لعشاق الغموض.. الجريمة بنكهة كوميدية في فيلم "أخرجوا السكاكين"

knives out
إيرادات الفيلم بلغت حتى الآن 247.5 مليون دولار من إجمالي ميزانية لم تتجاوز 40 مليونا (مواقع التواصل)

ياسمين عادل

إذا كنتم من عشاق الأفلام البوليسية والجرائم الغامضة على شاكلة قصص أغاثا كريستي فلا بد أن تشاهدوا فيلم "أخرجوا السكاكين" (Knives Out) المعروض حاليا في دور السينما.

ينتمي الفيلم التشويقي لفئة الجريمة وإن كان يجمع بين الدراما والكوميديا، كتبه وأخرجه ريان جونسون، أما البطولة فأسندت إلى كريستوفر بلامر، وآنا دي أرماس، ومايكل شانون، وتوني كوليت، ودانيال كريغ، وكريس إيفانز.

غموض من نوع خاص
على عكس الأفلام التي تتناول حبكتها لغزا بوليسيا، والتي عادة ما تبدأ ببعض التمهيد قبل حدوث الجريمة بدأ العمل هنا باكتشاف جريمة القتل منذ المشهد الأول، هكذا تتصاعد حدة السرد الدرامي منذ البداية.

فنشهد المحقق الخاص "بينوا بلانك" فيما يحاول الوصول إلى الحقيقة عبر استجواب أفراد العائلة، وعلى الرغم من أن كل الأسباب توحي بأن الأمر ما هو إلا انتحار، فإنه مع التنقيب جيدا خلف الجميع سرعان ما يتضح أن لدى كل منهم دافعا لارتكاب الجريمة.

من جديد يفاجئ المؤلفُ الجمهورَ بأن يكشف خيوط الجريمة في وقت مبكر، لينتقل بالمشاهدين من البحث عن القاتل، إلى حالة أخرى تطرح بدورها تساؤلات جديدة، أولها هل يمكن للقاتل أن يفلت بفِعْلته؟ يليها هل يمكن للعدالة أن يكون لها وجهان؟ والأهم هل هناك غايات تبرر الوسيلة؟

ومع أن البعض قد يعتقدون أن معرفة القاتل من شأنها أن تجعل الفيلم مملا وغير جدير بالمشاهدة، لكن العكس هو ما يحدث تماما، إذ ينجح المؤلف في أن يجعل القصة تظل شيقة ومثيرة أكثر من ذي قبل. وكلما ظن المشاهد أنه عرف كل الأسرار، فاجأنا صناع العمل بحبكة ملتوية أو "بلوت تويست" تغير من مجرى الأحداث، ليظل الجمهور حتى كلمة النهاية يجدد دهشته ويعيد حساباته تجاه كافة الأبطال.



بطولة جماعية ولكن
بمطالعة البوستر الدعائي للعمل يصبح من السهل اكتشاف أن العمل بطولة جماعية تضم الكثير من الأسماء الرنانة، وإن كان جرى العرف في تلك النوعية من الأفلام، أن تأتي البطولة جماعية ذات خطوط درامية واهية، وما تلك الأسماء إلا دعاية للكسب المادي وجذب الجمهور، لكن اللافت في هذا الفيلم أن لكل شخصية خطا دراميا له بناء قوي وواضح، وما من شخصية يمكن الاستغناء عنها.



الموت والكوميديا وجهان لعملة واحدة
مع كل ما تحمله الحبكة من سوداوية وقتامة، أتى السيناريو مليئا بالمواقف الكوميدية والطريفة، تلك التي تجعلك تبتسم حتى في أحلك الأوقات مثل أن تشهد بطلك المفضل على وشك الموت أو القبض عليه. وهو ما يحسب لمخرج العمل الذي استطاع صبغ العمل بروح الكوميديا، رغم أن طاقم الفيلم طالما عرف بالأدوار الجادة، وعلى رأسهم دانيال كريغ الذي اعتاد تقديم شخصية جيمس بوند، ومع أنه في هذا الفيلم يظهر محققا صارما يسعى للعدالة لكنه قدم ذلك بأداء سهل ممتنع جمع بين الجدية والفكاهة.



مشروع سلسلة جديدة
لكل ما سبق استطاع الفيلم تحقيق نجاح ملحوظ بشباك التذاكر، فبلغت إيراداته حتى الآن 247.5 مليون دولار من إجمالي ميزانية لم تتجاوز أربعين مليونا، وذلك رغم تنافسه مع أفلام أخرى لها شعبيتها مثل "جومانجي: نكست ليفل" (Jumanji: The Next Level) و"فروزن 2″ (Frozen II) وغيرهما. هذا بالإضافة إلى حصوله على تقييم جماهيري بلغ 8.1 درجات على موقع "آي.أم.دي.بي" الفني، وترشحه إلى ثلاث جوائز غولدن غلوب من ضمن عشرات الترشيحات الأخرى.



يذكر أن ريان جونسون صانع الفيلم قد صرح قبل وقت قصير من بدء العرض بأنه يرغب في تقديم سلسلة أفلام قائمة على شخصية دانيال كريغ المحقق الذي يقوم بحل الألغاز، حتى أنه استطرد مؤكدا أنه يملك فكرة القصة الجديدة وعنوانها، غير أنه سيرهن تنفيذها بمدى نجاح الفيلم جماهيريا.

وأمام كل ما حققه الفيلم حتى الآن، وتزامنا مع بداية 2020 أعلن جونسون أنه بدأ العمل بالفعل على كتابة سيناريو الجزء المقبل من الفيلم، على أن تسند بطولته لشخصية المحقق "بينوا"، خاصة بعد توقيع دانيال كريغ عقد الفيلم الجديد، فهل يمكن لنا أن نشهده في دور السينما هذا العام؟



المصدر : الجزيرة