المسلسلات الأضعف في تاريخهم.. دراما رمضان قد تكتب نهاية نجوم الكوميديا

عادل إمام من مسلسل فلانتينو
عادل إمام فقد سحره هذا العام بنص ضعيف من أيمن بهجت قمر (مواقع التواصل)

إيمان محمد

تسببت النكات المكررة و"الإسكيتشات" القديمة في تراجع الأعمال الكوميدية في الموسم الرمضاني الحالي، لا سيما مع غياب النص الجيد وكوميديا الموقف، وفتح المجال لأسماء بعينها من المقربين لشركات الإنتاج الكبرى التي أحكمت قبضتها على مجال الدراما الرمضانية مثل "سينرجي"، فجاءت النتيجة واضحة، وتمثلت في تراجع جودة المسلسلات الكوميدية هذا العام، حتى بات انتزاع الضحك من الجمهور أمرا شبه مستحيل.

عادل إمام.. الزعيم الغائب
جاء "فالنتينو" استغلالا لاسم الفنان الكبير عادل إمام وجماهيريته العريضة، حتى وإن أصبح الإرهاق واضحا في أدائه التمثيلي، نظرا لمرحلته العمرية وللأزمات الصحية التي مر بها أثناء التصوير، وهو الأمر الذي جعل ابنه رامي إمام مخرج المسلسل يعطي مساحات أكبر لباقي الأبطال المشاركين في المسلسل مثل حمدي الميرغني ودلال عبد العزيز.

يعتبر عادل إمام هو نجم شركة سينرجي المدلل، حتى أنه الوحيد الذي لم ينخفض أجره مثل باقي نجوم الدراما.

ورغم اعتياد عادل إمام في السنوات الماضية أن يكون أهم منافس في الكوميديا وإن ظهر عشرات الممثلين الكوميديين في مصر والوطن العربي، فإنه هذا العام قد واجه إخفاقا ملحوظا، فلم يحقق نجاحا يضاهي مسلسله الأخير "عوالم خفية" الذي عرض في رمضان قبل الماضي.

لكن تعاون عادل إمام مع السيناريست أيمن بهجت قمر، جعل العمل خاليا من أي "أفيهات" جديدة وطازجة، فالفقر في الكتابة والإجهاد الواضح على بطل العمل الذي لم يكن في لياقته المعتادة من أهم الأسباب التي جعلت المسلسل هو الأضعف في مشوار عادل إمام الفني، رغم محاولاته الاستعانة ببعض زملائه الذين حقق معهم نجاحات من قبل، مثل سمير صبري الذي سبق أن قدم معه أعمالا سينمائية حققت نجاحا كبيرا، حتى أنه ألقى "الأفيهات" نفسها التي جمعت بينهما في الماضي، لكن يبدو أن هذه الحيلة لم تفلح مع الجمهور.

"إسكتشات" مسرح مصر
"إسكتشات" ارتجالية هي الوصف الأدق لمسلسل "عمر ودياب" الذي استغل صناعه اسم المطرب عمرو دياب لجذب الجمهور، فالعمل افتقر للسيناريو، فلا قصة ولا أحداث، حيث لجأ المؤلفان فاروق هاشم ومصطفى عمر لقالب سهل، عبارة عن شابين في ضائقة مالية ويضطران لممارسة أعمال متعددة فيفشلون في كل مرة.

وبالطبع الاعتماد الأساسي على ارتجال علي ربيع ومصطفى خاطر أبطال العمل، فالثنائي اعتادا من خلال تجربة مسرح مصر على تقديم كوميديا لا تحمل أى خط درامي أو قصة وهذا النوع قد يناسب المسرح لكنه لا ينجح في الدراما.

لكن العمل لا يناقش موضوعا وإنما تم تفصيله ليناسب علي ربيع ومصطفى خاطر. وتسبب الارتجال وإضافة الأفيهات والرد عليها، في أن يصبح العمل مفككا بلا هوية واعتماده على كوميديا "الأفيهات" اللحظية دون الاهتمام بالمواقف والأحداث الكوميدية.

رجالة البيت
لم يختلف مسلسل "رجالة البيت" كثيرا عن "عمر ودياب" حتى مع وجود نجوم كوميديا جيدين مثل عارفة عبد الرسول وبيومي فؤاد، لم يحسن من صورة بطلي العمل، ومعهم الممثلة "ويزو" التي حققت شهرتها من مسرح مصر، وكشف أداؤها التمثيلي الضعيف في المسلسل عن عدم قدرتها على تقديم أدوار بطولة في الدراما.

كررت "ويزو" طريقتها والشخصية الوحيدة التي تملك أداءها، مستغلة وزنها الزائد في افتعال المواقف التي ظن صناع العمل أنها كوميدية، وفى المجمل وصف الجمهور عبر مواقع التواصل المسلسل بثقل ظل أبطاله، خاصة أن العديد من "الأفيهات" مكررة ومقتبسة من مواقع التواصل، حيث يتابعها الجمهور بشكل مستمر ويساهمون في ابتكارها، ويعتبر من أهم عناصر ضعف العمل هو الكتابة للسيناريست أيمن وتار.

"العدل غروب".. الحصان الرابح
ولأن احتكار السوق وهيمنة شركة "سينرجي" لصاحبها تامر مرسي -المقرب من الجهات السيادية في مصر- على السوق منذ العام الماضي، أضر كثيرا بجودة الأعمال، فنجد على العكس تماما أن مسلسل "100 وش" من إنتاج شركة "العدل غروب" استطاع أن يتصدر الأعمال الكوميدية ويحقق النجاح الأكبر رغم تصنيفه كعمل جريمة ودراما في الأساس، كما أن صناعه لا يصنفون كصناع أعمال كوميدية بداية من الكتاب عمرو الدالي وأحمد وائل وحتى المخرجة كاملة أبو ذكري والأبطال نيللي كريم وآسر ياسين.

لكن توليفة العمل المتكاملة من موسيقى وديكور ومونتاج وإضاءة وتصوير والتمثيل جعل المسلسل يعوض الجمهور عن غياب نجوم الكوميديا في مصر.

المصدر : الجزيرة