ما وراء الشهرة الطاغية للفرق الغنائية الكورية

تذهب غالبية أرباح الفرق الغنائية الكورية للوكالات المحتكرة للموهوبين (مواقع التواصل الاجتماعي)

حققت الفرق الكورية الشهرة والنجاح محليا وعالميا، وربما ستبهرك شهرتهم ولكنْ هناك جانب مظلم وراء كل هذا النجاح، إذ تتعرض الفرق الغنائية الكورية والمعروفة باسم "كي بوب" (K-Pop) للاستغلال من وكالات الإنتاج بسبب عقود الاستعباد، وهي ظاهرة كورية بحتة يستفيد من خلالها مديرو الوكالات من المواهب الصغيرة بعد تدريبهم لمدة طويلة في معسكرات التدريب واحتكار حياتهم كاملة للعمل فقط.

يعيش نجوم الفرق الغنائية الكورية ظروفا معيشية صعبة وجداول زمنية صارمة، وفقا لـتقرير للمركز الدولي للدفاع والأمن.

وقد يرى البعض أن الشهرة والثروة تستحقان كل هذا العناء، لكن الحقيقة هي أن هؤلاء النجوم نادرا ما يحصلون على الثروة، حتى لو كان الفنان محظوظا بما يكفي بوجوده في فرقة مشهورة، فلن يرى سوى جزء ضئيل من الأموال التي تجنيها الفرقة، لأن الغالبية العظمى من الأرباح تذهب مباشرة إلى خزائن الوكالة.

موجة الكي بوب الكورية

نشأت ثقافة "كي بوب" في كوريا الجنوبية، وانتشرت فيما بعد في اليابان، وتتألف من الموسيقى الشعبية الكورية ممزوجة بالبوب الغربي وأنواع الموسيقى الأخرى مثل الروك والهيب هوب والراب.

بدأت فكرة تشكيل فرق غناء بأنواع جديدة من الموسيقى التي لم تعهدها كوريا الجنوبية في التسعينيات، من ثم بدأ تشكيل الوكالات الفنية واكتشاف المواهب ومن ثم تدريبها وإطلاقها بعد فترة من التدريب القاسي، وذلك عن طريق إبرام عقود احتكار مشددة تسمى "عقود العبودية"، تبدأ رحلة الفنان بعد انتهاء فترة تدريبه، ويطلق عليه اسم محبوب الجماهير "آيدول" (Idol).

تتعاقد الوكالات مع الموهوبين عندما يكون المتدرب في سن 12-19 عاما (مواقع التواصل الاجتماعي)

شروط مجحفة

عقد العبودية هو اتفاق يوقعه الفنان لكي يصبح عضوا في فرقة ما ليصبح "آيدول"، وفي المقابل تصبح الشركة أو الوكالة مسؤولة عن كل شيء يخصه من وزنه وطعامه وملابسه وشعره، وحتى التحكم في حياته الشخصية كاختيار أصدقائه ومع من يتحدث، لتصبح حياته ملكها بالكامل وليس لدى الفنان أي فرصة للاعتراض، لأنه وقّع بإرادته على العقد الذي يعطيها الحق في كل هذا.

ووفقا لصحيفة "صن" (The Sun) البريطانية، تبحث الوكالات الترفيهية عن أشخاص ذوي مواهب، وتتعاقد معهم عندما يكون المتدرب في سن من 12 عاما وحتى 19 عاما. وكانت مدة العقود في البداية تصل إلى 15 عاما، ولكن بعد أن رفعت إحدى الفرق قضية على وكالتها، تم تخفيض مدة عقود العبودية إلى 7 سنوات.

ومن شروط العقد أن يسدد الفنان ما دفعته الشركة أثناء تدريبه، وهذا ما يؤخر الكثير من الفنانين في كسب المال، كما تمنعهم الوكالة من الدخول في أي علاقات عاطفية حتى سن 29 عاما.

الجحيم في حياة المتدربين

يقضي المتدربون أكثر من 12 ساعة يوميا في معسكرات تدريب صارمة حيث يتم تعليمهم الرقص والغناء، ويخضعون للاختبارات على أمل أن يتم قبولهم في الفرق الغنائية، وقد يستغرق الأمر عامين لتهيئة المتدرب حتى يصبح مستعدا للظهور على المسرح، ولا يتم ترسيم أو اختيار جميع المتدربين.

يعيش كل من المتدربين وفناني الكي ​​بوب في مهاجع (عنابر جماعية) حيث تتحكم وكالاتهم الإدارية في حياتهم من أجل الحفاظ على واجهة معينة أقرب للكمال، وتتم مراقبتهم 24 ساعة، كما يطلب منهم كتابة يومياتهم لتقرأها الوكالة.

يقضي المتدربون أكثر من 12 ساعة يوميا في معسكرات تدريب صارمة (مواقع التواصل الاجتماعي)

الوزن وشكل الجسم

يجب على الآيدول، ذكرا أو أنثى، أن يكون نحيفا للغاية حتى يتم أخذه في الاعتبار للتقدم إلى برامج المتدربين، وعليه الحفاظ على وزنه طول فترة العقد.

وذكرت إحدى الفنانات أن الوكالة طلبت منها أن تخسر 7 كيلوغرامات من وزنها في خلال أسبوع حتى يتم قبولها.

وقالت إنها لم تكن تتناول شيئا غير مكعبات الثلج، وصرحت أخرى أنها بعد انضمامها إلى الوكالة تتناول 300 سعرة في اليوم فقط حتى أصبحت تعاني من أمراض جسدية مثل الأنيميا والضعف، وهذه هي حال جميع "آيدولز"، مع قلة تناول الطعام والمجهود الكبير يتعرض الكثير منهم للأمراض ولا يسمح لهم بالحصول على فترة راحة، بل يتم الضغط عليهم للعمل حتى أثناء مرضهم.

أغلب أصحاب المواهب ينضمون لمجال الترفيه في سن صغيرة لينقذوا أهلهم من الفقر أو من أجل الشهرة والمال، وبعد عامين من التدريب يصدموا بأنهم لن يكسبوا الكثير من المال، ولا يمكن فسخ العقد إلا بعد سداد تكاليف التدريب، كما يصاب أغلب فنانين الكي بوب بالاكتئاب بسبب ضغوط الوكالة، كما يتعرضون للملاحقة طوال الوقت من جهات الإعلام، ويتعرض الكثير منهم للتنمر بسبب تدني جمالهم.

وذكر تقرير لموقع "ديبلومات" (The diplomat) أن هذه الظروف القاسية قد تؤدي للانتحار مثل ما حدث مع جونغهيون عضو شايني، وسولي عضوة "إف إكس"، وغو هارا عضوة فرقة كارا.

المصدر : مواقع إلكترونية