو ما يسوء أكثر خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

حلم الرجوع

من الأجيال التي تستحق التعرف إلى القضية الفلسطينية؛ الصغار الذين لا يعلمون شيئا عمّا عايشته الأجيال الكبرى، لهذا فإن وجود رسوم متحركة تحكي ما حدث قبل سنوات أو ما يحدث اليوم شيء بغاية الأهمية؛ ولذلك كان لا بد من وجود الفيلم النرويجي-الفرنسي-السويدي المشترك "البرج" (The Tower) ضمن هذه القائمة.

والفيلم يحكي القصة الفلسطينية بتقنية "إيقاف الحركة" (Stop Motion) الحديثة والجذابة عبر حبكة شيقة، تستعرض كيف اضطرت الأجيال القديمة لمغادرة الوطن، وذلك عبر عيون الطفلة "وردة" التي تنتمي للجيل الرابع بعد نكبة 1948، والتي لا تعرف لها وطنا سوى المخيم الذي عاشت فيه عمرها بأكمله.

أيهما أقوى غريزة؛ البقاء أم شبح الموت؟

الأفلام الروائية الطويلة ليست الوحيدة التي اهتم صنّاعها برصد الوجع الفلسطيني، وإنما الأفلام القصيرة أيضا استطاع القائمون عليها استعراض الواقع وأثر الحرب والعدوان على حياة المواطنين من أقل تفصيلة وحتى أكبر الهموم الإنسانية.

ومن بين الأفلام التي نجح صنّاعها بتجسيد ذلك فيلمان؛ الأول "كوندوم ليد" (Condom Lead) الذي ترشح لجائزة السعفة الذهبية للأفلام القصيرة في مهرجان كان 2013، وقد جاء عنوانه مقصودا وساخرا، إذ اقتبس بتصرُّف من اسم العملية العسكرية التي شنها العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008 وحملت وقتها اسم "الرصاص المصبوب" (Cast Lead).

وتتمحور أحداث الفيلم حول زوجين تكدر حياتهما الزوجية أحداث العنف، وهو ما أبرزه قرار الأخوين أحمد ومحمد أبو ناصر بأن يخلو العمل من الحوار والموسيقى تصويرية والاكتفاء بالضوضاء اليومية الكامنة بخلفية الشارع الفلسطيني.

وبالرغم من أن فكرة العمل درامية بالمقام الأول، فإنها جسدت معاناة أجيال وأجيال وكيف جرى تمسكهم بغريزة البقاء رغم مرارة العيش في ظل حياة خيّم عليها دوما شبح الحرب والموت، ليظل الحب هو الأمل الوحيد للخروج من رحم المأساة.

"شقة 14-10" فيلم قصير آخر نجح برصد توابع القضية الفلسطينية والعواقب الإنسانية واليومية لأبسط وأدق التفاصيل. وقد دارت حبكته حول رجل ينتظر قدوم حبيبته لمشاركته احتفاله بعيد ميلاده، قبل أن تتعطل بسبب جدار الفصل الإسرائيلي الذي شُيَّد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحين تحاول العبور، تجد نفسها معرضة للتفتيش والبقاء رهن الاحتجاز لأجل غير مسمى.

المصدر : الجزيرة