أوتار السعادة.. فنانون يعزفون الموسيقى في شوارع الجزائر

فاطمة حمدي-الجزائر

على وتر فوضى الشارع ومزامير السيارات المتشنجة بفعل صخب الأحياء الكبرى بالعاصمة الجزائر، وعلى نسق الخطوات المتسارعة للمارّة الذين يترامى انتباههم بين انشغالات الحياة التي تشبه وتيرة العام الجديد المهرولة، يعزف شباب وكهول موسيقى السعادة.

يجذب عازفو الشوارع -الذين انتشروا الفترة الأخيرة خاصة بشارعي ديدوش مراد وموريس أودان- انتباه المارة الذين تبدو عليهم ملامح القلق والضغط في محاولة للّحاق بالانشغالات التي لا تنتهي. يصل شباب إحدى الفرق، يبدؤون في وضع حقائب آلاتهم الموسيقية، تتناقص تدريجيا سرعة المارة إلى أن تعزف أول نوتة.

يتغير مزاج الشارع مباشرة بعدما يبدأ العزف، وتتحول الضغوط اليومية لحركات راقصة لشباب أجل طريقه نحو انشغالاته إذا تعلق الأمر بعزف أغنية "الشعبي الجزائري" لبضع رقصات يفرغ الشباب والمارة بها شحناتهم السلبية، ثم يغادر المكان بمزاج متجدد.

دون تذاكر باهظة ولا ترتيب موعد حفلة راقية على أنغام كلاسيكية، يهدي فنانو الشوارع بالعاصمة صباحات تعج بالبهجة، فيلونون المشاهد الباهتة ويصنعون من شارع ديدوش مراد قصة جديدة، الذي ارتبط اسمه بصرخات حناجر المتظاهرين منذ 22 من فبراير/شباط الماضي، تعزف فيه اليوم موسيقى حياة التجديد.

أجمع الفنانون الذين اختاروا الشارع منصات فنية على جملة "نحن من الشارع وإليه نرجع" يقول محمد عازف الكمان الذي قرر منذ تسعة أشهر حمل آلته والخروج "أحب التأثير المغناطيسي للموسيقى تجاه البشر، وكيف ينجذب الناس ويلتفون حولك دون معرفة رصيدك الفني أو خلفياتك، يحاولون فقط الاستمتاع".

المصدر : الجزيرة