إلغاء فيلم "الصيد".. عندما تنحني هوليوود لترامب

أفيش فيلم الصيد (مواقع التواصل)
الفيلم كان من المقرر عرضه بدور العرض بالولايات المتحدة في 27 الشهر المقبل (مواقع إلكترونية)

ياسمين عادل

تغريدة واحدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت كافية لتأجيل إصدار فيلم أو حتى إلغائه، فتويتر تحول لسلاح في يد ترامب يطلقه متى شاء، سواء أكانت المواضيع سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية وحتى فنية.

وشن ترامب هجوما على هوليوود واصفا إياها بالليبرالية، واتهمها بالعنصرية، وتابع -في تغريدته- أن هوليوود "تملك داخلها الكثير من الغضب والكراهية. ورغم أنهم يطلقون على أنفسهم النخبة فإنهم في الحقيقة ليسوا كذلك بل إن من تعارضهم هوليوود هم بواقع الحال النخبة الأصلية".

قبل أن يستطرد أن "الفيلم" الذي على وشك الإصدار قريبا، الهدف من إنتاجه ليس سوى إشعال فتيل الفوضى والحث على العنف والعنصرية، وهو الأمر الذي من شأنه إثارة الفتنة في البلاد.

ورغم أن ترامب لم يكشف عن اسم الفيلم، فإن العاملين سواء بقطاع السينما أو الصحافة والإعلام يدركون جيدا أنه يقصد فيلم "الصيد" (The Hunt) الذي أثار جدلا مؤخرا، وهو من إنتاج شركة "بلمهوس برودكشنز" التي اعتادت إنتاج أفلام رعب مستقلة ومنخفضة التكلفة مثل "بارانورمال أكتيفيتي" (Paranormal Activity)، و"التطهير" (The Purge)، وفيلم "بلاككلنزمن" (BlacKkKlansman) الذي حاز على الأوسكار بداية هذا العام.

تسييس الفن
وحسب ما ذكر موقع "إندي واير" الشهير، فإن الفيلم كان من المقرر عرضه بدور العرض بالولايات المتحدة في 27 الشهر المقبل، وهو مقتبس عن قصة كلاسيكية من تأليف الكاتب والصحفي الأميركي ريتشارد كونيل، صدرت عام 1924 وحملت وقتها عنوان "اللعبة الأكثر خطورة". وكان إخراج العمل قد أسند إلى كريغ زوبيل، في حين جاءت بطولته من نصيب كل من إيما روبرتس، وجوستين هارتلي، وغلين هورتون، وهيلاري سوانك.

أما قصته فكان من المفترض لها أن تدور حول 12 شخصا يستيقظون ليجدوا أنفسهم في منطقة نائية لا يعرفون عنها شيئا. وما لم يحسبوا حسابه أن يكونوا هناك بغرض اصطيادهم من قبل جماعة من صفوة الليبراليين الذين يسعون لاصطياد القادمين من المناطق الريفية بالولايات المتحدة والمعروفين باسم "البائسين" (Deplorables)، وهو الوصف نفسه التي استخدمته هيلاري كلينتون لوصف بعض داعمي ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية في 2016.

ووفقا لصحيفة "الغارديان" فإن تصريحات ترامب جاءت إثر سلسلة من عمليات إطلاق نار جماعية ووحشية جرت قبل أيام وأسفرت عن مقتل ثلاثين شخصا في إل باسو ودايتون وأوهايو. مما دعا الرئيس الأميركي إلى مهاجمة الأفلام التي يرى -من وجهة نظره- أنها تشكل خطرا على البلاد وتستجلب ضررا أكثر مما تحقق من نفع. ويبدو أن هذا لم يكن رأي ترامب وحده، إذ وافقته الإعلامية "آينسلي إيرهاردت" المذيعة بشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية.


تأجيل أم إلغاء؟
أمام هذا الخط الدرامي الجديد وغير المتوقع، لم تجد إستوديوهات "يونيفرسال بيكتشرز" بدا من تأجيل الحملة التسويقية للفيلم لبعض الوقت، لتصدر بعد فترة بيانا أكدت خلاله إيقافها الحملة التسويقية لفيلم (The Hunt) تماما وسحب كافة الإعلانات سواء الإلكترونية أو التلفزيونية الخاصة بالعمل.

قبل أن تضيف أنها وإن كانت تشجع المبدعين على تقديم أفكارهم الساخرة والجريئة إلا أن القائمين على الشركة يستطيعون تمييز أن ذلك ليس هو الوقت المناسب للمخاطرة بإنتاج فيلم كهذا، خاصة مع الأجواء المتوترة حاليا، مما يعني إلغاء الفيلم بعد أن كان صناعه على بعد أيام قليلة من خروجه للنور.

فهل يمكن أن يكون هذا الإلغاء مؤقتا لحين مرور العاصفة وسنشهد العمل ولو بعد سنوات مثلما حدث ذلك مع أعمال أخرى مثل فيلم "المقابلة" (The Interview) الذي تناول قصة مؤامرة اغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ، لكن فور الإعلان عن الفيلم، تلقت الشركة المنتجة "سوني بيكتشرز" تهديدات من خلال قراصنة تسللوا إلى حواسيب الشركة.

وأصدر القراصنة مجموعة من الوثائق السرية الخاصة بسوني تتضمن تفاصيل حول الأفلام القادمة، وأرقام الضمان الاجتماعي للموظفين -وهي شديدة السرية- إلى جانب تهديد الجمهور بأعمال إرهابية في دور العرض، مما اضطر "سوني بيكتشر" لتأجيل عرض الفيلم فترة.

المصدر : مواقع إلكترونية