حرب الشاشات.. المنصات الإلكترونية تقتحم المهرجانات الأهم في العالم

Marriage Story
عرض فيلم "قصة زواج" في مهرجان فينيسيا السينمائي هذا العام ضمن ثلاثة أفلام من نتفليكس (منصات التواصل)

لمياء رأفت 

انتقد "الاتحاد الدولي للفنون السينمائية" (Ar thouse CICAE) -الذي يمثل أعضاؤه 4000 شاشة في أوروبا- مهرجان فينيسيا السينمائي، متهما المهرجان العريق بأنه ارتكب خطأ فادحًا بعرضه أفلاما من شبكة نتفليكس الإلكترونية. 

لتكمل هذه الانتقادات الاعتراضات الدائمة على أفلام نتفليكس وغيرها من منصات العرض، واتهامها بأن أعمالها الأصلية ليست أفلاما سينمائية، ولكن ذلك لم يوقف هذه المنصات لنرى أعمالها هذا العام في عدد من المهرجانات المهمة للغاية. 

فينيسيا 2019 وثلاثة أفلام من نتفليكس دفعة واحدة
عرض في مهرجان فينيسيا السينمائي هذا العام ثلاثة أفلام من نتفليكس، الأول هو فيلم المخرج نواه بومباك "قصة زواج" (Marriage Story)، وفيلم المخرج ستيفن سودبيرج "المغسلة" (The Laundromat) في المسابقة الرسمية، وخارج المسابقة عرض فيلم "الملك" (The King).

ونتيجة لذلك أرسل الاتحاد الدولي للفنون السينمائية رسالة طويلة تنتقد المهرجان والمهرجانات الأخرى التي تعرض أفلاما من المنصات الإلكترونية، وأن ذلك سيؤدي لانهيار العرض السينمائي.

وقال رئيس الفرع الفرنسي للاتحاد فرانسوا أيم إن الصناعة بأكملها وضعت في نقطة تحوّل، وإنه "يجب أن يحدث تكاتف بين المهرجانات العريقة مثل كان والبندقية وبرلين لمواجهة نتفليكس وأشباهها في جبهة موحدة". 

وأضاف أيم أنه خلال الستين عامًا الماضية لو أرادت شبكة تلفزيونية أن تجد مكانًا في فينيسيا وغيرها من المهرجانات كانت تخضع لعدد من القواعد، مثل الإنتاج المشترك للأفلام وعرضها في الدور السينمائية، ولا ينبغي إعفاء المنصات الإلكترونية من هذه الالتزامات، وأشار إلى أن الاهتمام بالصناعة تراجع أمام الاهتمام بالشركات القوية.

وشبه أيم نتفليكس بمطاعم "الوجبات السريعة التي ترغب في كسب نجوم ميشلان التي لا يحصل عليها إلا المطاعم الراقية"، مضيفا أن "نتلفيكس تمتلك المال والطموح لكن لا تمتلك الجوهر، ودعم الطموح والمال هو خيانة للمهمة الأولية للمهرجانات التي تدافع عن فن السينما قبل أي شيء آخر"، حسب تعبيره.

على الجانب الآخر أكد مهرجان "تيلورايد السينمائي" (Telluride) أن أفلام المنصات الإلكترونية لم تعد بدعة في عالم المهرجانات، حيث سيشهد المهرجان عرض مجموعة من الأفلام التي أنتجتها مصنات إلكترونية مثل العرض الأول لفيلم "الباباوان" (The Two Popes)، وفيلم "قصة زواج"، وفيلم "رواد الفضاء" (The Astronauts)، وفيلم "التقرير" (The Report)

نتفليكس وآمال مرتفعة في موسم الجوائز
أما عن شبكة نتفليكس فقد استغلت الثغرات الموجودة في قواعد المهرجانات والمسابقات الكبرى لعرض أفلامها، وكذلك المنافسة على أهم الجوائز، ولا يمكن نسيان ما حدث العام الماضي مع فيلم "روما" للمخرج ألفونسو كوارون، الذي حاز على أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية وأفضل مخرج وأفضل تصوير، وكاد أن يحصل على أوسكار أفضل فيلم، وتناثرت شائعات حول أنه خسر الأخيرة حتى لا تحصل نتفليكس على الجائزة الأهم في عالم السينما.

وهذا العام أعدت نتفليكس نفسها بقوة للمنافسة في موسم الجوائز بأفلام عدة على رأسها بالطبع فيلم المخرج مارتن سكورسيزي "الأيرلندي" (The Irishman) الذي سيفتتح مهرجان نيويورك السينمائي نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وقدمت نتفليكس للفيلم تسهيلات غير مسبوقة، فقد حصل على ميزانية بلغت 159 مليون دولار، وهي الأعلى في أفلام سكورسيزي كلها، وبعد عرضه في مهرجان نيويورك سيكون هناك عرض تجاري محدود للفيلم في بداية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل تأهيلا للمنافسة على الأوسكار.

ما سبق ليس سوى بضعة أمثلة على ما وصلت له المنصات الإلكترونية هذا العام من انتصارات، في ظل بيئة معادية إلى حد كبير، وجهات مختلفة تظن أن هذه المنصات قادمة لإفساد الفن السابع، لكن على الجانب الآخر يوجد المشاهدون وبعض من صناع الأفلام في صف نتفليكس وأخوتها لأنها تتيح لهم إنتاج أفلامهم بتسهيلات مالية في ظل المشاكل المتعددة التي يلاقونها من جهات الإنتاج الأخرى.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية