ديكور المسلسلات أفسد الحارة الشعبية المصرية في "ملوك الجدعنة" و"لحم غزال"

الاهتمام بالتفاصيل بشكل زائد من أجل الشكل الجمالي أسهم في أن تكون هناك فجوة وأن يشعر الجمهور المصري بغربة وانفصام عن الواقع في بعض المسلسلات المصرية

صناع مسلسل "ملوك الجدعنة" وقعوا في مأزق ظهور الشارع المصري بصورة غير واقعية (مواقع التواصل الاجتماعي)

الحارة المصرية هي بطلة الأعمال المصرية التي قدمها المنتج اللبناني صادق الصباح في مسلسلاته "لحم غزال" و"ملوك الجدعنة"، إلا أن قرار منع تصوير أعمال الشركة في مصر منذ عامين، أوقع هذه الأعمال في مأزق ظهور الشارع المصري بشكل مختلف تماما حيث تم تصويرها في لبنان، وهو من عناصر الضعف التي أضرت بخروج الأعمال بشكل مغاير تماما عن الطبيعة المصرية.

انفصام في ديكور الحارة الشعبية

ديكورات الحارة الشعبية في مسلسل "ملوك الجدعنة" من العناصر التي تسببت في إحداث حالة من الانفصام بين هويتها المعبر عنها في العمل كبيئة شعبية مصرية بالهوية المعروفة للمناطق الشعبية، وبين الديكور الذي تم تنفيذه بالفعل.

فالمناطق الشعبية، وبالتحديد السوق في المسلسل بدا أكثر تنظيما من الأسواق المصرية المعروفة، فالاهتمام بالتفاصيل بشكل زائد من أجل الشكل الجمالي أسهم في أن تكون هناك فجوة وأن يشعر الجمهور المصري خاصة بغربة وانفصام عن الواقع، وبأن العمل لا يمت للصلة بمصر وزاد من هذا الشعور الاستعانة بمجاميع غير المصريين في العمل، بالإضافة للمناظر الطبيعية والجو العام مثل ظهور مساحات خضراء في أماكن مختلفة بعكس الطبيعة في مصر.

وهو ما يظهر في مشاهد السوق والحارة الشعبية، كما بدت الطبيعة اللبنانية واضحة في مشهد مقتل الشخصية التي يقدمها الفنان حسن الرداد في بداية الحلقات، ومشهد قسم الشرطة وتنفيذ المعارك، وظهرت الطبيعة الجبلية خلفية لبعض المشاهد.

مشهد من المسلسل المصري "ملوك الجدعنة" (مواقع التواصل الاجتماعي)

تخطي الأبطال المرحلة العمرية

أما محاولة استنساخ الثنائي بين الفنان عادل إمام وسعيد صالح في "سلام يا صاحبي" فلم تكن موفقة لعدم وجود التناغم ذاته في التمثيل بين بطلي العمل مصطفى شعبان وعمرو سعد، فاختيار المخرج أحمد خالد موسى لكل منهما لم يكن موفقا لتخطيهما المرحلة العمرية المطلوبة لشخصية الشاب البلطجي وتقديم مشاهد الحركة.

ولم يسهم السيناريو للمؤلفة عبير سليمان في إنقاذ العمل فلم يكن أفضل من بقية العناصر، حيث اعتمد على الجمل الرنانة في محاولة للانتشار واستهداف مواقع التواصل الاجتماعي، دون الاهتمام بوجود حبكة درامية.

سوق آسيوي في "لحم غزال"

واجه مسلسل "لحم غزال" من بطولة الفنانة غادة عبدالرازق المشكلة نفسها، فالسوق المصري الذي تم بناؤه خصيصا للعمل أشبه بالأسواق الآسيوية مثل أسواق لبنان وسوريا وتركيا، سواء في حالة التنظيم أو المناظر المحيطة بالمحلات، وحتى رصف الأرض بشكل مختلف تماما عن الأسواق في مصر خاصة "باب اللوق" الذي تدور خلاله الأحداث، على عكس تقديمه في حلقات مسلسل "موسى" والذي نجح مخرجه محمد سلامة في تنفيذه بشكل أقرب للواقع.

صناع مسلسل "لحم غزال" لم ينجحوا في تقديم عمل بروح مصرية تناسب طبيعة القصة الشعبية (مواقع التواصل الاجتماعي)

زاد من هذه الحالة والابتعاد عن الهوية والروح المصرية في "لحم غزال" الاستعانة بمجاميع غير مصريين في السوق مما أضر بالشكل العام للمسلسل، فالمخرج محمد أسامة لم ينجح في أن يقدم عملا بروح مصرية تناسب طبيعة القصة التي تدور في جو شعبي.

بجانب تكرار غادة للثيمة ذاتها التي قدمتها في السنوات الماضية التي تعتمد على الجريمة، وأسهم تركيز السيناريو على التفاصيل المهمة في الحلقات الأولى في إحداث فراغ في الحلقات اللاحقة، فبدا السيناريو فارغا ودون حبكة قوية تجذب الجمهور من أجل التغاضي عن عنصر الديكور والطبيعة المحيطة.

المصدر : الجزيرة