"النهاية".. مؤلف أول مسلسل خيال علمي مصري ينفي اقتباسه

مسلسل "النهاية" (مواقع التواصل)
مسلسل "النهاية" بمثابة تحول نوعي في الدراما المصرية (مواقع التواصل)

حسام فهمي

منذ بداية عرض إعلانه الدعائي، جذب المسلسل المصري "النهاية" الأنظار إليه بسبب جودة المؤثرات البصرية أولا، واختلاف وتفرّد موضوعه ثانيا، إذ تدور أحداث المسلسل في المستقبل، حيث نرى مركبات فضائية طائرة في شوارع القاهرة. وهكذا منذ البداية وضع المسلسل نفسه في تصنيف جديد لا ينافسه فيه أي مسلسل عربي آخر.

تدور أحداث المسلسل حول مهندس يحاول محاربة الآلات في مواجهة آلة تحمل نفس ملامحه تؤمن بأن خلاص الأرض في التخلص من البشر. يقوم ببطولته الممثل المصري يوسف الشريف، في استئناف لسلسلة أعمال التشويق التي تتميز بأجواء مختلفة بدأها الشريف في مسلسل "الصياد" مرورا بمسلسل "كفر دلهاب"، وأخيرا نصل إلى الفانتازيا والخيال العلمي في مسلسل "النهاية".

لكن يبقى السؤال الذي يثير أذهان الجماهير منذ عرض الإعلان الدعائي، هل ما نشاهده محتوى أصيل أم مقتبس أو متأثر بأعمال أجنبية تدور في نفس الأجواء عن الصراع بين الآلات والبشر؟

 

المؤلف والاقتباس
وقع الجدل الأكبر بعد تصريحين على لسان مؤلف المسلسل عمرو سمير عاطف، وهو الرجل الذي شكل ثنائية فنية ناجحة مع يوسف الشريف في أعماله الرمضانية الأخيرة. ففي التصريح الأول نفى المؤلف أن يكون هناك مشهد أو فكرة أو شخصية أو حتى جملة في المسلسل كله مقتبسة من عمل أجنبي آخر، وخص بالذكر فيلم "أوبليفيون" من بطولة توم كروز وفيلم "جيمني مان" من بطولة ويل سميث.

أما التصريح الثاني فقد تعرض بسببه المؤلف عاطف لهجوم شديد، مما دفعه في النهاية إلى حذفه من على صفحته على موقع فيسبوك، وفيه أصر على نفي ادعاءات أن المسلسل مأخوذ من عمل أجنبي آخر، بل إنه لم يكتف بالتأكيد أن العمل أصلي بنسبة 100%، وإنما انتقد أيضا وبحدة من يدعي غير ذلك.

‪‬ يوسف الشريف بطل مسلسل
‪‬ يوسف الشريف بطل مسلسل "النهاية"(مواقع التواصل)

استحالة الأصالة
المشكلة الأكبر في تصريح المؤلف أن النوع الفني المنتمي إليه هذا المسلسل نوع غربي بشكل مكتمل، فسينما المستقبل، وسينما الديستوبيا (عالم خيالي عن أرض الشرور والمفاسد)، وسينما الذكاء الاصطناعي، كلها أنواع فيلمية بدأت في أميركا وأوروبا، ومن ثم يستحيل وضع تصور أصيل كليا وغير متأثر بما تم اختراعه بالفعل.

بداية، من شكل المركبات الفضائية سيظل المسلسل متأثرا بسلسلة "حرب النجوم"، ومظهر الرجل النصف آلي والنصف بشري سيظل متأثرا بمظهر أرنولد شوارزنيغر في فيلم "ترميناتور"، والصراع بين الآلة والبشر سيظل متأثرا بإرث طويل من الأعمال نذكر منها على سبيل المثال "بليد رانر".

التأثر هنا ربما يكون بصورة غير واعية، لأن الإدراك البشري لكل هذه المفاهيم قد تأثر بالصورة التي تم تقديمها فيها للمرة الأولى، لهذا يصعب بل يستحيل ادعاء الأصالة الكاملة على المستوى البصري، والديكورات، والأزياء، وغيرها من العناصر.

هنا لم نتحدث عن أي من تفاصيل الحكاية، لأننا سننتظر -رفقة الجمهور- ما ستسفر عنه المشاهدة، حيث لا يزال الحكم على المسلسل مبكرا جدا، لكن الرهان الذي وضع المؤلف عاطف نفسه فيه، رهان صعب للغاية، والأيام ستحكم بالتأكيد.

المصدر : الجزيرة