3 دقائق شريهان تخطف الأنظار.. عودة إعلانات رمضان ولا حضور لكورونا

منذ طرح الإعلان على يوتيوب في السادسة من مساء أول أيام شهر رمضان حقق أكثر من 5 ملايين مشاهدة

عودة شريهان كانت بمثابة مفاجأة سارة للمشاهدين (موقع التواصل الاجتماعي)

احتلت النجمة المصرية شريهان مكانا بارزا عبر قوائم الأكثر انتشارا على المنصات الاجتماعية منذ أمس، فعبر يوتيوب حلت على قمة قائمة الأكثر رواجًا بإعلان لإحدى شركات الاتصالات، الذي اعتبره الجمهور بابًا لعودة نجمة الاستعراض الأشهر في مصر خلال الـ30 عامًا الماضية.

منذ أكثر من 10 سنوات، بدأ نمط جديد للإعلانات، فبدلًا من صوت المعلق الخفيّ أو حتى الدراما، صارت الأغنيات وسيلة أقرب للجمهور بكلمات بسيطة، يمكنها أن تعلق بذهن الجمهور وتعبر عن رسالة المعلنين لهم، لكن الإضافة هذا العام كانت بظهور نجمة الاستعراض وفوازير رمضان التاريخية لتغازل الحنين للذكريات "نوستالجيا" جيل الثمانينيات الذين صاروا الشريحة الكبرى من مستهلكي وجمهور الفترة الحالية، وهو ما أثبت نجاحه بشكل مبدئي.

رسالة شريهان

منذ طرح الإعلان على يوتيوب في السادسة من مساء أول أيام شهر رمضان، حقق الفيديو حتى الآن 5.2 ملايين مشاهدة بمعدل 100 ألف مشاهدة/ ساعة، وبالتأكيد جاءت هذه المشاهدات لأجل استعراض عودة شريهان، أو كما تداول كثيرون لمشاهدة إطلالتها بعد غياب، فهي من قررت الاحتجاب عن الأضواء قبل 21 عامًا، فظل ظهورها نادرا للغاية.

تواصل شركة الاتصالات الإنجليزية العالمية محاولاتها لإيصال رسالة إلى عملائها وجمهورها، تتعلق بالقوة والثقة بشعارات بالعامية المصرية مثل "القوة بين إيديك" في مواسم سابقة، و"قوتنا إن مفيش حاجة تقدر توقفنا" في هذا الموسم، فكانت شريهان الوسيط الدعائي الأنسب لهذه الرسالة، بعد الحادث الذي تعرضت له سابقًا والذي قضى على مسيرتها المهنية الواعدة كنجمة استعراض أولى ومتفردة في مصر، لتعود بعد غياب استمر قرابة 21 عامًا منذ آخر أعمالها "عرق البلح" في عام 1999، لتظهر في أول أيام الشهر الكريم كأن لم يمر عليها الزمان، حتى بعد بلوغها 56 عامًا.

بحسب عدّاد مشاهدات "يوتيوب" فإن الفارق بين "إعلان شريهان" وبقية الإعلانات الأخرى ضخم (مواقع التواصل الاجتماعي)

تستعرض شريهان مسيرتها المهنية والشخصية بحركات استعراضية، حتى بعد تعرضها لحادث سيارة تبعه عدة عمليات جراحية خطيرة تجاوزت الـ30 جراحة بالعمود الفقري.

شريهان قوية حقًا، لا يقدر شيء على إيقافها، لكن يمكن لأشياء كثيرة إبطاء حركتها، وهو ما ظهر في الإعلان بوضوح، إيقاع الأغنية أبطأ حركتها، وأبطأ إيقاع الإعلان، وتقدم السن بالطبع أسهم في إبطاء حركتها، حتى أن الإعلان امتد لأكثر من 3 دقائق ونصف الدقيقة، وهو ما أصاب الكثيرين بالملل في أثناء المشاهدة رغم ترحيبهم بعودة شريهان.

تمكنت الشركة من إيصال رسالتها حول القوة التي لا يوقفها عائق، من خلال تجسيد أزمات حياة شريهان، لكن ربما تحتاج الشركة لمراجعة خدماتها التي تعرضت وما تزال تتعرض لانتقادات شديدة منذ العام الماضي، وهو ما بدا واضحا بصورة متكررة في تعليقات الجمهور على الإعلان.

بحسب عدّاد مشاهدات "يوتيوب" فإن الفارق بين "إعلان شريهان" وبقية الإعلانات الأخرى ضخم، فقد تجاوز إعلانها 2.3 مليون مشاهدة في اليوم الأول من عرضه، في حين تظل بقية الإعلانات تحت حاجز 250 ألف مشاهدة فقط، واقترانه بظهور شريهان بعد غياب جعله حديث مشاهدي التلفزيون والمنصات، وعلى خلاف حضور جائحة كورونا في رمضان الماضي، جاءت بقية الإعلانات هذا الموسم امتدادًا لإعلانات المواسم السابقة.

3 أجيال بصوت شيرين

3 قصص بـ3 أجيال مختلفة، شباب ونضج وشيخوخة، تظهر على التوازي في دقيقة ونصف الدقيقة هي مدة إعلان شركة للأجهزة المنزلية، تغني خلالها شيرين "العمر ملامحه بتتغير، فطبيعي يغير ملامحنا، في ناس تصغر كل ما تكبر، وناس بتقويها المحنة".

تناول الإعلان تفاصيل من مشاهد الحياة اليومية بين الأزواج الثلاثة، لحظات المعرفة الأولى والجلسات الودودة، وفي خلفية هذه المشاهد جهاز منزلي من منتجات الشركة المعلنة. لا يحمل الإعلان دعوة مباشرة للشراء أو اقتناء منتجات الشركة، لكن كلماته ولقطاته القصيرة تناسب السياق الذي اختارته حول وجودها في السوق المصرية منذ 25 عامًا، وربما تعلق أغنيته في ذهن مشاهد قنوات التلفزيون.

"نوستالجيا" حسين الجسمي

اعتاد المطرب الإماراتي حسين الجسمي الحضور كل رمضان بأغنية إعلانية، وفي العام الماضي وبالتزامن مع الإجراءات الاحترازية المفروضة لمواجهة فيروس كورونا، غنى للتواصل الافتراضي في ظل التباعد الاجتماعي، لكن هذا العام ورغم بقاء الجائحة وتواصل عداد الإصابات اليومية، غنى إعلانين يعتمدان على فكرة "اللمة" أو اللقاءات الاجتماعية داخل المجمعات السكنية المسوّرة الفارهة "الكومباوندات" في كلمات مباشرة "سر السعادة في بيتك، تعالى وسط ناسك تعالى" مع مشاهد مصوّرة لتجمعات مزدحمة حول الموائد والشواطئ والمقاهي.

"رمضان في مصر حاجة تانية والسر في التفاصيل" هذا الكوبليه المكرر في أغنية إعلان لشركة اتصالات، مع مشاهد مزدحمة على الموائد وفي المطاعم وعلى المقاهي الشعبية والخيام الرمضانية، زحام كامل وتقارب اجتماعي حميمي واضح، لم تظهر فيه إجراءات التباعد الاجتماعي إلا في مشهد لصلاة داخل مسجد، حيث تباعد المصلون تاركين مسافات آمنة بينهم.

المطرب الإماراتي حسين الجسمي اعتاد الحضور كل رمضان بأغنية إعلانية تتناول الحنين للقاءات الاجتماعية (مواقع التواصل الاجتماعي)

محمود العسيلي مجددا

للعام الرابع على التوالي، يصدر العسيلي أغنية بالنسق والتوجه التحفيزي نفسيهما، وأيضا للشركة المعلنة نفسها، وبالفريق ذاته تقريبًا، وهو في الغناء والتلحين لكلمات أمير طعيمة "أنا الممكن، مش ممكن الصعب مني يتمكن" ويشاركه الغناء مدحت صالح ودياب، بأسلوب التصوير نفسه والمؤثرات البصرية الحركية ذاتها المستخدمة منذ أولى إعلانات تلك الشركة "إنت تقدر" للعسيلي ومحمد عدوية في 2018، و"ابن مصر ضد الكسر" للعسيلي ومدحت صالح ومصطفى حجاج في 2019، و"أنت استثنائي" للعسيلي وبهاء سلطان في 2020.

مهما تغيرت الظروف، وحتى لو اجتاح العالم وباء غير مفهوم، ما يزال البنك (المعلن) محتفظًا بخطته الإعلانية الملخصة في "مزيد من التحفيز ومزيد من صوت وألحان محمود العسيلي".

تبرعات لا تتبنى البؤس

جرت العادة كل رمضان على استهداف أموال الزكاة والصدقات، بإعلانات تدعو للتبرع إلى مؤسسات المجتمع المدني، مستشفى علاج السرطان أو الحروق أو جمعيات خيرية، وعادة ما يعتمد الإعلان من هذا النوع على إثارة عواطف المتبرعين واستجدائهم بعرض حالات بائسة ذات ظروف صعبة إما مادية أو صحية.

لكن هذا العام، قررت مؤسسة خيرية الظهور بإعلان حافل بالألوان وأغنية بإيقاعات مبهجة، على خلفية من الرسوم المتحركة الحيوية، تستعرض التحول السعيد الذي تصنعه أموال التبرعات في حيوات المرضى، بأغنية لتامر حسني مع الأطفال بعنوان "فرصة جديدة لعمر جديد"، ربما سينجح هذا التوجه الجديد في جمع التبرعات لكن نجاحه الأكبر سيتأكد إن سارت بقية إعلانات التبرعات على نهجه، بعيدًا عن تبني البؤس.

النعمة زوّالة

بأسلوب استعراضي مسرحي، يقارب أسلوب الأوبريتات، قدمت شركة عطور كويتية أغنية دعائية لا علاقة لها بمنتجاتها، لكن تدور حول فكرة الحمد والرضا بالنعمة، أغنية بالفصحى البسيطة، ومفارقة بين الفقير الراضي المكافح والغني غير السعيد الذي سيجد السعادة في الحمد، قد لا ترفع هذه الدعاية من مبيعات الشركة لكنها حازت تعليقات إيجابية عبر يوتيوب، ربما يمكننا اعتبارها هدية أكثر من كونها دعاية إعلانية.

المصدر : الجزيرة