صدفة لن تتكرر.. فيديو يحول امرأة من التسول إلى نجمة بوليود

راندول
صالون تجميل محلي قرر أصحابه منح راندول "ميك أوفر" يزيل عنها آثار الحزن ومشقة السنين (مواقع التواصل)

ياسمين عادل 

يبدو أن القصص التي اعتدنا على السخرية منها في الأفلام الهندية واتهام صناعها بالمبالغة تحدث في بوليود بالفعل، فها هي الصدفة تلعب دورها وتغير مسار حياة امرأة بالكامل؛ فتنقلها من التسول وظلال البؤس التي طالما كانت تخيم على حياتها إلى عالم بوليود شديد البريق.

بدأ الأمر في 21 يوليو/تموز الماضي، الذي بدا تماما مثل أي يوم آخر في حياة "رانو موندال" البالغة (59 عاما)، التي سارت من منزلها إلى محطة راناغات للسكك الحديدية في ولاية البنغال الغربية الهندية، حيث اعتادت الغناء للركاب والمسافرين من أجل كسب العيش.

لم يكن المارة يمنحونها مالا بالضرورة، فكثيرا ما كانت تغني مقابل الإفطار، والكعك، والبسكويت، والعصائر، وما شابه، فإذا لم تحصل على ما يسد حاجتها لا تلبث أن تلجأ للتوسل لرواد المحطة.

قوة "السوشيال ميديا"
الفارق الوحيد الذي ميز تلك الليلة عن مثيلاتها هو مرور شاب يدعى "أتيندرا تشاكرابورتي" بالمحطة، وما إن استمع إلى غناء موندال حتى ذهب إليها وسألها أن تغني من جديد، ومن ثم أخرج هاتفه لتصويرها، قبل أن يشارك الفيديو مع العالم عبر منصة التواصل الخاصة به.

على الأغلب لم يكن تشاكرابورتي يعرف أنه بفعلته هذه سوف يغير حياة تلك المرأة للأبد، ربما آمل أن يساعدها أحدهم، لكن هل اعتقد أنها قد تصل إلى بوليود، وتصبح على رأس عناوين الصحف الهندية؟

فالفيديو سرعان ما حقق ملايين المشاهدات، حتى أن كثيرا من المشاهير قاموا بإعادة تداول الفيديو بأنفسهم، هكذا دخلت راندول قائمة الأكثر تداولا (ترند) دون أن تعرف عن الأمر شيئا.

إذ فوجئت بالعديد من الأشخاص يبحثون عنها في المحطة، ويجلبون لها الطعام والحلوى، بعدها باتت الصحف والمواقع تبحث عنها. أولى الخطوات الكبيرة التي قدمت لها جاءت من قبل صالون تجميل محلي قرر أصحابه العثور عليها ومنحها "ميك أوفر" يزيل عنها آثار الحزن ومشقة السنين.

تطور خيالي
لم تقف عجلة الحظ التي دارت أخيرا من أجل راندول عند ذلك الحد، بل اتسعت لتشمل تحولا مهنيا أيضا؛ فبعد أن باتت ذات شعبية ملحوظة دعتها قناة "تلفزيون سوني الترفيهي" للظهور خلال برنامج "المغني نجم النجوم" (Superstar Singer).

وهذا البرنامج هو أحد برامج الواقع المعنية باكتشاف المواهب، ومن بين حكامه النجم هيميش ريشاميا، وبمجرد استماعه لصوت راندول، عرض عليها الغناء في فيلمه القادم "هابي هاردي آند هير" (Happy Hardy And Heer) المقرر صدوره قبل نهاية هذا العام.

وبالفعل سجلا معا أواخر أغسطس/آب أغنية "تيري ميري كاهاني"، تلاه تلقي راندول العديد من العروض الأخرى، سواء من مديري موسيقى آخرين يريدون التوقيع معها على عقود حفلات موسيقية، أو نجوم آخرين لمسهم صوتها وتأثروا بقصتها، مثل النجم سلمان خان، بل إن ريشاميا نفسه تعاون معها ثلاث مرات أخرى.

عودة الحلم الضائع
يذكر أن ماندول أرادت الغناء منذ الصغر، وقطعت خطوات في هذا الصدد بالفعل حين كانت في العشرينيات، إذ انضمت لإحدى الفرق الموسيقية المملوكة لناد محلي وشاركتهم جولات غنائية، نالت خلالها استحسان الجمهور، حتى أنهم أطلقوا عليها لقب "رانو-بوبي" بعد الاستماع إليها تغني أغنيات فيلم (Bobby).

ومع أنها جنت المال من الغناء، فإنها تركته بسبب رفض أهلها الاستمرار في هذا المجال، لكن مع وفاة زوجها ومعاناتها من الفقر المدقع اضطرت للعودة إلى قريتها والغناء في السكك الحديدية مقابل المال.

وهو ما لم تقبله ابنتها التي فضلت الرحيل بعيدا عن أمها طوال عشر سنوات، والآن مع احتراف راندول الغناء في بوليود وعلى خشبات المسارح لا الطرقات؛ اختارت الابنة العودة والعيش مع والدتها، كما لو كانت الحياة قررت الابتسام لراندول من كافة الاتجاهات.

المصدر : الجزيرة