بعد عامين على منعه.. فيلم "مدينة الأكاذيب" يعود للعرض لكشف الحقيقية وراء مقتل مغنٍّ شهير

أنتج الفيلم عام 2018، لكن مُنع عرضه بزعم "سلوك جوني ديب السيئ"، حيث كان يحاكَم في هذه الأثناء بتهمة الاعتداء على مدير موقع تصوير الفيلم، ولضغوط شرطة لوس أنجلوس.

⁨جوني ديب بدور المحقق راسل بول في فيلم "مدينة الأكاذيب" (مواقع التواصل)

"كل مجتمع يحصل على المجرم الذي يستحقه"، هذا ما قاله وزير العدل الأميركي الأسبق روبرت كينيدي شقيق الرئيس جون كينيدي، وهو ما يؤكده فيلم "مدينة الأكاذيب" (City Of Lied) من بطولة جوني ديب الذي يكشف الحقيقة وراء مقتل مغني الراب الشهير كريستوفر والاس عام 1997.

ظلت قضية مقتل والاس -المعروف أيضا بالأسماء بيغي سمولز، نوتوريوس، بي. آي. جي- لغزا حتى بعد 18 عاما من مقتله، ولم يستطع أحد أن يجزم بالسبب وراء مقتله؛ هل كانت جريمة عنصرية، أم حربا تنافسية بينه وبين مغني الراب توباك شاكور الذي اغتيل أيضا قبله، أم حرب عصابات؟

ويربط "مدينة الأكاذيب" بين مجموعة من الأحداث وقعت في هذه الفترة، ويثير شكوكا بأن هناك مؤامرة كبرى خلف ما حدث، وهي أن الجريمة لم يستحِل حلها، ولكن تم التستر عليها.

أشعل شرارة الغضب

بدأت أحداث الفيلم بعرض مشاجرة بين سائقين أحدهما أبيض والآخر أسود، بعد 9 أيام فقط من مقتل والاس، وبعد تهديدات متبادلة بينهما، أطلق الأبيض النار على الآخر وقتله، ويتضح فيما بعد أنهما كانا شرطيين.

وهنا استدعت الشرطة المحقق راسل بول (جوني ديب) للتحقيق في مقتل الشرطي فرانك ليغا. وصف بول هذه الجريمة بأنها "أول باب للمتاهة"، حيث سيتمكن فيما بعد من أن يربط بينها وبين قضية قتل والاس وشاكور، وأن شيئا كبيرا وراء هذه الجرائم، وليس مجرد العنصرية أو الاحتيال.

وبعد سنوات من التحقيق، يتضح أن العائق الأكبر أمام كشف الحقيقة ليس مدى براعة مرتكبيها في إخفائها، لكن المشتبه بهم الكبار في الوقوف وراءها؛ وهم ضباط شرطة لوس أنجلوس الذين تورط بعضهم في قضايا العمل لدى عصابات ارتكبت جرائم قتل واتجار بالأسلحة والمخدرات.

وعندما حاول المحقق بول أن يواجه أحد أفراد الشرطة الذي كان يعمل ضمن عصابة يشتبه في تورطها بمقتل والاس، قال الشرطي: "ليس هناك قانون، لا يوجد أبدا أي شيء يمكنه قهر الطبيعة البشرية، فهناك الكثير من الإغراءات، وقوات النظام مكونة من الشرطة، والشرطي ليس سوى رجل".

وبعد ما واجهه بول من معارضة رؤسائه في العمل وتجاهل تحقيقاته، اضطر أن يقدم شكوى ضد شرطة لوس أنجلوس، لينتهي به الأمر مطرودا من عمله ويواجه اتهامات بالخيانة من زملائه الذين لم يكفوا عن إهانته والتشهير به، وتدهورت علاقاته كلها حتى بأسرته.

مهووس بالحقيقة

تظهر مذيعة الأخبار وهي تقول "من قتل مغني الراب بي. آي. جي؟ هل كان عناصر شرطة لوس أنجلوس مشتركين؟ لغز لم يتم حله لمدة 18 عاما"، فبعد مرور 18 عاما على ما حدث، لا تزال الأسئلة تطرح لأن الحقيقة لم تكشف.

بعد مرور كل هذه السنوات، ينتقل الفيلم إلى بيت بول الذي يظهر بنفس إصراره على كشف الحقيقة حتى بعد طرده من عمله، ويظهر بيته مليئا بالصور المعلقة والأدلة، ويبدو وكأن التحقيق لا يزال ساريا، ويصف نفسه بأنه "مهووس بالحقيقة، هذا هو مرضي".

ولاحقا بعد سعي بول والصحفي داريوس جاكسون مجددا لإعادة كشف الحقيقة، تظهر المزيد من الأدلة، ولكن كما قال بول "جريمة قتل مثل هذه لا تترك دون حل، إلا إذا لم ترغب الشرطة في حلها"، فلم تعد القضية تحتاج المزيد من الأدلة حتى يتم حلها، وكل ما تحتاجه هو بعض الشفافية ورغبة السلطة في تحقيق العدل.

الحقيقة أم إفلاس المدينة؟

يكشف بول لاحقا أن أحد أسباب تجاهل الشرطة للقضية هي عدم قدرتها على تحمل المزيد من الدعاية السيئة، ولا سيما أن مقتل والاس جاء بعد 5 سنوات فقط من الحادثة الشهيرة لاعتداء الشرطة بوحشية على المواطن الأسود رودني كينغ، والذي تسبب موته في اندلاع أسوأ موجة عنف في تاريخ لوس أنجلوس.

وفي حال تم إثبات تورط شرطة لوس أنجلوس في قتل والاس، فإن الدعوى القضائية ضدها "لن تضر فقط بالشرطة، بل ستؤدي إلى إفلاس المدينة"، كما قال والاس.

ويشير الفيلم في ختامه إلى أن أكثر من نصف جرائم القتل من الضحايا السود لا تزال بلا حل، فكما قال بول "رجل أبيض يطلق النار ويقتل رجلا أسود، خطأ من يكون؟".

عامان من المنع

أنتج الفيلم عام 2018، ولكن تم منع عرضه بزعم "سلوك جوني ديب السيئ"، حيث كان يحاكم في هذه الأثناء بتهمة الاعتداء على مدير موقع تصوير الفيلم، لكن -وفقا لصحيفة "ديلي ميل" (Daily Mail)- كان السبب وراء إقصاء الفيلم هو "ضغوط شرطة لوس أنجلوس لأنها كانت خائفة"، ولكنه عاد للعرض في 19 مارس/آذار الجاري.

ونشر ديب عبر حسابه في موقع إنستغرام صورة للفيلم، وتوجه بالشكر إلى عائلتي والاس وبول لسماحهما برواية هذه القصة المهمة في الوقت المناسب، وقال إن "الحقيقة طائر نادر، وهذا سبب إضافي للبحث عنها".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية