الغرفة 207.. بعد نجاح "ما وراء الطبيعة" روايات أخرى للعراب قد نراها على الشاشة

الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق (مواقع التواصل الاجتماعي)

أعلن مؤخرا عن مسلسل قادم على منصة شاهد باسم "سر الغرفة 207″، والمقتبس من رواية الكاتب أحمد خالد توفيق بالاسم ذاته، والتي نُشرت عام 2017، وقد جاء هذا القرار متوقعا خاصة بعد النجاح الكبير الذي شهده مسلسل ما وراء الطبيعة على نتفليكس، والمقتبس من روايات للكاتب ذاته، فهل نشاهد في السنوات القادمة أعمال أخرى مقتبسة من روايات الكاتب الراحل؟

البداية كانت "زودياك"

الكاتب الذي يطلق عليه جمهوره لقب "العراب"، كان قد أعلن قبل سنوات من وفاته عن رغبته الحارة في العمل للسينما أو التلفزيون، سواء بنصوص مباشرة أو بتحويل رواياته أو سلاسله إلى أعمال فنية درامية أو اقتباسها، وكتب مرارا عن المحاولات التي باءت كلها بالفشل، حتى وافته المنية عام 2018؛ ولكن يبدو أن أحلامه آن لها أن تحقق بعد ذلك بعام واحد فقط.

ففي 2019 عُرض مسلسل "زودياك" على منصة "فيو" (viu) الإلكترونية، وهو مقتبس من مجموعة قصصية باسم "حظك اليوم" نشرها الكاتب، وأطلق المسلسل عددا كبيرا من الممثلين، الذين لمعوا فيه وسلطت عليهم الأضواء مثل أسماء أبو اليزيد وأحمد خالد صالح وخالد أنور، وجذب العمل الأنظار على الرغم من عرضه في موسم رمضاني متخم بالأعمال.

شجع ذلك منصة أكبر وهي نتفليكس على إنتاج أحد أهم أعمال الكاتب، وهي سلسلة ما وراء الطبيعة في مسلسل موسمه الأول من 6 حلقات، صدر بالفعل في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأصبح "التريند" رقم 1 على نتفليكس في مصر وعدد من دول العالم العربي.

وقد أعلنت دار كيان للنشر والتوزيع -صاحبة حقوق الرواية- تحويل "سر الغرفة 207" إلى مسلسل جديد، وهذه المرة على منصة ثالثة، وهي "شاهد"، ليبدو أن السبب وراء عدم اقتباس هذه الأعمال من قبل عدم اهتمام قنوات الإنتاج التقليدية بمثل هذه الروايات والقصص المقدمة بالأساس إلى الشباب، ما جعل المنصات الإلكترونية هي الحل الأمثل خاصة مع قدرتها على الوصول الكبير إلى عدد مهول من المشاهدين كل يوم.

أعمال أخرى صالحة للاقتباس

ولكن هل هذه هي نهاية المطاف؟ في الحقيقة الإجابة هي لا، فورثة الكاتب الراحل وصناع المحتوى المرئي في العالم العربي بالفعل يمتلكون كنزا من الأعمال الصالحة تماما للتحويل إلى مسلسلات وأفلام سينمائية، فقد كتب منذ بداية التسعينيات وحتى وفاته عددا كبيرا للغاية من سلاسل القصص للشباب والروايات والمجموعات القصصية.

للكاتب الراحل سلسلتان لهما شعبية جارفة بين القراء الشباب مع المؤسسة العربية الحديثة، وهما "سافاري" و"فانتازيا"، فالأولى تدور أحداثها في أفريقيا، حيث نتعرف على الطبيب المصري "علاء عبد العظيم"، الذي يترك بلده ليعمل مع هيئة طبية في القارة السمراء، وهناك  يشترك في العديد من المغامرات التي تشبه إلى حد كبير ما شاهدناه في مسلسل "هاوس" (House)؛ ولكن هذه المرة بمذاق مصري أفريقي مميز.

أما سلسلة "فانتازيا"، فهي كنز بالفعل، حيث تسمح لأي منصة بتقديم ما يشبه عشرات المسلسلات القصيرة في إطار واحد كبير، حيث بطلتها "عبير عبد الرحمن" لديها جهاز اخترعه زوجها يجعلها قادرة على اختراق عالم الكتب، وأن تصبح بطلة قصصها المفضلة، هذا يعني أن بطلة المسلسل ستكون قادرة على أن تصبح الشخصية الرئيسية في قصص تشارلز ديكنز وأدب دوستويفسكي أو حتى أعمال أكثر حداثية لم يصل إليها خيال الكاتب الأصلي، فالبيئة هنا خصبة تماما.

ومن أهم أعماله التي تصلح لفيلم سينمائي متوسط الميزانية روايته الأولى "يوتوبيا"، وهي نقد سياسي واجتماعي في ثوب الديستوبيا (أدب المدينة الفاسدة)، حيث في المستقبل القريب تتحول مصر إلى عالم منقسم على ذاته، الطبقة الثرية تعيش في مدينة خاصة بها محاطة بالأسوار، التي تحمي سكانها من الفقراء الذين يوصفون بـ"الرعاع"، ويسكنون ما يشبه المستعمرات؛ لكن لا يمكن أن يستمر هذا الوضع طويلا، ولذلك ينفجر الصراع في النهاية، وقد كانت هذه الرواية من الأعلى مبيعا عند نشرها، وطبع منها الكثير من الطبعات لتلبية طلبات القراء.

وكذلك من أواخر أعماله التي حظيت بنجاح كبير "في ممر الفئران"، التي مزج فيها بين الخيال العلمي والنقد الاجتماعي، فنتعرف على مجتمع يسوده الظلام الدامس، ويظن سكانه أنهم مصابون بالعمى؛ ولكن تنكشف الحقيقة عندما يعرف بعضهم أن هذا ظلام متعمد من سادة يسيطرون على شعبهم لإضعافهم بشكل منتظم.

إذن يمكن لكتاب السيناريو العرب أن يمتعوا المشاهدين لسنوات قادمة بمحتوى مقتبس من أدب أحمد خالد توفيق، ليقدموا أعمالا مميزة قادرة على منافسة المسلسلات والأفلام العالمية بجدارة كما شاهدنا في ما وراء الطبيعة هذا العام.

المصدر : الجزيرة