تقييمات مندفعة تتسبب في حذف "ما وراء الطبيعة" من قائمة أعلى 250 مسلسلا تقييمًا

بدت التقييمات المندفعة لصالح "ما وراء الطبيعة" كما لو أنها مدبرة ضد سياسات موقع "آي إم دي بي" (مواقع التواصل)

أحدث مسلسل "ما وراء الطبيعة" ضجة كبيرة بعد عرضه، وسريعًا ما أصبح يحتل الرتبة الأولى في الأكثر تداولا (الترند) على نتفليكس (Netflix) في مصر ودول عربية عدة، وفي الوقت ذاته حظي بشعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأت مجموعات على فيسبوك مناقشة تفاصيل الحلقات الست والاختلافات بين الرواية والعمل التلفزيوني، وذلك بهدف تقييم المسلسل على موقع "آي إم دي بي" (IMDb) العالمي.

وبالفعل وصل العمل الدرامي إلى قائمة أعلى 250 مسلسلا على مستوى العالم، ولكن سريعًا ما تمت إزالة المسلسل من الموقع نفسه.

الخروج السريع من القائمة

جاء انضمام المسلسل إلى القائمة بعد حملة موجهة من جمهور المسلسل لتقييمه حتى ترتفع مشاهداته بصورة عالمية، وبالفعل تحمس الشباب لتقييم المسلسل وتم منحه تقييمات عالية مثل 9/10 و10/10. وبعد 40 ألف تقييم تقريبًا خلال فترة قصيرة للغاية، دخل المسلسل بالفعل قائمة 250 الأعلى تقييمًا بين المسلسلات العالمية، لينضم إلى أعمال على شاكلة "بريكنج باد" و"لعبة العروش"، واحتفل صناعه بهذا النصر على مواقع التواصل الاجتماعي، مما زاد من التقييمات.

ولكن سريعًا ما خرج المسلسل من القائمة لأن هذه التقييمات المندفعة تبدو كما لو أنها مدبرة ضد سياسات موقع "آي إم دي بي"، الذي اعتبر أن التقييمات تصويت زائف ولا يسمح بها حتى يتم الحفاظ على دقة القائمة التي ترشح أهم المسلسلات العالمية.

واحدة من أهم سياسات الموقع الحفاظ على المصداقية في التقييم وترشيحات الأعمال، حيث تصبح القوائم شفافة ولا يمكن التلاعب بها، ويمكن الكشف عن ذلك عبر الدخول على حسابات المشتركين، والتأكد من كونهم من المستخدمين المنتظمين للموقع وليسوا ممن يدخلون بهدف تقييم عمل واحد فقط كما حدث من محبي المسلسل، الذين لم يكونوا من مستخدمي الموقع السابقين ودخلوا فقط لإعطائه تقييما عاليا، وبالتالي تم كشفهم بسهولة وحذف المسلسل.

هل تقييم "آي إم دي بي" يحدث فرقًا فعلا؟

لو نظرنا لخليفة الأمر لوجدنا أن التقييم على موقع "آي إم دي بي" أمر شكلي فقط، فهو لا يحدث فرقًا مع المسلسل، الذي يصل إليه المشاهدون عبر موقع نتفليكس، وهو بالفعل أصبح "ترندا" على المنصة في دول عدة حول العالم وحقق مشاهدات عالمية، بل هناك العديد من "اليوتيوبرز" الأجانب الذين صنعوا محتوى حول المسلسل على قنواتهم الخاصة، مما ساهم في انتشاره أكثر في الأوساط الأجنبية.

وبالتالي لم يساهم الأمر في زيادة الوصول إلى المسلسل أو شهرته بأي شكل، ولكن على الجانب الآخر أضره والصناعة الدرامية العربية بالكامل، حيث أظهر المشاهدين العرب كما لو أنهم أشخاص ينجرفون وراء التقييمات المزيفة فقط لإعلاء أمر الدراما الخاصة بهم.

بيد أنه يمكن تفهم حماسة العديد من المشاهدين لوصول مسلسل مصري إلى منصة مهمة للغاية مثل نتفيلكس، وعرضه في دول عديدة حول العالم في الوقت ذاته بالترجمة والدبلجة، وهو الوصول الأهم لمسلسل مصري، وبالتالي رغبوا في إثبات الأمر بصور مختلفة عبر الموقع العالمي.

ورغم بعض العيوب الفنية في المسلسل، فإنه في النهاية عمل مبهر من الناحية البصرية واستطاع استغلال الشعبية الجارفة لسلسلة روايات "ما وراء الطبيعة" الشهيرة واستغلال القاعدة الكبيرة من القراء الذين حلموا طويلًا بتحويل تلك الروايات إلى عمل سينمائي أو تلفزيوني، وقد تسببت سعادة هؤلاء القراء في انجرافهم وراء فكرة التقييمات الكبيرة والعالية لإثبات أن حلم الكاتب المحبوب لديهم الراحل أحمد خالد توفيق الذي كتب هذه الروايات لم يتحول إلى حقيقة فقط، بل انتشر المسلسل حول العالم وأصبح من الأعمال الرائدة، مما قد يتيح الفرصة لإنتاج مواسم قادمة من المسلسل، أو إنتاج مسلسلات أخرى مقتبسة من أعماله الأخرى مثل سافاري وفانتازيا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية