تخفف التوتر وتنشط العواطف.. لماذا نحب الموسيقى الصاخبة؟

music
تعمل الموسيقى الصاخبة على تخفيف التوتر كما تعمل كمنبه ويمكن مقارنتها بالمحفزات الأخرى مثل الكافيين والتمارين الرياضية (بيكسابي)

سارة عابدين

على مدار العقد الماضي، حدثت زيادة كبيرة في عدد الذين يستمعون إلى الموسيقى والوقت الذي يقضيه الناس في الاستماع لها، بسبب سهولة الوصول إليها أكثر مما مضى. ويفضل كثير من الشباب والمراهقين الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، كونها طريقة للفت الانتباه والتمرد على العادات والتقاليد، وقد يستمر ذلك التفضيل لمراحل عمرية أكبر.

تعني الموسيقى بالنسبة للكثيرين الطاقة والإثارة والمتعة، وفي بعض الأوقات تصبح أجمل عندما نستمع إليها بصوت أكثر ارتفاعا، ولكن لماذا يفضل الناس الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة؟

تخفيف التوتر
يوجد في الأذن قناة صغيرة تتصل مباشرة بمراكز المتعة في الدماغ، تطلق تلك القناة هرمون الأندروفين، عندما يتم تحفيزها بالموسيقى الصاخبة، ويعزز الأندروفين الشعور بالراحة والقدرة على تحمل الألم داخل جسم الإنسان، لذلك تعمل الموسيقى الصاخبة على تخفيف التوتر، كما تعمل كمنبه، ويمكن مقارنتها بالمحفزات الأخرى كالكافيين والتمارين الرياضية، لأنها تزيد معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم، لذلك تستعمل في الصالات الرياضية أثناء ممارسة التمارين.

إثارة الحواس
تعزز الموسيقى الصاخبة الحواس وتنشط العواطف، وينعكس ذلك على نشاط الجهاز العصبي، لذلك تستعمل في السلام الوطني، والمناسبات السياسية والثورية، لأنها تؤكد تماسك الجموع وتزيل الموانع العرقية وتحسن الأجواء الاجتماعية.

وبالإضافة إلى كونها طريقة من طرق الهروب من المشاعر السلبية والأفكار غير المرغوب فيها، فإنها تخلق مساحة سمعية جديدة أو بيئة موسيقية إيجابية تنقل المستمع من بيئته اليومية.

وتسيطر الموسيقى الصاخبة على العقل، لذلك يمكن الاستماع إليها أثناء القيادة أو الأعمال اليومية الآلية التي لا تستدعي التركيز، لكن عند البدء في عمل يحتاج إلى التركيز، سيجد المستمع نفسه يوقف الموسيقى الصاخبة، لأنها تسيطر على الحواس والتفكير بطريقة تشبه الخمر أو المخدرات، لذلك قد يصبح الاستماع إليها في بعض الأوقات تجربة ينصح بها علماء النفس، لأنها تغمر الجسم بهرمون الدوبامين الذي يطلق مشاعر النشوة والسعادة داخل العقل.

الأغنية أفضل بصوت مرتفع
في بعض الأحيان تبدو الأغنيات أفضل عند تشغيلها بصوت مرتفع، لأن هناك بعض المقطوعات الموسيقية والأغنيات مكونة من تفاصيل معقدة، لا تظهر عند تشغيل الموسيقى بصوت منخفض، لأن الصوت المرتفع يسمح للمستمع بالتقاط التفاصيل الصغيرة بشكل أسهل، وبالتالي التقييم المعرفي الأدق للقطعة الموسيقية.

سيكولوجية الموسيقى الصاخبة
يمكن أن نعود إلى فكرة التطهير من خلال الموسيقى، لأنه يمكن معرفة الكثير عن الشخص عن طريق ذائقته الموسيقية، خاصة الذين يفضلون الموسيقى الصاخبة، إذ ربما يكون لديهم مواقف مضادة للسلطة ورغبة كبيرة في التمرد، بالإضافة إلى أن الموسيقى الصاخبة تعزز الهوية الذكورية، حيث ترتبط الذكورة بالنشاط والخطر، في مقابل الأنوثة التي ترتبط بالهدوء والسكينة.

وترتبط الموسيقى الصاخبة أيضا بالأشخاص الأكثر انفتاحا الذين يرغبون في تعزيز هويتهم الشخصية في المجتمع، بينما هناك من يستمعون إليها لأنهم يستمتعون بالفعل بها، بغض النظر عن حالتهم المزاجية أو رغبتهم في التمرد.

في بعض الأحيان تعزز الموسيقى المشحونة عاطفيا مشاعر المستمع عند تشغيلها بصوت أعلى، وقد تصبح الصور التي تتدفق إلى العقل أكثر حيوية، مما يؤدي لتكرار تجربة الاستماع إلى نفس الموسيقى بأصوات أكثر ارتفاعا.

المصدر : الجزيرة