من كان وفينيسيا.. أهم الأفلام المعروضة في مهرجان الجونة المثير للجدل

في السنوات الأخيرة وبعد إلغاء كل من مهرجان دبي السينمائي ومهرجان أبو ظبي -أكبر مهرجانين سينمائيين ضخا أموالا- أصبح المجال مفتوحا للمنافسة فقط بين مهرجان الجونة السينمائي ومهرجان القاهرة السينمائي.

صورة أرشيفية لافتتاح الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي العام الماضي (مواقع التواصل الاجتماعي)

لم يمنع حريق محدود نشب ظهر أمس الأربعاء انطلاق فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في مصر. وأكدت إدارة المهرجان عقده بمدينة الجونة في موعده الذي يبدأ اليوم الخميس.

ويعقد المهرجان هذه المرة دون فيلم افتتاح، وربما هذا قرار أكثر اتساقًا مع طبيعة المهرجان الذي لا يحضر حفلة افتتاحه سوى كبار النجوم المصريين الذين لا يهتمون بمشاهدة فيلم في الحقيقة بعد الحفل ويظل فيلمًا لم يحضره أحد.

لكن عروض الأفلام الفعلية للمهرجان ستبدأ اعتبارا من اليوم التالي، إذ يحفل برنامج المهرجان بعدد كبير من أهم الأفلام العالمية التي يتوقع أن تشاهد بحماس من قبل النقاد والصحفيين وقلة قليلة من النجوم المدعوين الذين لا يحضرون سوى العروض الأولى للأفلام العربية في اتفاق غير معلن.

"الوفد الفرنسي" وبعض من أهم النجوم:

يفخر مهرجان الجونة بعرضه فيلم "الوفد الفرنسي" (The French Dispatch) إخراج ويس أندرسون وبطولة عدد كبير للغاية من النجوم، منهم تيموثي شالامي، وأدريان برودي، وتيلدا سوينتون، وبيل مواري، وغيرهم.

تنقسم أحداث الفيلم إلى 3 خطوط درامية، وتدور بشكل أساسي في المكتب الأجنبي الفرنسي لإحدى الصحف الخيالية في كانساس، وكان من المفترض عرض الفيلم في مهرجان كانْ السينمائي بدورة 2020 التي ألغيت نتيجة لفيروس كورونا المستجد، ليعرض في الدورة التالية عام 2021، وسيتم عرضه بصورة تجارية يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وحقق الفيلم حتى الآن معدل 82% على موقع الطماطم الفاسدة (Rotten Tomatoes)، حيث أشاد النقاد بالجو العام، وخفة الظل والحيوية التي تسود الفيلم وباقي أفلام المخرج الذي يعتبر من الأشهر في العالم.

يخسر السعفة ويفوز بالأسد الذهبي

تتسابق الإدارات الفنية للمهرجانات على استقطاب الأفلام الفائزة بالجوائز الكبرى، على رأسها السعفة الذهبية من مهرجان كان بالطبع، والتي حصل عليها مهرجان الجونة في السنوات الماضية، ولكن هذا العام خسر فيلم "تيتان" (Titan) ولن يعرض ضمن فعالياته، غير أنه حصل من المهرجان على عدة أعمال من المسابقة الرسمية، وكذلك فيلم "الحجرة رقم 6" (Compartment No.6) الحائز على الجائزة الكبرى، وفيلم "ريش" للمخرج المصري عمر زهيري الحاصل على جائزة أسبوع النقاد والفيبرسي، وفيلم "مورينا" (Murina) الفائز بالكاميرا الذهبية، وفيلم "ملعب" (Playground) الفائز بجائزة الفيبرسي لقسم "إن سيرتن ريجارد"، وفيلم "أسوأ شخص في العالم" (The Worst Person in the World) الفائز بجائزة أفضل ممثلة، وفيلم "نيترام" (Nitram) الفائز بجائزة أفضل ممثل، وفيلم "فك القبضات" (Unclenching the Fists) الفائز بجائزة "إن سيرتن ريجارد".

وكان مهرجان الجونة أكثر حظًا من مهرجان فينيسيا السينمائي هذا العالم، الذي جرت فعالياته قبل الجونة بوقت كاف لاستقطاب أفلامه، بعد تأجيل الموعد المعتاد للجونة من سبتمبر/أيلول إلى منتصف أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مما يعطي الفرصة لانتهاء مهرجان البندقية الشهير، وحصل منه على الفيلم الحائز على جائزة الأسد الذهبي وهو "يحدث" (Happening) للمخرجة أودري ديوان، والفيلم الفائز بجائزة هورايزون "الرجل الكفيف الذي لا يريد أن يرى تيتانيك" (The Blind Man Who Did Not Want to See Titanic) وفيلم "مبنى أبيض" (White Building) الحائز على جائزة أفضل ممثل.

في حين أن نصيب مهرجان برلين كان الأقل من باقي المهرجانات، إذ حصل الجونة منه على الفيلم الحائز على الدب الفضي "ضوء طبيعي" (Natural Light).

مهرجان البحر الأحمر والمنافسة السعودية

في السنوات الأخيرة وبعد إلغاء كل من مهرجان دبي السينمائي ومهرجان أبو ظبي -أكبر مهرجانين سينمائيين ضخا أموالا- أصبح المجال مفتوحًا للمنافسة فقط بين كل من مهرجان الجونة السينمائي ومهرجان القاهرة السينمائي، حيث يتنافس كل منهما للحصول على أهم الأفلام، وهو سباق بين سلطة المال من الجونة، وسلطة السمعة والشهرة الواسعة التي يحظى بها مهرجان القاهرة الأعرق في المنطقة.

ولكن منطقة التوازن هذه أخل بها دخول مهرجان ثالث إلى منطقة الشرق الأوسط وهو "مهرجان البحر الأحمر" في المملكة العربية السعودية، الذي ألغيت دورته الأولى العام الماضي نتيجة لجائحة فيروس كورونا وستقام دورته هذا العام بعد انتهاء دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مباشرة، ونافس بالتأكيد على أهم الأفلام التي عُرضت خلال العام، حاملًا خلفه ميزانية ضخمة للغاية، تجعل مهرجان الجونة تبعًا لتصريحات رئيس المهرجان انتشال التميمي متواضعًا بجانبه.

وخلال السنوات القادمة ستظهر هذه المنافسة بشكل أكبر، خاصة مع دعم مهرجان البحر الأحمر لصناعة الأفلام العربية في مراحل ما قبل الإنتاج، أي أنه سيساهم في إنتاج أهم الأفلام العربية بالفعل، وبالتالي ستعرض خلال فعالياته، وستقاتل باقي المهرجانات للحصول حتى على الأفلام العربية.

المصدر : الجزيرة