"إحضار الأسد للعدالة".. فيلم وثائقي عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا

الناشط الحقوقي السوري أنور البني: الفيلم يتابع جهود القانونيين والناشطين والمنظمات لجمع الأدلة وتقديمها للمحاكم، وهذه الأدلة كافية لتدين بشار الأسد نفسه بالوثائق التي وقّعها.

A man looks at a gruesome collection of images of dead bodies taken by a photographer, who has been identified by the code name Caesar
الفيلم يحوي مشاهد من الصور التي سرّبها العسكري السوري المنشق "قيصر" لآلاف القتلى تحت التعذيب في سوريا (رويترز-أرشيف)

بدأت شركة "إسبرانزا برودكشين" (Esperanza Productions) منذ أيام قليلة عرض الفيلم الوثائقي "إحضار الأسد للعدالة" (BRINGING ASSAD TO JUSTICE) في العاصمة الألمانية برلين، حيث يرمي القائمون على العمل إلى توثيق الجرائم المرتكبة من قبل النظام السوري في السنوات العشر الماضية.

وتصف الشركة المنتجة عملها "تقديم بشار الأسد إلى العدالة" بأنه "القصة الرائعة للجهود المبذولة ضد الصعاب لجعل أحد أسوأ الأنظمة في عصرنا مسؤولًا عن جرائم بشعة لا مثيل لها منذ النازيين".

Bringing Assad To Justice from Esperanza Productions on Vimeo.

وفي نصها التقديمي على رابط عرض الفيلم، تقول الشركة إنه "لم يسبق في التاريخ أن جُمعت أدلة، رغم المخاطر الكبيرة، ضد أي نظام لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أكثر من نظام بشار الأسد في سوريا".

والفيلم من إخراج آن دالي ورونان تينان، ويعتمد الفيلم على مصادر عدة تدين النظام السوري وداعميه، من أهم هذه المصادر هيئة الأمم المتحدة والمحامون الدوليون ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة.

ويستعرض المقطع الترويجي للفيلم مشاهد من سجون ومعتقلات النظام السوري وتعرّض المعتقلين للضرب والتنكيل على يد قوات النظام، كما يحتوي على مشاهد من الصور التي سرّبها العسكري السوري المنشق "قيصر" لآلاف القتلى تحت التعذيب في سوريا.

وتضمن المقطع صورا للصحفيين الأجانب الذين قتلوا على يد قوات النظام، فضلا عن وثائق مكتوبة تحمل توقيع الأسد وقادة الفروع الأمنية خلال تعاطيها مع بداية الحراك السلمي في سوريا ربيع 2011.

*** للاستخدام الداخلي فقط *** فيلم "تقديم الأسد للعدالة".. فيلم وثائقي عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا
فيلم "تقديم الأسد للعدالة" يفضح جرائم نظام الأسد من قصف بالبراميل المتفجرة واستخدام للكيماوي وتعذيب وقتل تحت التعذيب وإخفاء قسري وتهجير (مواقع التواصل)

وثائق وأدلة

وقال المحامي والناشط الحقوقي السوري أنور البني -وهو أحد المشاركين في العمل- إن الفيلم يتابع جهود القانونيين والناشطين والمنظمات لجمع الأدلة وتقديمها للمحاكم، وسلوك الطرق التي تمكّنهم من بدء فتح ملفات هذه المحاكمات، ويبيّن أن هذه المحاكمات وهذه الأدلة كافية لتدين بشار الأسد نفسه بالوثائق التي وقّعها.

وأضاف البني في حديث للجزيرة نت أن الفيلم يفضح كل الجرائم التي قام بها نظام الأسد من قصف بالبراميل المتفجرة واستخدام للكيماوي وتعذيب وقتل تحت التعذيب وإخفاء قسري وتهجير، "ومن ثم يسلّط الضوء على الجهود المبذولة من قبل الناشطين والمنظمات والمحامين الدوليين، لتكون هذه الأدلة مقنعة أمام المحاكم التي مكنتنا من فتح ملفات لملاحقة المجرمين والمتورطين الموجودين في أوروبا".

وكانت شركة "إسبرانزا برودكشين" قدمت فيلما وثائقيا آخر عن سوريا عام 2018 حمل اسم "الثورة المستحيلة" (The Impossible Revolution)، ورصد الفيلم حينئذ تسلسل الأحداث السياسية في سوريا منذ بداية حكم رئيس النظام السابق حافظ الأسد حتى سقوط مدينة حلب بيد النظام السوري نهاية العام 2016، وتهجير معظم سكان الأحياء الشرقية.

وثائقيات تحصد الجوائز

ونجح مخرجون ومصورون صحفيون سوريون وأجانب بتقديم أعمال توثيقية عدة تناولت مسار الثورة السورية، والتركيز على المعاناة الإنسانية للشعب السوري في أثناء الحرب التي شنّها النظام على معارضيه.

وحققت بعض الأعمال انتشارا واسعا، وشاركت في مهرجانات عالمية واستحقت جوائز عالمية، من أبرزها "آخر الرجال في حلب" الذي حمل توقيع المخرج السوري فراس فياض، وتناول تضحيات عناصر الدفاع المدني السوري وبطولاتهم في إنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض في حلب، إذ حصل الفيلم عام 2018 في مدينة نيويورك الأميركية على جائزة "إيمي" عن فئة "أفضل فيلم وثائقي عن الأحداث الجارية".

كما حصد الفيلم السوري "إلى سما" للمخرجة السورية وعد الخطيب جائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام "بافتا" لأفضل فيلم وثائقي عام 2020، والفيلم يسلط الضوء على حياة شابة سورية في حلب خلال الحصار الذي فرضه النظام السوري على المدينة الخارجة عن سيطرته.

المصدر : الجزيرة