منها غرايز أناتومي.. 5 مسلسلات عالمية شهيرة تضمنت أخطاء طبية لا يمكن تجاهلها

"غرايز أناتومي" أحد أفضل الأعمال الدرامية الطبية في التاريخ لكنه تضمن أخطاء طبية كبيرة
"غرايز أناتومي" أحد أفضل الأعمال الدرامية الطبية في التاريخ لكنه تضمن أخطاء طبية كبيرة (غيتي إيميجز)

لطالما عرفت سينما بوليود بالمبالغات الدرامية التي تظهر في أعمالها مما نتج عنه سخرية المشاهدين وعدم تصديقهم لما يرونه، إلا أن المتابع الجيد لها سيدرك كيف لاقت تطورا نوعيا وفنيا خلال العقدين الآخرين جعل لها مريدين يبشرون بدراما بوليود المختلفة والأكثر معاصرة.

لكن يبدو أن صناع السينما الهندية -وإن كانوا يملكون القدرة على تحسينها ومقاربتها من معايير السوق الفنية العالمية- لا يزالون لا يتحرون الدقة، متجاهلين ما تفعله منصات التواصل الاجتماعي بمن يرتكبون الأخطاء مهما بدت صغيرة، والدليل ما جرى قبل يومين.

فبسبب خطأ طبي جرى بإحدى حلقات المسلسل البنغالي الرومانسي "كريشنوكولي" (Krishnakoli)، انقلبت منصات التواصل وتداول روادها عشرات التغريدات والمنشورات الساخرة، بعدما ظهر بأحد مشاهده طبيب في وحدة العناية المركزة يحاول إنقاذ مريض على وشك الموت مستخدما زوجا من أدوات تنظيف الحمام كمزيل لرجفان القلب.

هذا الخطأ بقدر طرافته فإنه يظل غير مهني على الإطلاق، وببعض البحث والتدقيق يمكن اكتشاف أنه حتى صناع الدراما في هوليود يرتكبون أخطاء طبية مشابهة وإن لم يكتشفها الكثيرون.

الدراما الأميركية تخطئ أيضا

ففي إحدى حلقات المسلسل الأميركي "24" المنتمي لفئة الأكشن والحائز على جائزتي غولدن غلوب وتقييم جماهيري بلغ 8.3 وفقا لموقع "آي إم دي بي" (IMDb) الفني، ظهرت امرأة من المفترض أنها تحقن بـ5 ملم من عقار البروبوفول.

وببعض التركيز يسهل ملاحظة أن الحقنة تحتوي على 8 ملم وليس 5 ملم كما هو مذكور في الحوار، وأن السائل الموجود داخلها شفاف، علما بأن البروفوبول لونه الحقيقي أبيض. لكن الخطأ الطبي الأكبر هو كون مؤخرة العنق لا تحتوي على وريد يصلح للحقن وإنما عضلة!

هذه الأخطاء وإن كانت تتطلب أشخاصا على دراية بتلك المعلومات الطبية لاكتشافها، إلا أنها لا تنفي حقيقة كون صناع العمل مارسوا قدرا من الاستسهال مراهنين على جهل المتفرجين.

أما مسلسل الدراما التشويقية الأميركية "الرهائن" (Hostages)، فظهر بإحدى حلقاته رئيس الولايات المتحدة وهو يجري جراحة لإزالة ورم بالرئة، فإذا به وقد وُضع له الأنبوب القصبي بتجويف أحادي بدلا من أنبوب مزدوج التجويف، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتسبب بضرر أكبر للرئة لا علاجها.

من الأخطاء التي لا تغتفر أيضا والتي كانت من نصيب المسلسل الطبي الشهير "إي آر" (ER) وظهرت خلال مواسمه الأولى، هو إجراء أحد الأطباء إنعاشا قلبيا لمريض واع، بل يجري حديثا مع من حوله!

الدراما الطبية الأطول بتاريخ التلفزيون

بالانتهاء من الموسم السادس عشر من مسلسل "غرايز أناتومي" (Grey’s Anatomy) يصبح العمل أطول دراما طبية في تاريخ التلفزيون، ليس هذا فحسب وإنما يعتبر كذلك طفرة بعالم الدراما الرائدة حيث استطاعت كاتبته شوندا ريميس الحفاظ على شعبيته طوال كل تلك السنوات، خاصة مع الحوادث المأساوية التي جرت لأبطاله والدراما الاجتماعية التي تميز بها العمل.

وبالرغم من أن "غرايز أناتومي" لا يزال أحد أفضل الأعمال الدرامية الطبية في التاريخ، فإن المسلسل احتوى على بعض الأخطاء التي لا يمكن التغاضي عنها.

مصطلحات مغلوطة

من المفترض أن يكون الأطباء على دراية بالمصطلحات الطبية، لذا الخطأ الذي وقعت فيه الدكتورة أريزونا روبنز بإحدى حلقات الموسم العاشر لا يمكن تجاوزه أو التقليل من شأنه. إذ أعلنت عن إصابة أحد الأطفال بمرض "الصدفية"، وهو مرض يصيب فروة الرأس، وعلى ذلك فإن المريض قدّم كشخص يعاني من آلام بالمعدة الناجمة عن فشل الكبد.

أخطاء طبية فادحة

وفي حين أن الخطأ بالمصطلحات قد يبدو أمرا مفهوما أو من المحتمل الوقوع فيه، يظل تجاهل العلوم الأساسية أمرا غير مقبول من صناع العمل.

ففي إحدى الحلقات وصلت إلى المستشفى امرأة مع شوكة مغروسة في رقبتها، وبالرغم من أن تلك الحالة ربما تدفع الأطباء للاختلاف حول الطريقة الأنسب للتعامل معها، فبينما قد يقرر أحدهم سحب الشوكة على الفور، ربما يرغب آخرون بالعمل حولها، فإن الدكتور "ديريك شيبرد" كان له نهج آخر.

فقد فضل شبيرد إجراء رنين مغناطيسي، وهو الذي من شأنه أن يكون قويا لدرجة قد يتسبب بقلقلة الشوكة وبالتالي إحداث َأضرار لا يحمد عقباها، مما يجعل القرار غير موفق، والأهم غير متوقع صدوره عن أحد أهم أطباء الأعصاب على الإطلاق.

السر في التفاصيل

لم يتوقف الأمر عند المصطلحات المغلوطة أو الأخطاء الطبية، وإنما امتد ليشمل التفاصيل أيضا، فعلى سبيل المثال ورغم أن على الجراحين تنظيف أياديهم تنظيفا دقيقا قبل إجراء العمليات الجراحية تجنبا لنقل العدوى، فإن الجمهور شاهد الدكتور "جاكسون إيفري" في الموسم الثاني عشر يعقد ذراعيه ويضعها على ساعديه بعد أن أجرى تعقيمه، وهو أمر مرفوض طبيا لأن يديه هكذا ستكون قد تلوثت من جديد.

تفصيلة أخرى خاطئة تكررت على مدى العمل أكثر من مرة، حيث ظهرت الجراحات مرتديات للمجوهرات أثناء العمليات الجراحية، وهو شيء مرفوض أيضا ومضاد للبروتوكول الطبي في ما يتعلق بتوفير بيئة آمنة ومعقمة للعمل من خلالها.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية