ذاكرة الغضب.. كيف وثقت الفنون أحداث الثورة اليمنية؟

Anti-government protesters shout slogans during a protest demanding the ouster of Yemen's President Ali Abdullah Saleh outside Sanaa University February 28, 2011. Tens of thousands of protesters demanding the end of Saleh's 32-year rule of Yemen joined demonstrations on Monday, while skirmishes in the south killed three soldiers and a policeman. REUTERS/Ammar Awad (YEMEN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
ساهمت ساحات الثورة في خلق مناخ جيد لحالة الإبداع بدءا بالأغاني والمسرح وانتهاء باللوحات التشكيلية (رويترز)

الجزيرة نت-خاص

على غرار الثورات والأحداث الكبرى التي شهدها اليمن، كانت لثورة 11 فبراير/شباط 2011 التي أجبرت الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على التنحي، نصيبا ملحوظا من التوثيق الفني، إذ ظهرت في اللوحات الفنية والأفلام القصيرة والأغاني الشعبية، وغابت عن الإنتاج السينمائي.

ورغم أن ذلك التوثيق انحصر في محاولات خجولة وبعيدة عن العمل الرسمي المنظم، فإن البعض يرى بأنها خطوة متقدمة في حفظ ذاكرة الثورة، في بلد يفتقر بصورة كبيرة إلى تقدير الفنون، كما طغت أحداث الحرب التي تشهدها البلاد منذ مطلع عام 2015 على الثورة.

ووفقا للممثل المسرحي عمار داوود في تصريحاته للجزيرة نت بأن ما يحسب لثورة فبراير هو أنها فتحت للمبدعين فضاءات جديدة، بعد أن كان الفنان اليمني أسير الحصول على لقمة العيش، مضيفا أن ساحات الثورة ساهمت في خلق مناخ جيد لحالة الإبداع، بدءا بالأغاني والمسرح وانتهاء باللوحات التشكيلية على جدران ساحات الثورة التي توزعت في مدن البلاد الرئيسية.

عدسة الثورة
ويعد فيلم "ليس للكرامة جدران" من أبرز الأعمال الفنية التي وثقت للثورة من منظور إنساني، وتأهل ضمن ثمانية أفلام للفوز بجائزة الأوسكار عن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة عام 2014.

يروي الفيلم وقائع مجزرة الكرامة، إذ تعد واحدة من أبرز الأحداث في الثورة، والتي دفعت بانهيار نظام صالح الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، ولا يزال يعرض الفيلم في مؤسسات تعليمية وبشكل دوري في كل ذكرى للثورة داخل اليمن وخارجه.

أما الفيلم التسجيلي "ثورة العصافير"، الذي أنتجه مجلس شباب الثورة (منظمة غير حكومية) فقد وثق للأطفال الذين شاركوا في الثورة وخاضوا تفاصيلها، من بينهم الطفل سليم الحرازي الذي فقد عينيه برصاص قناص.

أغان ثورية
شكلت التكلفة المادية البسيطة لإنتاج الأغاني مساحة مفتوحة للفنانين اليمنيين الذين وثقوا للثورة، كان أبرزها أغنية "صفحة جديدة" التي جمعت معظم الفنانين اليمنيين من جميع التوجهات في عمل فني واحد، رسالته تتمثل في بناء بلد جديد يضم مختلف أطياف المجتمع.

كما شارك الفنان أحمد فتحي بكلمات أغنيته "يا معتصم.. يا صانع الحلم الجميل المبتسم"، في توثيق دقيق للثورة السلمية، وتوج أعماله الغنائية للثورة بلوحة غنائية شاركه فيها عدد من الممثلين في الذكرى الثالثة للثورة.

يقول عمر البنا، وهو أحد أبرز الوجوه الفنية التي ظهرت مع الثورة، "إن السياق العام للثورة لم يكن سياسيا فقط، بل امتد إلى مظاهر الفن والثقافة والمجتمع، إذ كانت ساحة جديدة للثورة في الفن أيضا".

ويضيف البنا للجزيرة نت "إن الفن كان وقودا للثورة، كانت المظاهرات والفعاليات الثورية متعطشة للفن، حتى إن قطاعا من المجتمع كان يرى في الموسيقى والفن حرجا، لكن الأغاني التي غنيناها للثورة كسرت تلك التابوهات".

الفن التشكيلي
رغم قلة الأعمال الفنية التشكيلية، فإنها لا تزال حاضرة كل مرة في الاحتفالات التي تنظم بمناسبة ذكرى الثورة من كل عام.

يقول الفنان التشكيلي اليمني رشاد السامعي للجزيرة نت "كان الفن التشكيلي ضعيفا في توثيقه للثورة، لأن التشكيل يحتاج لجهد بينما كان الكثير من الفنانين منشغلين بأحداث الثورة، بالإضافة إلى الظروف التي كانت في تلك المرحلة والمرحلة الحالية، والانتكاسات التي أعقبت الثورة"، مضيفا أن الفنانين لم يعودوا على قناعة بالاحتفال بالثورة أو إقامة معارض فنية، حسب تعبيره.

المصدر : الجزيرة