دراما محلية مكثفة في رمضان.. هل تُصالح المغاربة مع قنواتهم؟

تستأثر الدراما المغربية باهتمام متزايد، لكنها تتطور بخطى بطيئة

حل مسلسل "بنات العساس" في المرتبة الأولى في قائمة الأكثر مشاهدة على القناة الأولى (مواقع التواصل الاجتماعي)

يمثل شهر رمضان موعدا مرتقبا لدى المشاهد المغربي، لاكتشاف جديد الإبداع الفني والدرامي. وهو موعد القنوات العمومية والخاصة لعرض باقاتها من البرامج، إذ تتنافس الإنتاجات في مشهد سمعي بصري مفتوح.

ورغم موجة الغضب والانتقاد التي تتجدد كل رمضان مع بدء القنوات العمومية في عرض برامجها، فقد نجحت بعض العروض المغربية في جلب مستخدمي المنصات الرقمية وتحقيق نسب مشاهدة عالية.

بين منتقد ومؤيد.. هل تنجح الإنتاجات الدرامية المغربية الجديدة في مصالحة الجمهور؟

"مغربة"

تستعرض القنوات تنوعا في العروض بين الكوميديا والدراما وبرامج المنوعات والترفيه، منها أعمال درامية جديدة، وأجزاء جديدة من مسلسلات عرفت نجاحا في المواسم السابقة. وشهدت عروض القنوات المغربية في رمضان 2021، زخما في المنتجات الوطنية.

وكان المدير العام للقناة الثانية، سليم الشيخ، قد أفاد في تصريحات سابقة بأنّ حصّة الإنتاجات الوطنية في جدول برامج القناة لشهر رمضان 2021، تتجاوز نسبة 88%، مما يوفّر للمشاهدين المغاربة باقة منوّعة من برامج الترفيه.

وقال إنه بالإضافة للبرامج المعتادة يتابع المشاهد أكثر من 12 برنامجا دراميا جديدا، عبارة عن مسلسلات أصلية ومسلسلات كوميدية وبرامج فكاهية.

من جانبها، أعلنت القناة الأولى المغربية أنها وفرت برمجة استثنائية ومغربية 100% لكل أفراد الأسرة، وحرصت على تقديم شبكة برامج استثنائية متنوعة لإرضاء جميع الأذواق.

وعن اتجاه القنوات للإنتاجات المحلية، يقول الناقد الفني عبدالله الشيخ، إن المنتج الثقافي الوطني ينمي الحس بالانتماء، ويسهم في تنمية الحس الفني والثقافي والترفيهي المشترك.

وأضاف الشيخ، في حديث مع الجزيرة نت، أن الإنتاجات المحلية تتيح المجال لمجموعة من الرواد للاحتكاك بجيل الشباب، وتحقق المصالحة مع المجال الثقافي في بعده الترفيهي.

نسب مشاهدة عالية

بلغ معدل مشاهدة الجمهور المغربي للتلفاز، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، 4 ساعات و58 دقيقة، يوميا، بزيادة أكثر من ساعة مقارنة مع الأسبوع الذي سبق شهر الصيام.

وتصدر برنامج الكاميرا الخفية "مشيتي فيها"، الذي تعرضه القناة الثانية، قائمة البرامج الأكثر مشاهدة، إذ تابع إحدى حلقاته، خلال الأسبوع الأول من رمضان 10.9 ملايين مشاهد.

وحلّ مسلسل "بنات العساس" في المرتبة الأولى في قائمة الأكثر مشاهدة على القناة الأولى بـ7.26 ملايين مشاهد.

وأوضح عبدالله الشيخ أن القنوات ضخت دماء جديدة في شرايينها، ما انعكس على الإنتاج الدرامي وتفاعل المشاهدين معه.

ويعتقد الشيخ أن الإنتاجات المغربية كسبت الرهان الكمي ولم تصل للرهان النوعي بعد، في حين يُرَجح أن تكون نسب المشاهدة مدعومة بأوقات الذروة، والإغلاق الليلي.

الدراما بريق أمل

عروض درامية متعددة منها مسلسل "بنات العساس"، و"باب البحر"، و"سالف عذرا"، لقيت إعجابا ومتابعة من الجمهور المغربي، وجذبت اهتمام النقاد متفوقة على عروض الكوميديا التي نعتت بالتكرار والتفاهة.

تستأثر الدراما المغربية باهتمام متزايد، وتتطور بخطى بطيئة، 90% منها تنتجه القنوات الرسمية وتنفذه شركات إنتاج.

ويعتبر عبدالله الشيخ أن الدراما المغربية تسهم في تسويق الروافد السياحية والثقافية، ومنها من رحل في الزمن التراثي الجميل، مشيرا أن المخرجين استفادوا من الإنتاجات الدرامية مثل الدراما المصرية والسورية.

وأشار الشيخ إلى أن الإنتاج بالمغرب في مرحلة تأسيسية، فهو إنتاج في طور النشوء فيه نقاط قوة ونقاط ضعف فلا بد من تعزيز الأولى وتدارك الثانية، ونوه بوجود مؤشرات دالة على أن الإنتاج المغربي يستوفي شروط النضج مستقبلا.

متلازمة الانتقاد

أصبح نعت عروض القنوات العمومية بالتفاهة متلازمة في كل رمضان. ورغم ما يقدم كل سنة من جديد في الدراما المحلية وعروض الكوميديا، فإنها تبقى غير مقنعة لشريحة كبيرة من المتابعين، وتتهم العروض بالتكرار في المضامين والوجوه، وتنعت بالسطحية والإسفاف أحيانا وضعف السيناريوهات والمحتوى.

ويعتقد عبدالله الشيخ أن المُشاهد ليس وحدة متجانسة ولا ذوقا واحدا، وأن هناك إنتاجات نجحت في تلبية احتياجات وأذواق المشاهد المغربي والعربي، وحققت نوعا من المصالحة بين الجمهور والتلفزيون المحلي.

المصدر : الجزيرة