أُم تحمل رضيعا، جاءتها في المنام بشارته، أتت للشيخ تطلب التبرك لمولدها المزمل، لكنها لم تعد بالبركة، صغيرها سيموت في العشرين، لسنوات طوال عاش ميتا، لكنه لم يمت في العشرين.
حقق مهرجان "الجونة السينمائي" في الدورات السابقة نجاحا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية، ورغم حداثته فإن الإمكانيات المادية التي يحظى بها المهرجان أتاحت له فرصا أفضل في النجاح وحضور نجوم عالميين، إلى جانب عرض أفلام شاركت في مهرجانات عالمية.
إلا أن الدورة الرابعة، التي ستبدأ في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وحتى 31 من الشهر نفسه؛ تحمل رهان العمل تحت ضغط جائحة كورونا (كوفيد-19)، حيث إنه المهرجان الأول الذي سيقام في مصر بعد تأجيل العديد من الفعاليات خلال الأشهر الماضية، مما شكل عبئا على القائمين على الفعالية لضمان سلامة الحضور؛ لذا جاء قرار العمل على تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، وأن تشغل قاعات العرض السينمائي 50% فقط من طاقتها، مع تقليل نسب الحضور.
ولجأت إدارة المهرجان إلى شعار "الإنسان والحلم" لتأكيد أنه يمكن تحقيق الأحلام في أصعب الظروف.
يكشف #GFF عن ملصق دورته الرابعة، حيث صممت الاختيارات البصرية هذا العام لتعكس مزيج بين التصميم الفريد لمركز الجونة للمؤتمرات و الثقافة الذي يحتضن المهرجان في دورته الرابعة بالإضافة إلي التنوع العرقي والثقافي لشعوب المنطقة ممثلة في الأطياف المتنوعة للمواهب العربية والشرق أوسطية. pic.twitter.com/9x4HQghdQ4
— El Gouna Film Festival (@ElGounaFilm) September 27, 2020
الاحتفاء بالموسيقى كعنصر مهم في السينما هو تقليد سنوي للمهرجان، الذي احتفى في دوراته السابقة بموسيقى أفلام يوسف شاهين، ومقطوعات مؤلف الموسيقى الشهير نينو روتا.
لكن هذا العام سيتم عزف موسيقى فيلم "الطفل" لشارلي شابلن مع أوركسترا حية بقيادة الموسيقار المصري الشهير أحمد الصعيدي، الذي يقوم بلعب موسيقى الفيلم الحية أثناء العرض.
لم يتم اختيار اسم النجم العالمي الذي سيحضر فعاليات الدورة الرابعة -كما جرت عادة المهرجانات العالمية- لكن تم اختيار الفنان خالد الصاوي ومصمم المناظر "الاسكتشات" أنسي أبو سيف ليكونا الشخصيتين المكرمتين لهذا العام بجائزة الإنجاز الإبداعي؛ كونهما مساهمين أساسيين في صناعة السينما المصرية والعربية.
بالإضافة إلى معرض لأعمال أنسي أبو سيف، منها تخطيطات المناظر الخاصة لأفلام مثل "المومياء" لشادي عبد السلام، و"اسكندرية كمان وكمان" ليوسف شاهين، و"الكيت كات" لداود عبد السيد، و"سرقات صيفية" ليسري نصر الله، و"عرق البلح" لرضوان لكاشف، و"أحلام هند وكاميليا" لمحمد خان. وسيقام المعرض من 23 أكتوبر/تشرين الأول وحتى نهاية المهرجان.
لا يمكن أن تنفصل السياسة عن السينما، فتتناول العديد من الأفلام قصص الحروب والمعاناة واللجوء أيضا، بالإضافة إلى الأزمات الإنسانية كالتعرض للاغتصاب وغيرها من حكايات تتناولها قصص أفلام المهرجان.
ففي ليلة الافتتاح، يعرض فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية "الرجل الذي باع ظله"، الذي عُرض عالميا لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي، والفيلم يتناول قصة سام وهو شاب سوري فرّ إلى لبنان هربا من الحرب في بلده من دون إقامة رسمية، ويتعثر في الحصول على تأشيرة سفر لأوروبا، حيث تعيش حبيبته، ويقابل الفنان الأميركي المعاصر جيفري جودفروي الذي يغير حياته.
أما الفيلم الفلسطيني "200 متر" للمخرج أمين نايفة، فبعد أن تم الاحتفاء به في مهرجان فينيسيا السينمائي؛ يعرض في الجونة ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. والفيلم يتناول حياة رجل وزوجته قادمين من قريتين في فلسطين، ويفصل بينهما جدار عازل، ورغم أن المسافة بينهما 200 متر، فإن ظروف المعيشة تفرض عليهما حياة غير اعتيادية، خاصة حينما يمرض ابنهما.
يحتفل مهرجان الجونة السينمائي بنجاح مشروع آخر شارك في منصة الجونة السينمائية، "200 متر" لأمين نايفة، الذي سيُعرض في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي. pic.twitter.com/62c40IVeq8
— El Gouna Film Festival (@ElGounaFilm) September 10, 2020
كما يعرض في المسابقة نفسها فيلم المخرجة ياسميلا زبانيتش "إلى أين تذهبين يا عايدة"، والذي يتناول الحياة في البوسنة في ظل احتلال الجيش الصربي مدينة سربرنيتسا، وكيف تعيش عايدة التي تعمل مترجمة للأمم المتحدة فيها، ومع الاحتلال تحاول إنقاذ أسرتها في أحد معسكرات الأمم المتحدة، والفيلم كان في المسابقة الرسمية في الدورة 77 لمهرجان فينيسيا السينمائي.
كما يعرض أيضا الفيلم الياباني "زوجة جاسوس" للمخرج كيوشي كوروساوا، ويتناول الحياة مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث يشعر بطل الفيلم يوساكو بارتباك، ويقرر السفر إلى منشوريا، وهناك يرى بعينيه ممارسات همجية للحرب يصر على فضحها ويتهم بالتجسس.
فيلم "صبي الحوت" الإسباني للمخرج رافا روسو تدور أحداثه في عام 1972، حينما أصبحت أوروغواي مدينة دكتاتورية، فيكافح دييجو وليوناردو اللذان يعملان كاتبين في برنامج تلفزيوني كوميدي من أجل الحفاظ على نزاهتهما وتخفيف هجائهما السياسي ضد الجيش، وإلا سيكون مصيرهما سيئا.
الفيلم القصير "البانو" للمخرجة أنيسة داود يعرض ضمن مسابقة الأفلام القصيرة للمهرجان، والذي يحكي معاناة "عماد" الذي تعرض للاغتصاب، وهو طفل صغير فيجد أزمة في التعامل مع طفله الصغير حينما تغادر زوجته في رحلة عمل. فالتجربة تعيد إليه ذكريات ماضيه المربك تدريجيا، ويعيش صراعا داخليا مزدوجا بين مشاعره كأب ومخاوفه من أن يكرر أخطاء الماضي.
الفيلم الوثائقي " كازا-بيتي" يكشف عن معاناة أسرة إناش، التي تعيش مع 9 أبناء في كوخ في منطقة دلتا بوخارست، وهي منطقة محمية طبيعية من المناطق الحضرية في العالم المليئة بالبحيرات والحيوانات والنباتات النادرة، فتقرر السلطات فجأة استعادة النظام البيئي الحضري النادر وطرد العائلة، مما يتطلب العيش في المدينة التي لا يعرفون عنها شيئا.