"كما مات وطن".. عمل درامي يحصد ملايين المشاهدات ويلهب الشارع العراقي

إياد راضي كما مات وطن
الشارع العراقي أشاد بالعمل وبالأداء الذي قدمه الفنان إياد راضي (مواقع التواصل)

 الجزيرة نت-بغداد

أثار المسلسل الدرامي العراقي "كما مات وطن" تفاعلا غير مسبوق في الأوساط العراقية وتابعه ملايين المشاهدين، وذلك بعد أن قدم تجسيدا لافتا للواقع والقصص الموجعة التي عاشها المتظاهرون في ساحة التحرير ببغداد وساحات الاحتجاج في باقي المدن.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحملة واسعة وردود أفعال كبيرة منذ عدة أيام وهي تشيد بهذا العمل والأداء الذي قدمه بطل المسلسل الفنان إياد راضي.

وازدادت الحملة مع عرض الحلقة على شاشة التلفزيون قصصا من واقع المظاهرات، وما تعرض له المحتجون من قمع عنيف خلف مئات القتلى وآلاف الجرحى.

وكان التفاعل -الذي حظي به العمل الفني بعد عرض الحلقة التي حملت عنوان "طابق 15"- قد أنعش ذكريات الشباب، ودعا مغردون إلى ضرورة أن يترجم هذا العمل إلى اللغة الإنجليزية، لإيصال رسالة الاحتجاج العراقي وما حصل من أحداث إلى العالم.

وتداول ناشطون صورا لضحايا الاحتجاجات العراقية، واستذكروا مواقفهم وحياتهم، فيما نشر ذووهم ردود أفعالهم وهم يشاهدون العمل الفني بحزن وخيبة.

واعتبر المشاهدون أن تسليط الضوء على الاحتجاجات العراقية في الدراما كان مفاجئا، لكنه وثق ما حصل بطريقة مأساوية وحزينة، وهو في الوقت ذاته رسالة مؤلمة إلى العالم.

لكن ذلك لم يمنع من توجيه النقد للدراما وما تناولته من مواضيع لم يندمج معها المشاهد العراقي طوال السنوات الماضية، والتي على الرغم من الأموال الطائلة التي صرفت عليها فإنها لم توصل رسالتها، في وقت ظهرت فيه دراما مختلفة غيرت نظرة الناس بعد تسليطها الضوء على أهم حدث وهو الاحتجاجات، بحسب آراء متابعين ومدونين.

محاكمة المتهمين
بالمقابل، دعا مغردون إلى محاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين واختطاف الناشطين، ودعوا نقابة المحامين في العراق للمساعدة في إعادة حقوق الضحايا ومحاسبة كل من كان سببا في قتل الشباب المنتفضين.

وخيّم الحزن على ردود الأفعال بشكل واضح، فيما اكتسحت صور أبطال العمل الفني مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعيدت مقاطع فيديو للعمل وانتشرت مقتطفات هائلة منه، فيما ظهرت الدعوة للاستمرار بالتظاهر إكراما للضحايا وتحقيق المطالب التي خرجوا من أجلها.

وبالتزامن مع عرض الحلقة التي أثارت مشاعر العراقيين شهدت ساحات المظاهرات عودة للاحتجاجات في عدة محافظات، ورفع المطالب نفسها من جديد على الرغم من الحظر الصحي الوقائي من فيروس كورونا.

وشهدت البصرة وواسط مواجهات طاحنة بين متظاهرين وقوات الأمن سقط فيها عدد من المتظاهرين، فيما شهدت الناصرية ساعات طويلة من التوتر، وارتفعت المراهنات على عودة قوية للتصعيد، لكن الأمور هدأت قليلا بعد إجراءات حكومية بنقل عدد من قيادات أمنية لتخفيف التوتر.

وشهد العراق في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019 مظاهرات شعبية عنيفة قادها الشباب من مختلف المحافظات العراقية، احتجاجا على الفساد والمطالبة بإصلاح أوضاع البلاد، والتي حملت شعار "نريد وطنا".

وبحسب مصدر من مفوضية حقوق الإنسان، فقد بلغ  عدد القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات 555 قتيلا، فيما بلغ عدد المصابين 24 ألفا و656 مصابا في عموم المحافظات العراقية.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي