مسلسل اللعبة.. جرعة الضحك التلقائي التي لا يرغب الجمهور في انتهائها

خلال الأسابيع الماضية كان مسلسل اللعبة بمثابة جرعة السعادة التي ينتظرها الجمهور يوميا

وظف صناع العمل "إفيهات" تلقائية مضحكة بذكاء على مدار 30 حلقة (مواقع التواصل)

نسب مشاهدة مرتفعة وتصدر لمحركات البحث على منصات التواصل الاجتماعي، كان هذا هو حال مسلسل "اللعبة 2: ليفل الوحش" طوال الأيام السابقة وحتى نهايته، إذ تنافس المشاهدون فيما بينهم لفك غموض "اللعبة".

والآن، بعد انتهاء الموسم الثاني، يستطيع الجميع أن يتنفس الصعداء، فمن جهة عرف الجمهور الشخص المجهول وراء ما يحدث، ومن جهة أخرى تبدد شعورهم بالأسف لانتهاء العمل، الذي بات موعدهم اليومي مع جرعة خالصة من الضحك اللذيذ، فور الإعلان عن موسم ثالث قريبا.

تدور أحداث هذا الموسم في إطار من المغامرات الكوميدية، فبعد أن انتهى الجزء السابق بانتصار وسيم ومازو على سمير صديق طفولتهما القديم، الذي اتضح أنه المتحكم بكل ما يجري من البداية. قرر كلاهما عدم اللعب مرة أخرى، لما سببه ذلك لهما من خسارة نفسية وخسارة على مستوى العلاقات الاجتماعية.

غير أن اللعبة تطارد زوجتي البطلين وتغريهما باللعب، وحين يكتشف وسيم ومازو ما دار بالخفاء يعودان للعب مرة أخرى، لتتوالى المنافسة اليومية بين فريقي الخصمين.

هل كانت رانيا يوسف إضافة موفقة؟

جاء هذا الموسم من بطولة شيكو وهشام ماجد وإخراج معتز التوني، شاركهما البطولة وجوه الجزء الأول نفسها، ومنهم ميرنا جميل، مي كساب، محمد ثروت، أحمد فتحي، سامي مغاوري، وعارفة عبد الرسول، ولمزيد من الكوميديا تم ضم حسام داغر للعمل، الذي عرف كيف يمنح مشاهده مذاقا خاصا.

أما المفاجأة الأكبر فكانت انضمام رانيا يوسف لطاقم العمل، كونها بعيدة تماما عن الكوميديا، فوجودها بقدر ما كان إطلالة أنثوية مميزة ومقصودة، سمحت بإضافة خط درامي كان حجر أساس للأحداث الجديدة؛ إلا أن هناك من وجدوا أنها اختيار غير موفق، لافتقادها خفة الظل، مما جعلها تبدو شاذة ضمن القطيع.

ولما كان العمل يعتمد على كوميديا الموقف معظم الوقت؛ بل إن "الإفيهات" التي يلقيها الأبطال بين الحين والآخر على طزاجتها كانت وليدة الأحداث، استطاع صناع العمل توظيف ذلك بذكاء، بأن يجعلوا جرعة الكوميديا المخصصة لرانيا يوسف تعتمد على المواقف المضحكة، فيما يدعمها باقي الأبطال بنكاتهم.

الجمهور يطالب بمواسم عديدة

بوجه عام، المتابع للأعمال الأجنبية متعددة المواسم، يعلم أنه من الطبيعي ظهور نجوم كبار بين موسم وآخر أو خلال بعض الحلقات. من جهة للتجديد والسماح بفرد خطوط درامية مختلفة، ومن جهة أخرى لزيادة شعبية العمل واكتساب جمهور هذا النجم. وبالتالي، يصبح على المشاهدين اعتياد الفكرة، وتقبل احتمالية تكرارها بنجوم آخرين في المواسم القادمة.

خطوة للأمام أم عودة للخلف؟

عادة ما يميل الجمهور الذي يتابع المسلسلات ذات الأجزاء للمقارنة بين قوة المواسم بعضها بعضا، فهل نجح الأبطال والقائمون على الكتابة بتحقيق وعدهم بأن يأتي هذا الموسم أكثر تماسكا وتشويقا وإضحاكا؟

المتابع للموسم الأول من المسلسل سيدرك أنه بالرغم من كونه لا يخلو من الإفيهات الجيدة والمواقف الكوميدية؛ إلا أن بعض الأبطال لم يكونوا على الخفة المعهودة منهم مثل أحمد فتحي، كذلك لم يحب الجمهور عنف شخصية مي كساب وانفعالها الدائم وصوتها المزعج.

فيما جاءت الحلقات على طرافتها غير مترابطة، وهو ما أشعر البعض بالملل، وجعل الغالبية يحبون النصف الأول من المسلسل أكثر من النصف الثاني.

أما في هذا الموسم، فيبدو أن صناع المسلسل تعلموا من أخطائهم، ووضعوا ملحوظات الجمهور بالحسبان، فجاءت شخصية مي كساب أكثر هدوءا وطرافة، كذلك نجح أحمد فتحي بأن يرتقي لمستوى باقي الطاقم على مستوى الإضحاك.

وفيما يخص الترابط، فوجود شخصية رانيا يوسف، كان العامل الذي خلق دافعا لكل ما يجري، وتسبب في تماسك السرد الدرامي؛ بل جعل العمل يأخذ طابعا تشويقيا، في ظل انقسام الجمهور لفريقين، بين مشجعي مازو ومن يريدون الانتصار لـ"وسيم" على أمل أن يجمع المال اللازم لطلاق "نسرين".

لكن برغم الإيجابيات السابق ذكرها؛ إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أن التحديات لم تكن متساوية القوة سواء على مستوى الكتابة أو المواقف أو حتى الكوميديا. إذ ارتقت بعض الحلقات لتتربع على عرش الأقرب لقلب الجمهور، مثل الحلقة التي تضمنت تحدي عدم الضحك لمدة 24 ساعة، أو تلك التي كان على كل بطل أن ينافس الآخر معتمدا على فريق الخصم.

من هي "اللعبة"؟

هذا هو السؤال الذي ظل يشغل بال مشاهدي المسلسل كلما اقتربوا أكثر من النهاية، وعلى عكس الموسم الماضي الذي لم يتوقع أحد نهايته، هذه المرة ظهرت عدة توقعات، تراوحت بين أن تكون اللعبة نفسها هي رانيا يوسف، التي ظهرت في حياة الأبطال فجأة وفي ظروف غامضة.

أو أن تكون الممثلة نسرين أمين هي اللعبة بعد ما تبادلته من تعليقات مع شيكو على صفحته بإنستغرام قبل أيام، أما التوقع الأخير فجاء من نصيب هنا الزاهد، كونها زوجة النجم أحمد فهمي، الذي قدم الدور نفسه الجزء الماضي، وسيكون من الطريف أن تكون جاءت لتنتقم.

ما لم يتوقعه أحد أن تكون اللعبة رجل هذه المرة أيضا، وبالرغم من أن النهاية تبدو ساذجة وشديدة السطحية؛ إلا أن إعلان صناع العمل في آخر مشهد عن موسم ثالث بعنوان "اللعب مع الكبار"، جعل الجمهور على استعداد لأن يغفر لهم أي شيء ما دام سيبيت ليلته هانئا وسعيدا في انتظار موسم جديد مليء بالضحك.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي