مغامرة عائلية في "يوم نعم".. ماذا سيفعل أولادك إذا استجبت لجميع رغباتهم لمدة 24 ساعة؟

24 ساعة بدون قول "لا".. فيلم "يوم نعم" مغامرة والدين قررا التخلي عن تحفظهما وفعل ما يحلو لأولادهما

يعرض الفيلم صورة مشابهة لحياة الكثير من الآباء وكيف اختلفت طباعهم بعد أن رزقوا بأطفال (مواقع التواصل)

هل تخيلت من قبل أن تعيش يوما خاليا من القواعد والقوانين، وليس هناك شيء محظور؟ ربما يبدو حلما صعب المنال؛ لكنه ليس مستحيلا، حيث قررت جينيفر غارنر أن تحقق هذا الحلم لأولادها الثلاثة في فيلم "يوم نعم" (Yes Day) على منصة نتفليكس.

يعرض الفيلم صورة مشابهة لحياة الكثير من الآباء، وكيف اختلفت طباعهم بعد أن رزقوا بأطفال، فبعد أن كانت الإجابة هي دائما "نعم" للمرح والمغامرات والمخاطرة، أصبحت "لا" هي الملازمة طوال الوقت لحماية أطفالهم من الخطر أو حتى الاقتراب منه.

الرحلة من "أجل" إلى "قطعا لا"

"ينجذب بعض الأشخاص إلى قول (لا)، بينما يميل البعض بطبيعتهم إلى قول (نعم)، وأنا قلت "نعم" لكل شيء"، هذه أول كلمات تعرف بها  أليسون (جينيفر غارنر) عن نفسها، حيث اعتادت ألا تقول سوى "نعم" للمرح، وعندما التقت بزوجها كارلوس (إدغار راميراز) لأول مرة، كانت روح المغامرة هي من جمعتهما.

كان حوارهما مليئا بـ"أجل"، "أنا جاهز"، "نعم أريد فعل ذلك"، "هيا بنا"؛ لكن ينقلب الحال مع أول طفل لهما ثم الثاني ثم الثالث، فأصبح ما يكرر في البيت طوال اليوم هو "لا"، "لا يمكنك فعل ذلك"، "مهلا! لا تفعل ذلك!"، "قطعا لا"، "هذا غير مسموح"، "لا يمكن بأي حال، ولا على المدى الطويل، ولا تحت أي ظرف، ولا بعد مليون عام، لا".

فبالرغم مما يعنيه الآباء حقا من قول "لا" لحماية أبنائهم؛ إلا أن الأطفال لا يبدو أن قدرتهم الاستيعابية يمكنها فهم ما وراء هذا الرفض، ويترجمونه على أن بيوتهم هي سجن خال من المرح، حيث يسير كل شيء بضوابط حاكمة.

دكتاتورية المنزل

وذات يوم استدعي أليسون وكارلوس للمدرسة، ليجدا أن معلمي طفليهما كايتي وناندو وجدا شيئا مشتركا في واجبات طفليهما المدرسية، حيث وصفت كايتي نفسها بأنها "طائر محبوس"، وأن أمها هي آسرتها العزيزة، وتأمل أن تدعها تحلق كما تحلم.

ويكمل معلم ناندو هذه القصة الحزينة بعرض فيديو سجله ناندو لأمه، حيث يشبهها بالدكتاتور السوفياتي، جوزيف ستالين، وحليف هتلر في الحرب العالمية الثانية، بينيتو موسوليني؛ فلم تقتل أمه أو تعذب أي أحد؛ لكنها في المنزل دكتاتورية، حيث ما ترى فقط هو ما سينفذ.

ولكن يبدو أن أليسون متفهمة بعض الشيء لما يشعر به أبناؤها، حيث أقرت بأنها عندما تستمع لما تقوله لأطفالها، هي أيضا لا تطيق أن تكون بصحبة نفسها.

سر ذهبي

ولكن يبدو أن اليوم السيئ هو بداية جديدة، حيث يقابل أليسون وكارلوس أحد معلمي طفليهما، ويعطيهما نصيحة جعلت حياته مع أولاده الستة في حال أفضل، ألا هي أنه يعطي أطفاله "أيام نعم"، وهي سر علاقته الجيدة بأطفاله.

ويوضح المعلم ما يعني "يوم نعم"؛ وهو ببساطة يوم يقول به الآباء "أجل" لكل ما يريده أطفالهم مع وضع بعض القواعد الأساسية، حيث لا يمكنهم طلب شيء يتم تحقيقه في المستقبل، ولا أي شيء خارج عن القانون، وتحديد ميزانية لا يمكن تجاوزها.

لم تستجب أليسون للفكرة من المرة الأولى؛ لكنها سرعان ما اقتنعت وقررت أن تعطي أولادها "يوم نعم"، ليثبت الوالدان لأبنائهما أنهما بإمكانهما أيضا أن يحظيا ببعض المرح كما اعتادا أن يكونا من قبل.

وتتفق العائلة على خوض هذه التجربة، ويصيحوا جميعا بأعلى صوت "لنفعل ذلك"، ويبدأ "يوم نعم" باكرا حيث الجميع مستعد لهذه الساعات الثمينة؛ فليس هناك قوانين ولا يمكن إضاعة الوقت هدرا.

ولم يكن لأليسون وكارلوس أن يتخيلا ما يريد أولادهما تحقيقه، حيث حدد أطفالهما 5 أهداف سيعلنوا عنها خلال اليوم، ومن ضمنها الذهاب لغسل السيارة؛ لكن ليس هذا هو الجزء الممتع، حيث فاجأهما الأطفال برغبتهم في المرور خلال ماكينة غسيل السيارات مع ترك نوافذ السيارة مفتوحة، وهذه البداية فقط.

يبدأ المرح؛ لكن بطبيعة الحال لا تجري الأمور عادة كما يخطط لها، ويتخلل يومهم المنتظر الكثير من التحديات؛ لكن يبدو أن أليسون متمسكة بتحقيق آمال أطفالها، رغم ما ستتعرض له من خسائر؛ إلا أنها ما تزال تقول "نعم" ولو على مضض.

وبجانب المكاسب العديدة لهذا اليوم، كان أثمن ما توصل له الأبناء هو معرفة أن قيود والديهم هي حقا نابعة من حرصهما عليهم، وليست مجرد فرض سيطرتهما، وأن أمهم ليست ستالين أو موسوليني.

تجربة ناجحة

وبعيدا عن الفيلم، أعلنت جينيفر غارنر أنها بالفعل تعطي أولادها "أيام نعم"، ووجدت أن الأمر ينعكس على الأسرة بأكملها، ونصحت الجميع أن يجربوا ولو مرة.

وفي محادثة مصورة لها مع السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، قالت غارنر إنها تستمتع مع أطفالها الثلاثة بـ"يوم نعم" منذ 9 سنوات.

وردت ميشيل أوباما مازحة أن بناتها قد كبرن وأصبحن هن من يقلن "لا"، ولذلك هي من تريد أن تحظى بـ"يوم نعم" حيث يحقق لها أولادها ما تريد هي وزوجها الرئيس السابق باراك أوباما.

الفيلم من كتابة جاستن مالين، وإخراج ميغيل أرتيتا، ومقتبس من كتاب الأطفال "يوم نعم" للكاتبة إيمي كروس روزنثال، والرسام توم ليشتنولد، والذي تم نشره في الأصل عام 2009.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية